تخوُّف من اغتيالات في بغداد... و«الإطار» يعلّق مطالبته بجلسة للبرلمان

مسؤولون عراقيون: تحذير من السيستاني أقنع الصدر بسحب أنصاره من الشارع

نشر في 04-09-2022
آخر تحديث 04-09-2022 | 00:05
مواكب «الأربعينية» من ذي قار (جنوب) إلى كربلاء أمس (أ ف ب)
مواكب «الأربعينية» من ذي قار (جنوب) إلى كربلاء أمس (أ ف ب)
حذّرت وثيقة أمنية سرية سرّبت عن قيادة عمليات بغداد، من عمليات اغتيال لبعض اﻷشخاص داخل العاصمة من قبل «مجاميع مسلحة خارجة عن القانون بواسطة مركبات مظللة من دون لوحات مرورية ودراجات نارية»، في حين أشارت مصادر عراقية إلى أن التهدئة بين أنصار التيار الصدري وخصومه هشّة، وقد تنهار في أي وقت، وسط استمرار الأزمة السياسية ورفض أي طرق لتقديم أي تنازل.

ورغم تمسكهم بترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة حكومة العراق الجديدة، خلفاً لمصطفى الكاظمي، فقد اتفق قادة الإطار التنسيقي خلال اجتماعهم بمنزل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، مساء أمس الأول، على تأجيل الدعوة إلى عقد جلسة للبرلمان حتى انتهاء زيارة الأربعين للإمام الحسين، بانتظار حكم المحكمة الاتحادية العليا، في جلستها المقررة الأربعاء، بشأن حل البرلمان، ولتفادي استفزاز زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ونزول أنصاره إلى الشارع مجدداً لإفشال أي انتخاب للرئيس أو تسمية رئيس الوزراء.

وفي ظل إصرار «الإطار» على عدم التنازل لحلحلة الأزمة، ذكر القيادي الصدري محمد العبودي، أمس، أن الصدر حقق مكاسب من الأحداث الأخيرة، معتبراً أن «حلم حكومة الميليشيات والأحزاب والمحاصصة أصبح في خبر كان».

وقال العبودي (مسؤول «البنيان المرصوص» وعضو لجنة التظاهرات في التيار)، في بيان: «القرار بعدما كان خارجياً وبتنفيذ أحزاب الفساد، صار الآن بيد العراق والشعب الوطني فقط، وصار واضحاً، بالدليل، مَن هو الطرف الثالث الذي قتل المتظاهرين في تشرين وغيرها»، مضيفاً أن «الرأي العالمي، فضلاً عن الداخلي، صار يعرف عن قُرب مَن هو مقتدى الصدر ووطنيته، وخصومه صارت أوضح من الشمس تبعيتهم وميليشياويتهم والمنصب عندهم أهم من العراق وشعبه».

وأشار إلى أن «التيار الصدري حصل على اتفاق الجميع، بالدليل، على محاسبة الفاسدين على كل ما ارتكبوه سابقاً، وآخرها قتل المعتصمين العزّل»، مؤكداً «تبددت أحلامهم بنهب ملك الري - العراق - سواء للذيول وأسيادهم، فسيحلمون بالحصول على شيء من خير العراق» وختم: «ولدينا مزيد».

إلى ذلك، دعا رئيس تحالف الحكمة الوطني عمار الحكيم، أمس، خلال لقائه سفير اليابان لدى العراق كوتارو سوزوكي، إلى «ضرورة إنهاء الأزمة السياسية الحالية بالاحتكام للدستور والقانون ومؤسسات الدولة الشرعية»، كما جدد الدعوة «لاعتماد الحوار سبيلاً لتحقيق الإصلاح والتغيير المنشود»، معتبراً أن العراق لا يمكن أن يختزل بوجهة نظر سياسية أو مذهبية أو قومية، فمصلحة الجميع تكمن بمشاركة الجميع في صنع القرار.في غضون ذلك، أشارت وكالة رويترز، في تقرير نقلته عن مصادر عن عراقية، إلى أن المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني (92 عاماً) أثبت مرة أخرى خلال الأحداث الأخيرة أنه أقوى رجل في بلده.

وقالت إنه رغم عدم صدور أي تعليق علني عن السيستاني على أحداث الأسبوع الأكثر دموية في العراق منذ ما يقرب من 3 سنوات، فإن مسؤولين حكوميين عراقيين ومصادر شيعية مطلعة يقولون إن موقفه من وراء الكواليس هو وحده الذي نزع فتيل الكارثة.

وألقى العراقيون الذين نزلوا إلى الشوارع باللوم على طهران في تأجيج العنف، الذي بدأ بعد أن ندد آية الله كاظم الحائري، وهو رجل دين مقيم في إيران، بمقتدى الصدر، وأصدر تعليمات لمقلّديه بمن فيهم أتباع الصدر نفسه، بإطاعة أمر الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي.

ونقلت «رويترز» عن مسؤولين، أن مكتب السيستاني سعى إلى أن يوضح للصدر أنه ما لم يوقف عنف أتباعه، فإنّ المرجع الأعلى سيندد بالاضطرابات. وقال مسؤول بالحكومة: «بعث السيستاني برسالة للصدر مفادها أنه إذا لم يوقف العنف، فسيضطر إلى إصدار بيان يدعو إلى وقف القتال، وهذا من شأنه أن يجعل الصدر ضعيفاً، وكأنه قد تسبب في إراقة الدماء».

ولم تؤكد 3 شخصيات شيعية مقرها النجف ومقرّبة من السيستاني أن مكتبه بعث برسالة صريحة إلى الصدر، لكنهم قالوا إنه كان من الواضح للصدر أن السيستاني سيتحدث قريباً ما لم يوقف الصدر الاضطرابات. وقال مسؤول موال لإيران بالمنطقة إنه لولا مكتب السيستاني «لما عقد الصدر مؤتمره الصحافي» الذي أوقف القتال.

back to top