صورة لها تاريخ : تقرير جونز عام 1839: 80 بيتاً و150 شخصاً و16 «بغلة» في فيلكا

نشر في 19-08-2022
آخر تحديث 19-08-2022 | 00:05
صورة من تقرير جونز عام 1839: 80 بيتاً و150 شخصاً و16 «بغلة» في فيلكا
صورة من تقرير جونز عام 1839: 80 بيتاً و150 شخصاً و16 «بغلة» في فيلكا
في مقالنا اليوم سنتناول الجزء الذي ورد في تقرير الملازم البريطاني جي فيلكس جونز عام 1839م عن جزيرة فيلكا، بعد أن تناولنا في المقالات السبع الماضية ما ورد عن الكويت وتاريخها وحالتها قبل قرنين من الزمان تقريباً. يقول جونز إنه بعد زيارته للقرين أو الكويت قام بزيارة فيلكا، وساعده في الوصول إليها أحد الملاحين المحليين. «لقد قدت السفينة على عمق 9 أقدام فوق قاع طينية متصلة بالجزيرة، ووسطها، وفيما بين الطرف الشمالي لفيلكا والجزيرة المنخفضة مسكان».

وتحدَّث جونز عن بعض التفاصيل البحرية والجوية المتعلقة بالجزيرة، مثل أنواع الرياح التي تهب عليها، وبعض المعالم التي رآها.

يقول جونز في تقريره القيم إنه رأى قبر سعد وسعيد الذي يقع في الجزء الغربي من الجزيرة، كما التقى شيخ الجزيرة، لكنه لم يذكر اسمه، ووصف ميناءي الجزيرة الرئيسي والغربي. ثم قال إن فيلكا جزيرة منخفضة جداً، ومن الواضح أن مياه البحر تغمرها في بعض أنحائها في أوقات ارتفاع الأمواج، وأنها تصبح مستنقعاً في مواسم الأمطار.

ويقول أيضاً إن الجزيرة تتألف من ثلاثة أقسام أو قرى؛ أولها «الزور» في الغرب، وثانيها «سعيدة» في الشمال، وثالثها «القرين» (أو ما يُسمى القرينية) في الشرق، وهو الجزء الوحيد المأهول في الجزيرة، حيث إن المكان الأول والثاني مات سكانهما جميعهم بسبب الطاعون الأخير.

أما عن عدد سكان الجزء المأهول، فيقول التقرير إنه يحتوي على 70 إلى 80 بيتاً، وحوالي 150 نسمة، وإنهم يمتلكون 15 أو 16 سفينة من نوع البغلة التي تتاجر مع البصرة، وحوالي 50 قارباً صغيراً للصيد مصنوعة من جريد النخيل. «يبدو عليهم الفقر والمعاناة (أهل فيلكا)، ويقولون إن حالة الجزيرة غير صحية، وإنها تتعرض كثيراً للحمى التي قضت على العديد من الأطفال».

وعن الزراعة في الجزيرة، يقول التقرير إن «الجزيرة يوجد بها عدد قليل من أشجار النخيل الضعيفة التي تعطي قليلاً من الثمر أو لا شيء».

ويضيف: «وهناك أيضاً القليل من المحاصيل الأخرى، فالتربة رملية رطبة تشابه الكرنك، وفيها يزرعون القليل من البصل، والبطيخ، وكمية بسيطة من القمح. وفي هذه الأجزاء يتم الري من آبار مياه كثيرة، جيدة عند هطول الأمطار، ورديئة في الأوقات الأخرى».

وفي نهاية حديثه عن فيلكا، يقول جونز إنه لا يظن أنها تصلح كمخزن للفحم، إلا لسفن حديدية صغيرة، وإن السفن الكبيرة يمكنها أن ترسو في الناحية الغربية على بُعد 300 ياردة من الساحل، ومن ثم يتم تفريغها باستخدام القوارب الصغيرة، حيث توجد مياه كافية لحركة القوارب في كل الأوقات.

ولا شك في أن المعلومات التي وردت في تقرير جونز قديمة جداً، وتختلف عما كتبه بعض الكُتاب عن فيلكا، بسبب فارق الزمن.

ومن أفضل مَنْ كتب عن فيلكا حديثاً أ. جاسم منصور الفيلكاوي، الذي ألَّف عدداً من الكُتب، منها: «ذكرياتي في جزيرة فيلكا»، و«جزيرة فيلكا في عيون أهلها». و«رحلة البوم الكويتي».

باسم اللوغاني

back to top