في الصميم: الوثيقة القندهارية

الواضح أن الكويت أصبحت ساحة تستغل انتخاباتها، ولا نقول ديموقراطيتها، من أجل فرض أجندات ستستخدمها آجلا أم عاجلا قوى أجنبية، كما استغلت طالبان و«القاعدة»، ففي حين تتجه باقي دول الخليج إلى مرحلة انفتاح غير مسبوقة، ونهضة تنموية كبيرة، تأتي هذه الوثيقة لتقضي على ما تبقى في الكويت من حريات، وهذه فعلا مشكلة، فهذه الوثيقة القندهارية، التي يراد فرضها على شعب بأكمله، كتبت ووقعّت من أناس أكثرهم لم يولدوا ولم يعاصروا كويت الانفتاح والحريات الذي بدأ بالأفول في أواخر السبعينيات. أما المطالبة بفتح خط ساخن مع معدي الوثيقة لإبلاغ النائب المتعهد أولاً بأول عما يقع من مخالفات شرعية وأخلاقية، فهي مربط الفرس، وكأنه هروب لهيئة الأمر بالمعروف سيئة الذكر من الشقيقة السعودية، فلم يجدوا غير الكويت مستغلين الحالات الانتخابية فيها والتساهل، وعدم الحزم ضد كل ما هو دخيل ومخرب للبنية الكويتية!القرار الكويتي والشخصية الكويتية اختطفا بسبب الانتخابات، فقد تسلل المفسدون والمزورون وسراق المال العام من خلال الرشوة والمحسوبية، وتحولت الكويت الى معبر إقليمي للمخدرات، وساحة مفتوحة لغسل الأموال، والآن هناك من يريد للكويت أن تكون باحة مفتوحة لحركات متزمتة منغلقة يسهل استغلال منتسبيها من دول لتغذية منظماتها الإرهابية.نريد الكويت كما عهدناها دولة مدنية، دينها الإسلام، يعيش فيها الجميع كما في السابق جنبا الى جنب بود ومحبة وسلام، لا نريدها أن تختطف، فما طرح من نقاط في «وثيقة القيم» ما هو إلا صيغة طالبانية قندهارية بامتياز، ونحن نرفض أن تصبح الكويت قندهار العرب، نحن نطالب بأن تلحق الكويت بركبها الخليجي، نريد الكويت أن تعود كما عهدناها.