قمة «العلمين»: وحدة الصف والتعاون الاقتصادي

سيطر الملف الاقتصادي على أجواء القمة العربية الخماسية في مدينة العلمين المصرية، اليوم، إذ بحث قادة مصر والإمارات والأردن والبحرين والعراق ملف التكامل الاقتصادي والمشاريع المشتركة بعدة مجالات في مقدمتها تصدير الطاقة، فضلا عن مناقشة تداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية على الاقتصاد العالمي خاصة إمدادات الطاقة، في ظل إصرار الدول الخمس على المضي قُدما في التكامل الاقتصادي فيما بينها.

وعقدت القمة العربية المصغرة في مدينة العلمين الجديدة (المقر الصيفي للحكومة المصرية)، وفضلا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، شارك في القمة كل من رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وتعد قمة العلمين استكمالا لقمّة رباعية عقدت في العاصمة الأردنية عمان في مارس الماضي، شارك فيها قادة مصر والإمارات والأردن والعراق، وتشهد هذه القمة مشاركة البحرين لهذا التجمع الرباعي، إذ انضمت المنامة في يوليو الماضي إلى كل من مصر والأردن والإمارات، في آلية للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة، أطلقت في يونيو الماضي، بما يؤكد الشق الاقتصادي لقمّة العلمين.

ودشنت مصر والأردن والعراق مسار آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث، والتي انطلقت أولى جولاتها بالقاهرة في مارس 2019، والتي شهدت قمما دورية بين قادة الدول الثلاث في القاهرة وعمان وبغداد بصورة تبادلية، كان آخرها في مدينة العقبة الأردنية 25 مارس الماضي، والتي شاركت فيها الإمارات لأول مرة.

وسبقت القمة الخماسية، قمة ثنائية بين الرئيسين السيسي وبن زايد، أمس، والتي ركزت على الشق الاقتصادي، في ظل رغبة إماراتية بضخ استثمارات بمليارات الدولارات في مفاصل الاقتصاد المصري، عبر شراء مزيد من الشركات المصرية، إذ بحثت القمة المعوقات أمام المضيّ قُدما في هذا الملف.

وتسعى القاهرة لطرح حصصها في عدة شركات حكومية للبيع لدول خليجية في مقدمتها السعودية والإمارات وقطر، وسوف تشهد الفترة المقبلة المزيد من الدعم الخليجي، خصوصا من الدوحة لمصر اقتصاديا، وسط أنباء غير مؤكدة عن زيارة مرتقبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد لمصر خلال أيام، لبحث ضخ حزمة استثمارات ضخمة في الاقتصاد المصري.

توتر العلاقات

وعلى وقع اتهامات مصرية لإسرائيل بعدم الجدية في تنفيذ تعهّداتها باتخاذ إجراءات للتهدئة في قطاع غزة، اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غاتس، في تصريحاته للإذاعة الإسرائيلية، اليوم، بوجود أزمة في العلاقات مع مصر بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وأشار إلى أن هناك توترا بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، معربا عن أمله بأن تمرّ الأزمة في الأيام المقبلة.

وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي على أن مصلحة مصر وإسرائيل تتطلب تجاوز الأزمة الحالية بين البلدين، وتابع: «مصر لاعب إقليمي رئيسي، ومن أهم أصدقاء إسرائيل... في بعض الأحيان تكون هناك تقلّبات، لكنّ الطرفين سيجدان الطريقة المناسبة لإعادة الاستقرار».

وأرسلت الحكومة الإسرائيلية رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، إلى مصر أمس، للقاء رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، لبحث أسباب الغضب المصري الذي تجلّى في إلغاء كامل لزيارته لإسرائيل خلال الأيام الماضية، بسبب غضب القاهرة من عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها لتهدئة الأوضاع بقطاع غزة، خصوصا بعد قتل القيادي بـ «الجهاد الإسلامي» إبراهيم النابلسي في الضفة الغربية.

وقالت مصادر مصرية مطلعة لـ «الجريدة»، إن مصر غاضبة من النهج الإسرائيلي المتعنّت، والذي يسبب المزيد من الاحتقان في قطاع غزة، ويدفع الأمور إلى الانفجار، خاصة في ظل تراجع إسرائيل عن تعهدات سابقة للجانب المصري بإطلاق سراح خليل عواودة وبسام السعدي، وعدم الالتزام بالهدنة وتنفيذ عمليات عسكرية داخل القطاع.

تدريب مشترك

ميدانيًا، انطلقت، اليوم، فعاليات التدريب المشترك «هرقل 2» بين القوات المسلحة لدول مصر والسعودية والإمارات واليونان وقبرص، فضلا عن مشاركة الولايات المتحدة الأميركية والأردن والبحرين والكونغو الديموقراطية بصفة مراقب، في القاعدة البحرية المصرية، محمد نجيب، المطلة على البحر المتوسط، في إطار الارتقاء بالقدرات القتالية، وتوحيد الرؤى لمجابهة التحديات المشتركة.

حسن حافظ