وجهة نظر: تاريخ الكويت المكتوب ما زال ناقصاً

ورغم أن بعض الكتابات التاريخية الكويتية الحديثة عالية القيمة وتطرقت إلى موضوعات جديدة لم يتم التطرق لها من قبل، وقد كتبها مؤرخون كويتيون متخصصون شباب أمثال د. عيسى دشتي ود. عبدالهادي العجمي ود. محمد الحبيب وبعض الكتاب الآخرين المتخصصين في التاريخ، ولكن هؤلاء المتخصصين ما زالوا في بداية الطريق وننتظر منهم الكثير من الأبحاث المتخصصة التي تغلق الثغرات التاريخية الكويتية والجوانب المهملة. فالحاجة لاستكمال الكتابة حول الحقول البكر ما زالت كبيرة جداً، لكننا بحاجة إلى كتاب من الحجم الكبير يقومون بتغطية المساحات العمياء مثلما كتب المصري د. جمال حمدان «شخصية مصر» في الجغرافيا، ومثلما كتب السعودي حمد الجاسر علامة الجزيرة موسوعة معجم المملكة، ومثلما كتب العراقي د. علي الوردي في أبحاثه بالتاريخ الاجتماعي العراقي التي أصبحت مصدراً مهماً للكتابات التاريخية والاجتماعية، ومثلما كتب بعض الكتاب العرب الكبار بعض البحوث التاريخية التي كانت علامة فارقة في بناء الشخصية التاريخية لبلدانهم.إن هذا النوع من الكتابات الإبداعية لا يتوقف المردود المعنوي له على الكمال المعلوماتي التاريخي وأثره في الشخصية الثقافية الاعتبارية للأمة، بل يمكن أن تقدم كمية من المعلومات الدقيقة التي تخدم الدولة في التعامل مع المشاكل الاجتماعية والأمنية والثقافية والتخطيطية، وحتى في التعامل مع المعتقدات والأفكار بطريقة واقعية تتناسب مع الشخصية الكويتية من مختلف الفئات، وبطريقة تستدعي معها الإرث الثقافي للمجتمع بالشكل الذي يفرض القبول والرضا لدى الجميع في الربح أو الخسارة، ولعلي لا أكون مبالغاً أو بعيداً عن الصواب إذا قلت إنه لو توفرت هذه الثقافة التي تأتي كنتيجة تلقائية للتكامل التاريخي في بحوث المؤرخين الكويتيين لما كنا نعاني من مشكلة كبرى تسببت في ظلم فئة اجتماعية كويتية أصيلة مثل «البدون».