أنظمة دفاع في 51 مدينة إيرانية... والمفاوضات النووية تترنح

الانتخابات النصفية وتحقيق «الوكالة الذرّية» بشأن 3 مواقع قد يؤجلان الاتفاق لما بعد نوفمبر

نشر في 04-09-2022
آخر تحديث 04-09-2022 | 00:02
جندي إيراني على معبر الشلامجة على الحدود مع جنوب العراق (أ ف ب)
جندي إيراني على معبر الشلامجة على الحدود مع جنوب العراق (أ ف ب)
توقعت أوساط متطابقة أن يتم تأجيل جولة مفاوضات كانت مرتقبة بين طهران والقوى الكبرى، بهدف إحياء الاتفاق النووي، بعد رد إيراني صادم على مقترحات الولايات المتحدة بشأن المسودة الأوروبية الأخيرة حول العودة لتطبيق الصفقة الذرية، إلى نوفمبر المقبل، في حين كثفت القوات الإيرانية نشر معدات دفاعية لمواجهة احتمال تعرّض البلاد لهجوم.
وسط موجة ضبابية وتشاؤم أثارها رد إيراني، وصفته واشنطن بغير البناء، على المقترح الأميركي بشأن المسودة الأوروبية الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي، قال نائب وزير الدفاع الإيراني الجنرال مهدي فرحي إن طهران جهزت 51 من مدنها وبلداتها بأنظمة دفاع مدني لإحباط أي هجوم أجنبي محتمل، مشيرا إلى أن الأنظمة تعمل على مدار الساعة للتعامل مع المعارك الهجينة.

وأكد قائد منطقة الشمال الغربي للدفاع الجوي في إيران العميد عباس عظيمي أن «3 أنواع من منظومات الاشتباك تحمي سماء إيران، وأن قوات الدفاع الجوي تفعل ما تعلن عنه حين توجيه الإنذارات، وأي معتد سيجابه بنيرانها»، لافتا إلى أن «قوات الدفاع الجوي قسمت البلاد إلى 9 مناطق لأداء مهامها».

الانتخابات النصفية

وأفاد موقع أكسيوس الأميركي بأن إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن قد تؤجل التوقيع على الاتفاق المقترح مع إيران إلى ما بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر، لتفادي الضغوط التي تتعرض لها من قبل الجمهوريين، مستبعدا إبرام صفقة في الأيام المقبلة بعد إصرار طهران على «إغلاق ملف التحقيق الدولي بشأن 3 مواقع غير معلنة تم العثور بها على آثار تخصيب يورانيوم».

جاء ذلك في وقت كشفت صحيفة بوليتيكو أن الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي سيشارك في «اجتماع سري» مع أعضاء بـ«الكونغرس»، منتصف سبتمبر الجاري، من أجل تقديم إيضاحات حول المفاوضات، مضيفة أنه قد تكون هناك تغييرات مهمة في المفاوضات مع إيران بحلول موعد الاجتماع، لأنه على مدار الأسبوع الماضي بدا أن المفاوضين يحرزون تقدما نحو إحياء الاتفاق النووي، وكان هناك تصور بأن طهران تخلت عن بعض مطالبها الرئيسية.

تحقيق الوكالة الذرية

في هذه الأثناء، ذكر مصدر مطلع لوكالة بلومبرغ، أمس، أن رد طهران يجعل من المستحيل على واشنطن «إبرام الاتفاق» الذي يعيد القيود على طموح الجمهورية الإسلامية النووي مقابل تخفيف العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

وبعد أن أعاد الرد الإيراني المفاوضات إلى الوراء، إثر مطالبته بوقف تحقيقات وكالة الطاقة الدولية بشأن المواقع الـ3 المشبوهة، جددت الولايات المتحدة التأكيد على أنها لن تستجيب لهذا الشرط أبدا.

وقال مصدر في وزارة الخارجية الأميركية، أمس، إن واشنطن مصرّة على إكمال التحقيقات، مشددا على ضرورة أن تجيب طهران عن الأسئلة العالقة بشأن برنامجها النووي، وأضاف: «لا اتفاق مع إيران إلا بعد بحث كل التفاصيل».

إلا أنه شدد في الوقت عينه على أن الإدارة الأميركية ترى أن التوافق هو الخيار الأفضل، وأن إحياء اتفاق 2015 يبقى الحل الأفضل للتعامل معها.

وعلمت «الجريدة» من مصدر إيراني مطلع أن رد طهران تضمن تأكيد أنها لن تعود إلى قيود اتفاق 2015 قبل رفع كل العقوبات، ولن تسمح للوكالة الدولية بأي نشاط إضافي قبل إغلاق ملف المواقع المشبوهة، ولفت الجانب الإيراني إلى أنه في حال رغبت واشنطن في تأجيل بدء التفاهم المقترح من قبل الوسيط الأوروبي، الذي يشمل 4 مراحل يتم تطبيقها على مدار 165 يوما، فإنه سيصبح من حقها وضع تعديلات وفقا للمتغيرات التي ستطرأ بعد الانتخابات الأميركية.

ورجح المصدر أن يكون اشتراط وضع طهران لإضافات جديدة إلى جانب تغيير بعض صيغ بنود الاتفاق سببا في غضب الجانب الأميركي الذي واجه ضغوطاً من الترويكا الأوروبية من أجل التوصل إلى «نتيجة سريعة».

في غضون ذلك، أوضح مسؤول أوروبي كبير أن رد طهران أعاد فتح قضية تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي اعتقدت الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث، المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، أنه تم حلها.

ووصف المسؤول الرد الإيراني بـ«غير المعقول على الإطلاق»، مضيفا أنه يعيد فتح نص منسق الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، بشأن الضمانات النووية، بعد أن قبله الإيرانيون ضمنيا في ردهم في 15 أغسطس الماضي. ورغم التشاؤم الأميركي الأوروبي بشأن موقف طهران، أفادت تقارير عبرية أمس بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية قيّمت في تقرير سرّي أن إيران والولايات المتحدة ستتوصلان إلى اتفاق في الأسابيع المقبلة.

في المقابل، أشارت أوساط إيرانية مطلعة إلى أن المفاوضات النووية باتت مهددة بالانهيار بعد امتعاض الجانب الأميركي من الرد الإيراني المكتوب الذي تم تسليمه للوسيط الأوروبي ليل الخميس ـ الجمعة.

وتباينت ردود الفعل بين أجنحة النظام الإيراني، الطامع في تحقيق المزيد من المكاسب في ظل الاضطرابات التي فرضتها حرب أوكرانيا والتوتر المتنامي بين الولايات المتحدة والصين بشأن جزيرة تايوان.

وفي حين دافعت الصحف الأصولية الموالية لـ«الحرس الثوري» والمرشد الأعلى علي خامنئي عن الرد الإيراني الأخير الذي تمسك بضرورة الحصول على «ضمانات أقوى من الولايات المتحدة»، دعت صحف إصلاحية ومعتدلة إلى التخلي عن شرط «إغلاق ملف التحقيق الدولي بالمواقع الـ3 غير المعلنة التي عثر بها على آثار تخصيب يورانيوم» ووصفته بـ«اللغم»، وحثت على ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن لحل الخلافات بشأن الصفقة المحتملة.

back to top