روسيا تنقل المعركة مع أوروبا إلى القطب الشمالي

الاستخبارات الإسرائيلية: موسكو أعادت شحن نظام الدفاع الجوي S300 من سورية لتعزيز دفاعاتها

نشر في 28-08-2022
آخر تحديث 28-08-2022 | 00:04
مدنيون يجلسون في محطة للحافلات بمدينة ماريوبو الأوكرانية  (أ ف ب)
مدنيون يجلسون في محطة للحافلات بمدينة ماريوبو الأوكرانية (أ ف ب)
وسط استمرار تبادل موسكو وكييف الاتهامات بقصف محطة زابوريجيا، التي أثارت قلقاً عالمياً من احتمال تسرّب الإشعاعات النووية، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الانتشار العسكري الروسي في القطب الشمالي تحدياً استراتيجياً.
في وقت يحبسُ العالم أنفاسه، بعدما حذّرت «إينرغو أتوم»، الشركة الأوكرانية العامة المشغّلة لمحطة زابوريجيا النووية التي تحتلها القوات الروسية، أمس، من مخاطر «انتشار مواد مشعة»، دقّ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، ناقوس خطر «القطب الشمالي»، وشدّد على ضرورة تعزيز الأمن على الجانب الشمالي للحلف لمواجهة روسيا.

وبعد جولة في كندا، زار خلالها منشآت عسكرية في القطب الشمالي، قال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي بقاعدة جوية في كولد لايك في ألبرتا، «إن مقاطعة الشمال الكبير مهمة استراتيجياً للأمن الأوروبي ـ الأطلسي»، مشيراً إلى أنه مع انضمام فنلندا والسويد، فإن 7 من 8 دول واقعة على القطب الشمالي ستنضم قريباً إلى «ناتو».

وحذّر من أن «القطب الشمالي سيكون أقصر طريق للصواريخ والقاذفات الروسية إلى أميركا الشمالية، وهذا يجعل دور «نوراد» (قيادة دفاع الفضاء الجوي لأميركا الشمالية) حيوياً لأميركا الشمالية، وبالتالي لحلف شمال الأطلسي».

وخلال جولتهما في القطب الشمالي الكندي، زار الأمين العام للحلف ورئيس الوزراء جاستن ترودو موقعاً لنظام الإنذار والمراقبة بالرادار المعمول به منذ أيام الحرب الباردة، قبل حضور التدريبات العسكرية.

واعتبر ستولتنبرغ أن قدرات روسيا في مقاطعة الشمال الكبير «تشكّل تحدياً استراتيجياً للتحالف بأكمله»، مشيراً إلى الانتشار العسكري الواسع لروسيا في المنطقة.

وأشار إلى أن ذلك يتضمن إنشاء مواقع عسكرية في القطب الشمالي، واستخدام مقاطعة الشمال الكبير «كنقطة اختبار للأسلحة الأكثر تطوراً، بما في ذلك الصواريخ فرط الصوتية».

كما أعرب الأمين العام عن قلقه إزاء الوجود الصيني المتنامي في المنطقة بالنقل البحري واستكشاف الموارد، علاوة على خطط بكين لبناء أكبر أسطول لكاسحات الجليد في العالم.

وقال ستولتنبرغ: «تعهدت بكين وموسكو بتعزيز تعاونهما العملياتي في القطب الشمالي، وهذا يشكل جزءاً من شراكة استراتيجية وثيقة تتحدى بشكل متزايد قيَمنا ومصالحنا».

وأضاف أنه يتعيّن على الحلف الأطلسي الرد من خلال تعزيز وجوده في منطقة الشمال الكبير والاستثمار في هياكل جديدة.

سفير للقطب

وبهدف تكثيف دبلوماسيتها هناك، ووسط تعزيز روسيا والصين وجودهما في المنطقة القطبية مع ظهور ممرات مائية جراء التغيّر المناخي تسهّل الوصول اليها، أعلنت الولايات المتحدة استحداث منصب سفير لمنطقة القطب الشمالي.

وقال الناطق باسم «الخارجية» الأميركية، فيدانت باتل، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيعيّن قريباً سفيراً متجولاً مهمته التعامل مع دول القطب الشمالي ومجموعات السكان الأصليين وأصحاب المصلحة الآخرين.

وأضاف باتيل أن «منطقة القطب الشمالي التي يعمّها السلام والاستقرار والازدهار، وتتمتع بالتعاون تشكّل أهمية استراتيجية أساسية للولايات المتحدة وأولوية للوزير بلينكن».

وسجّل القطب الشمالي ارتفاعاً في درجات الحرارة بمستويات تتجاوز بكثير بقية مناطق الأرض، مما يزيد من احتمال فتح مزيد من الممرات المائية التي كان يستحيل عبورها أمام السفن التجارية والعسكرية.

وتعزز روسيا وجودها بالقرب من القطب الشمالي؛ سواء من خلال نشر غواصات أم طائرات حربية، بينما تبني الصين محطات أبحاث في القطب الشمالي يُنظر إليها على أنها مقدمة لوجود أكبر.

انتشار مواد مشعة

في غضون ذلك، حذّرت «إينرغو أتوم»، أمس، من مخاطر «انتشار مواد مشعة»، وأوضحت أن القوات الروسية «قصفت مراراً خلال يوم أمس الأول» الجمعة الموقع، مشيرة إلى أنه «نتيجة القصف المتكرر، تضررت البنية التحتية للمحطة، وهناك مخاطر لتسرُّب الهيدروجين وانتشار مواد مشعة، ناهيك بخطر اندلاع حريق».

وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية إن المصنع، منذ ظهر أمس «يعمل في ظل خطر انتهاك معايير السلامة من الإشعاع والحرائق».

من جهتها، اتهمت روسيا أوكرانيا بقصف زابوريجيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إن المدفعية الأوكرانية أطلقت من محيط بلدة مرهانيت المواجهة للمحطة على الضفة المقابلة لنهر دنيبر الذي ما زالت قوات كييف تسيطر عليه، 17 قذيفة على محيط محطة الكهرباء الأكبر في أوروبا. وأضافت: «سقطت 4 قذائف على سطح المبنى الخاص الرقم واحد، حيث توجد 168 وحدة تجميع للوقود النووي الأميركي من شركة وستنغهاوس، أما القذائف الباقية فقد انفجرت على بُعد 30 متراً من مخزن للوقود المستعمل وقرب آخر يحتوي على وقود جديد».

S300

إلى ذلك، أعلنت شركة استخبارات فضائية إسرائيلية، أن روسيا أعادت شحن نظام الدفاع الجوي المتقدم S300 من سورية إلى موسكو وسط غزوها لأوكرانيا.

ونشرت شركة إيمدج سات إنترناشيونال صوراً تُظهر أن نظام S300 الموجود في شمال غرب سورية قد تم تفكيكه خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن كان موجوداً في المنطقة لسنوات.

ووفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن نظام الدفاع الجوي الروسي نقل إلى ميناء طرطوس، حيث تم شحنه إلى ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود.

وقالت الشركة الإسرائيلية إنه من المتوقع أن ترسو السفينة في المدينة الساحلية الروسية الجمعة المقبل. وترجح الشركة أن البطارية أعيدت إلى روسيا من أجل تعزيز دفاعاتها الجوية، التي ورد أنها تضررت من جراء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير الماضي.

الشركة الأوكرانية المشغّلة لمحطة زابوريجيا النووية تحذر من مخاطر انتشار مواد مشعة
back to top