حب المدرسة والدراسة

نشر في 09-09-2022
آخر تحديث 09-09-2022 | 00:00
 د. نبيلة شهاب عام دراسي جديد وآمال غالية تكتب وتنسج في ذهن كل طفل وطفلة، أحلام جميلة وأهداف مهمة واشتياق ولهفة للأصدقاء والزملاء والمدرسين والمدرسة ومن فيها، ولكن مع كل ذلك الجمال والفرح هناك أيضاً، وللأسف، تحفظ وترقب مشوب بعدم السرور والخوف عند بعض الطلاب والطالبات، قد يعود لخبرات سابقة مروا بها في المدرسة سواءً كانت مع زملائهم أو معلميهم أو إدارة المدرسة.

ومن البدهي أن يسعى الآباء الى نشر شعور الارتياح والسرور وحب المدرسة بين أطفالهم، ولا يوجد من يسعى إلى زرع المشاعر السلبية داخل أبنائه، ولكن قد يخطئ البعض أو يجهل آخرون كيفية مساعدة ومساندة أطفالهم للتكيف الإيجابي الجيد مع جو المدرسة بكل مكوناته وفي كل حالاته، ولذا يجب على الوالدين أن يغرسا داخل الطفل التفاؤل ويحثاه باستمرار على ذلك وعلى والتكيف والتوافق الصحيح والحسن مع الجو المدرسي بما فيه ومن فيه.

والتفاؤل لا يعني أن نكذب على أطفالنا أو أن نحرف الأحداث، بل أن نحاول تبسيطها والبحث عن الجانب الإيجابي منها لنبالغ في إظهاره، ونحاول تهميش الجوانب السلبية ووضع الأعذار وما شابه، يجب ألا نجعلهم يعيشون في جو وردي خيالي، ولكن أن نجعلهم يشعرون بالرضا والارتياح والسرور وهم متجهون يومياً الى مدارسهم.

ولذلك لا يفيد الطفل بأي حال من الأحوال استعراض المشاكل والسلبيات الموجودة في المدرسة معه أو أمامه، على سبيل المثال إذا اشتكى الطفل من مشكلة في المدرسة من المهم ألا نزيد عليه غضبه ونتحدث ونبالغ في طرح المشكلة بل نحاول قدر المستطاع إيجاد الجانب الجيد في الموقف، والتركيز على تهميش الجانب السيئ وتحاشيه وتحجيمه، ومحاولة طمأنة الطفل وإشعاره بمساندتنا ودعمنا له دون أن نزيد حزنه وغضبه، وبناءً على ذلك من المهم جداً على الوالدين بناء جسر قوي جداً بين البيت والمدرسة، وتبني سياسة السرية بينهم، حيث تتم مناقشة أي مشكلة مع المدرسة بكل هدوء واحترام دون تدخل الطفل أو معرفته بتفاصيلها إلا للضرورة وحسب الحاجة.

احترام المعلم أو المعلمة وإدارة المدرسة ومن فيها جميعاً وتقديرهم بحب دون استثناء هو أهم مبدأ يجب على الطفل اكتسابه منذ بداية دخوله المدرسة، كما أن تعليم الأطفال احترام زملائهم واحترام ملكياتهم وتقبل الاختلاف بينهم ونقط ضعفهم قبل نقط قوتهم، والحرص على غرس مبادئ التعاون المثمر ومساعدة الآخرين في نفوسهم، وعدم خلق جو من التوتر وعدم الارتياح، تعتبر لبنات أساسية لبناء التواد والمحبة بينهم، ومن ثم إرساء قواعد السرور والسعادة في نفوس الجميع.

من الجميل وبالغ الأهمية أن نحبب أطفالنا بالدراسة والمدرسة لا أن نخوفهم منهما، فالخوف من جو المدرسة يخلق في داخلهم توقعات سيئة ومشاعر سلبية، وقد يجعلهم على أهبة الاستعداد لردود أفعال مرفوضة، على عكس المحبة والشعور بالسعادة، فلنجعل الجو المدرسي جواً مبهجاً وممتعاً ومكاناً محبباً لتعلم الخبرات العلمية القيمة المفيدة للطفل.

د. نبيلة شهاب

back to top