معركة أوكرانيا الغامضة لاسترجاع خيرسون

نشر في 12-09-2022
آخر تحديث 12-09-2022 | 00:00
 ذي ويك تناقش أوكرانيا احتمال إطلاق هجوم مضاد واسع في جنوب منطقة «خيرسون» منذ شهر يوليو، حيث تنوي القتال لاسترجاع عاصمة المنطقة على الأقل من الغزاة الروس الذين استولوا عليها بعد فترة قصيرة على بدء الغزو في 24 فبراير، فقبل أيام أعلنت أوكرانيا أن ذلك الهجوم بدأ ثم امتنعت عن إعطاء أي تفاصيل أخرى.

لم يتضح مسار المعركة بحلول نهاية الأسبوع الأول، ولا يمكن وضع القتال في خانة الهجوم المضاد الذي تكلمت عنه أوكرانيا بشكلٍ مؤكد، وفي ما يلي المعلومات المعروفة عن هذه المعركة وتأثيرها المحتمل على مسار الحرب.

ما سبب تركيز أوكرانيا على إطلاق هجوم مضاد في «خيرسون»؟

تذكر صحيفة «واشنطن بوست» أن «خيرسون» كانت أول مدينة مهمة استراتيجياً تستولي عليها روسيا في بداية الغزو، في أواخر شهر فبراير، ويسمح إقليم «خيرسون» ككل بتشكيل «الجسر البري» الذي يريده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للوصول إلى شبه جزيرة القرم، وسيكون استرجاع مدينة «خيرسون» وعاصمتها و«المعقل الاقتصادي الكبير» بين نهر «دنيبر» والبحر الأسود كفيلاً برفع معنويات الجيش الأوكراني.

كانت أوكرانيا تفكر أصلاً بشن هجوم مضاد على نطاق أوسع، لكن يذكر مسؤولون أميركيون وغربيون وبعض المصادر الأوكرانية أنها عادت وضيّقت نطاق العملية وحصرتها في «خيرسون» في الأسابيع الأخيرة، غداة التدريبات الحربية التي خاضتها مع الجيش الأميركي، وبعد تقييم مستويات القوة المطلوبة لتحقيق النجاح في سيناريوهات مختلفة، أدركت أوكرانيا أن أي هجوم واسع قد يزيد الأعباء على مواردها المحدودة.

ما سبب الصمت الإعلامي؟

تطرح أوكرانيا سببَين أساسيَين لتبرير شحّ المعلومات حول هجومها المضاد: سلامة الصحافيين المكلّفين بتغطية أحداث الحرب، ومجموعة من الضرورات التكتيكية.

تكتب صحيفة «ذا بوست»: «منع المسؤولون العسكريون المراسلين من الوصول إلى الخطوط الأمامية في أنحاء البلد، بدءاً من يوم الاثنين على الأقل، وهو مستوى غير مسبوق من القيود على مر الأشهر الستة التي تلت بداية الهجوم الروسي، لقد طلبوا من الأوكرانيين أن يتحلوا بالصبر، واعتبروا أمن العمليات مرادفاً لتباطؤ نشر المعلومات حول هذه الحملة.

هل تلتزم روسيا الصمت أيضاً بشأن العملية المضادة؟

تقول روسيا إن الهجوم المضاد حقيقي، وتزعم أن أوكرانيا أصبحت على طريق الفشل كونها تُحقق مكاسب محدودة وتتكبد خسائر بشرية هائلة، لكن يدعو «معهد دراسة الحرب» إلى التشكيك بهذه المزاعم قائلاً: «بدأت وزارة الدفاع الروسية تطلق حملة معلوماتية لتصوير الهجوم الأوكراني المضاد كعملية فاشلة فور الإعلان عنه، لكن يجب ألا يعتبر الأوكرانيون والغرب صمت أوكرانيا تأكيداً على الادعاءات الروسية. قد يفشل الهجوم المضاد فعلاً، لكنّ الوضع الذي تواجهه أوكرانيا يتطلب عملية حذقة ودقيقة تترافق مع وجهات مُضلّلة وتقدّم حذر ومدروس، لهذا السبب، من المنطقي أن يبدو أي هجوم ناجح في أيامه الأولى بطيئاً أو متعثراً لفترة، قبل أن يتضح نجاحه للجميع».

ما مواقف أوكرانيا من العملية الهجومية؟

سارع المسؤولون الأوكرانيون إلى إعلان اختراق القوات الأوكرانية لخطوط الدفاع الروسية الأولى في «خيرسون»، وذكروا أربع بلدات استرجعتها أوكرانيا، وعدداً من الجسور والمعابر العائمة التي دمّرتها مدفعياتها وضرباتها الجوية.

لكن يكتب المراسل الأمني في قناة «بي بي سي نيوز»، فرانك غاردنر: «مع ذلك، يجب ألا يتوقع أحد تحقيق انتصارات سريعة، وألمح المسؤولون الأوكرانيون إلى خوض عملية طويلة وبطيئة لاستنزاف قدرات الغزاة الروس وإحباط معنوياتهم بعد استهداف خطوط إمداداتهم من خلال استعمال المدفعيات طويلة المدى، ولن يرغب عدد كبير من هؤلاء الجنود الروس في الوجود هناك، في حين يحمل الأوكرانيون رغبة وطنية جارفة في استرجاع أرضهم».

ما معلومات المصادر الأخرى؟

يتكلم المراسلون في محيط منطقة القتال عن تصاعد وتيرة المعركة وكثافة نيران المدفعيات، حيث أعلن المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، خلال مؤتمر صحافي يوم الأربعاء: «نحن لا نريد أن نتكلم بدل الأوكرانيين، لكننا نعرف العمليات العسكرية الأوكرانية التي أحرزت بعض التقدم، ونعرف أن الوحدات الروسية تتراجع في بعض الحالات، كما يحصل في منطقة «خيرسون»، لكننا نريد أن نحافظ على أمن العمليات ونمنح الأوكرانيين الوقت والمساحة اللازمَين لتنفيذ العمليات».

أخيراً، يقول الجنرال المتقاعد بن هودجز، وهو القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا: «يستطيع الأوكرانيون أن يرصدوا تغيّر زخم العمليات لمصلحتهم، فهذه العملية الهجومية قد تُسهّل على داعمي أوكرانيا والأوكرانيين أنفسهم تصوّر مسار تعافي البلد، وستتابع نسف الفكرة التي تؤكد انتصار روسيا الحتمي، وفي ما يخص آلاف القوات الروسية التي أصبحت شبه عالقة على الضفة الغربية لنهر «دنيبرو»، لم تتزود هذه الوحدات بالإمدادات المناسبة مجدداً، لذا لا تبدو فرص خروجها من هناك إيجابية».

* بيتر ويبر

The Week

back to top