«كهف روميل»... شاهد على معارك ثعلب الصحراء!

أبرز معالم الحرب العالمية الثانية في مصر وشمال إفريقيا

نشر في 06-09-2022
آخر تحديث 06-09-2022 | 00:00
ارتقى متحف كهف روميل، الواقع في محافظة مطروح الحدودية مع ليبيا، إلى صدارة المشهد الثقافي المصري، خلال الأيام الفائتة، بالتزامن مع مرور 5 أعوام على إعادة افتتاحه، بعد أن حظي بعملية ترميم شاملة استغرقت عدة سنوات، أعادت إليه بهاءه، باعتباره أبرز معالم الحرب العالمية الثانية في شمال إفريقيا.
يحظى متحف روميل، المنسوب إلى القائد العسكري الألماني إرفين روميل، بحفاوة كبيرة، بسبب الشعبية التي تمتع بها هذا القائد في مصر، بفضل التزامه بالحفاظ على قدسية الأراضي المصرية إبان الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، حيث كان يشعر سكان مدينة مطروح الساحلية (شمال صحراء مصر الغربية)، بانتماء خاص لروميل، بسبب الطريقة التي حكم بها قواته خلال الحرب، حيث كان يأمر جنوده بالبقاء على مسافة كيلومترين بعيداً عن منازل السكان المحليين، كما أنه رفض تلويث إمدادات قوات الحلفاء من المياه خوفاً من تسمم المواطنين. وتكريماً لهذا القائد، قامت مدينة مطروح بتسمية أحد شواطئها باسمه.

وقبل أيام عاد متحف روميل، إلى المشهد الثقافي والتاريخي، بعد أعمال ترميم وتطوير استمرت سبع سنوات، ليبقى أحد أبرز معالم الحرب العالمية الثانية في شمال القارة السوداء، إذ احتفل المتحف التاريخي أخيراً بذكرى مرور خمسة أعوام على إعادة افتتاحه.

ويُعد كهف روميل أحد الكهوف الطبيعية الموجودة في تضاريس محافظة مطروح، ويقع في جوف ‏جبل عند ‏المنحدر المُطّل على شاطئ البحر المتوسط بجزيرة روميل أمام الميناء الشرقي للمدينة، وهو شاهد على المعارك التي دارت بين قوات الحلفاء والمحور أثناء ثاني الحروب العالمية.

ويرجع تاريخ هذا الكهف إلى العصر الروماني، حيث استخدم كمخزن للقمح والشعير، والمياه، لتصديرها إلى ‏الولايات الرومانية، كما جرى استخدامه لإمداد السفن وتزويدها بالمؤن اللازمة، نظرا لقربه من البحر. وقد اختاره الجنرال الألماني أرفين روميل، الملقب بـ «ثعلب الصحراء»، ليكون بمنزلة مقر له وقلعة ‏لإدارة العمليات الحربية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكمَهرب إذا ساءت الأحوال في المعركة.

وظل الكهف مهجوراً حتى ‏عام 1977، حتى بدأت محافظة مطروح في تجهيزه وإعداده كمتحف. وفي عام 1999 أصبح المتحف يتبع المجلس الأعلى للآثار، إلا أنه أغلق لعدة سنوات للترميم والتطوير، ثم أُعيد افتتاحه ‏ للجمهور في 25 أغسطس 2017.

ويضم المتحف مجموعة من المتعلقات الشخصية الخاصة بالجنرال روميل التي أهداها ابنه مانفيلد روميل للحكومة المصرية تخليداً لذكرى والده، وهي عبارة عن أدوات حربية وخرائط للمواقع العسكرية خلال ‏الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى بعض الأسلحة الصغيرة من مقتنيات ‏الحرب، والخريطة التفصيلية لمعركة الغزالة.‏

ومن بين أبرز مقتنيات المتحف أيضاً، معطف الجنرال المصنوع من الجلد الطبيعي، والمنظار والبوصلة الخاصان به، وكذلك الخرائط التي ‏تحتوي على ملاحظات دوَّنها روميل بخط يده.‏

وقد بدأ المتحف في بث سلسلة من المنشورات والفيديوهات التعريفية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للمتحف عن القائد روميل ومقتنيات المتحف، بهدف التعريف بالمتحف والترويج له، والتشجيع على زيارته، خصوصاً أن محافظة مطروح تستقبل خلال هذه الفترة عدداً كبيراً من المصطافين والسائحين الأجانب، الأمر الذي يعمل على تشجيعهم على زيارة المتحف، ورفع الوعي الأثري لدى زائري المدينة عموماً.

أحمد الجمَّال

من أهم مقتنيات المتحف معطف الجنرال المصنوع من الجلد الطبيعي ومنظار وبوصلة خاصان به
back to top