الأرجنتين: البرلمان يبدي وحدة هشّة بعد الهجوم على كيرشنر

نشر في 05-09-2022
آخر تحديث 05-09-2022 | 00:00
أرجنتينية مقيمة بالمكسيك خلال وقفة تضامنية مع كيرشنر في مكسيكو سيتي (أ ف ب)
أرجنتينية مقيمة بالمكسيك خلال وقفة تضامنية مع كيرشنر في مكسيكو سيتي (أ ف ب)
في جلسة عبّر فيها عن وحدة هشة تعكس التوتر السياسي في البلاد وشهدت انسحاب أكبر أحزاب المعارضة اليمينية بعد التصويت مباشرة، دان مجلس النواب الأرجنتيني الهجوم على نائبة الرئيس اليسارية القومية كريستينا كيرشنر، ودعا إلى «السلم الاجتماعي».

ودعي النواب إلى جلسة استثنائية بعد يومين على الهجوم الفاشل على الرئيسة السابقة (2007-2015)، الذي أدى إلى خروج تظاهرات الجمعة في عدد من المدن في بلد في حالة صدمة ووسط موجة من الإدانات الدولية.

وتبنى المجلس، الذي لا يتمتع فيه الائتلاف الحكومي (يسار الوسط) بالأغلبية المطلقة، وإن كان أهم كتلة فيه، اقتراحاً يؤكد «إدانته الشديدة» لمحاولة الاغتيال و»تضامنه المطلق» مع كيرشنر، الرئيسة البيرونية اليسارية السابقة.

وطالب النواب، في مذكرتهم، «بتوضيح وإدانة سريعين وكاملين للمسؤولين عن هذا الحدث المؤسف الذي يقوّض الحياة في ظل الديموقراطية». وتابع النص الذي أقرّ في تصويت برفع الأيدي «نحضّ جميع القادة والشعب على البحث عن كل السبل التي تؤدي إلى السلم الاجتماعي».

وتم تبني النص بشبه إجماع، إذ إن حزباً يسارياً راديكالياً صغيراً امتنع عن التصويت بسبب اعتراضه على صيغة المذكرة. لكن نواب حزب «الاقتراح الجمهوري» (بروكويستا ريبوبليكانا أ برو) الذي يقوده الرئيس الليبرالي السابق ماوريسيو ماكري ويعتبر أكبر تشكيل في كتلة المعارضة «معاً من أجل التغيير» (يمين الوسط)، غادر القاعة بعد التصويت مباشرة ولم يشارك في المناقشات.

وقال زعيم هذه الكتلة كريستيان ريتوندو: «نعتقد أن الشارع، أو هذه القاعة، ليسا المكان المناسب لتحديد المذنبين في جريمة»، مؤكداً أن «السلطة القضائية، هي وحدها التي تملك واجب التحقيق والحكم والإدانة». وكان ماوريسيو ماكري أشد منافس لكيرشنر من أوائل قادة المعارضة الذين دانوا هجوم الخميس الماضي. كما دان المعسكر الحكومي موقف جزء من المعارضة. وقال النائب لياندرو سانتورو أن «نواب حزب الاقتراح الجمهوري صوتوا وغادروا المجلس. إنها لحظة تؤلمنا في البلد».

وبين المعارضين الذين بقوا للمشاركة في النقاش ماريو نيغري من «الحزب الراديكالي» (اشتراكي ديموقراطي). وتظاهر عشرات الآلاف من الأرجنتينيين في مدن عدة ولا سيما في بوينوس آيرس التي شهدت حشداً غير مسبوق منذ أشهر بدعوة من قطاعات مؤيدة للحكومة. وبعد 7 سنوات على مغادرتها الرئاسة، ما زالت كيرشنر (69 عاماً) التي ترأس مجلس الشيوخ حالياً، شخصية أساسية وإن كانت مثيرة للانقسام، في السياسة الأرجنتينية.

وهي تحاكم حالياً بتهمة الاحتيال والفساد وطلبت النيابة حكماً بالسجن عليها لمدة 12 عاماً وحرمانها من حق المشاركة في الانتخابات مدى الحياة. وهي تؤكد أنها ضحية «محاكمة سياسية» مطلقة بذلك بحكم الأمر الواقع إشارة لإعادة تعبئة تيارها اليساري البيروني، وعدد من تظاهرات الدعم لها.

وليل الخميس ـ الجمعة وبينما كانت تحيي أنصارها خارج منزلها، صوب رجل مسدساً إلى رأسها على بعد بوصات قليلة. وأكد الرئيس ألبرتو فرنانديز بعد فترة وجيزة أنه لسبب غير معروف وربما لخطأ تقني لم تُطلق أي رصاصة مع أن السلاح كان ملقماً.

والمهاجم الذي اعتقل على الفور، برازيلي يبلغ من العمر 35 عاماً ويعيش في الأرجنتين منذ طفولته. وما زالت دوافعه غير معروفة لكن يبدو من حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي أنه مؤيد للنازيين.

back to top