سيف العدل المصري: ضابط الكوماندوس المصري الذي يُرجح توليه قيادة القاعدة

نشر في 05-08-2022 | 17:36
آخر تحديث 05-08-2022 | 17:36
محمد صلاح الدين زيدان المعروف باسم «سيف العدل المصري»
محمد صلاح الدين زيدان المعروف باسم «سيف العدل المصري»
في أعقاب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في ضربة جوية أمريكية في العاصمة الأفغانية كابل، راجت كثيراً تكهنات بأن يخلفه في قيادة التنظيم مواطنه المصري «سيف العدل المصري»، أحد قدامى التنظيم.

ومحمد صلاح الدين زيدان المعروف باسم «سيف العدل المصري» من مواليد محافظة المنوفية في مصر بينما هناك تضارب في تاريخ ميلاده حيث تقول بعض المصادر إنه من مواليد عام 1960 وأخرى تقول أنه ولد عام 1963.

خلال فترة المراهقة تردد سيف العدل على مسجد «فجر الإسلام» في اشبين الكوم وتبنى الأفكار المتطرفة خلال تلك المرحلة لكن الظروف المحيطة بانتمائه إلى «حركة الجهاد الإسلامي» المصرية لا تزال غامضة.

في أواسط ثمانينيات القرن الماضي وصل سف العدل إلى رتبة عقيد في القوات الخاصة المصرية وكان ناشطاً في صفوف الجماعات الإسلامية المتطرفة المناهضة لحكم الرئيس المصري الراحل حسني مبارك.

في 6 مايو 1987 تعرض وزير الداخلية المصري حسن أبو باشا لمحاولة اغتيال فشنت السلطات المصرية حملة اعتقالات واسعة ألقي القبض خلالها على ستة آلاف من المتطرفين وكان من بينهم سيف العدل.

أطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة ضده لكن تم تسريحه من الجيش.

وما لبث أن غادر مصر متوجهاً إلى السعودية ومنها إلى باكستان حيث انضم إلى الأفغان العرب بقيادة أسامة بن لادن.

دور مهم

ورغم أن سيف العدل لا ينتمي إلى جيل مؤسسي القاعدة «تأسست في أغسطس 1988» لكن يُعتقد أنه لعب دوراً مهماً في بناء التنظيم وتعزيز قدراته وامكاناته العسكرية.

انضم سيف العدل إلى التنظيم عام 1989 وكان انضمامه للقاعدة مكسباً كبيراً لها بسبب تمتعه بقدرات وخبرة عسكرية لا تُقدر بثمن.

في بداية الأمر تولى عمليات تدريب المقاتلين في المعسكرات التي كان يُديرها التنظيم في أفغانستان ومن بينها معسكر «جهاد وال»، ومن الدورات التي أشرف عليها تدريب المقاتلين على عمليات الخطف والاغتيال.

كما وضع سيف العدل أسس تقييم أهداف عمليات التنظيم وجمع المعلومات الأمنية عنها مما عزز قدراته على صعيد العمليات.

وبفضل القدرات والمؤهلات العسكرية التي يملكها سيف العدل تدرج سريعاً في التسلسل الهرمي للقاعدة، إذ شغل منصب رئيس اللجنة الأمنية بمنتصف التسعينيات، ولعب دوراً مهماً في إنشاء البنية التحتية للقاعدة في القرن الإفريقي وبخاصة في الصومال.

في عام 1990 التقى سيف العدل بالأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي كان قد خرج تواً من السجون الأردنية لدوره في محاولة اغتيال دبلوماسي أمريكي في العاصمة الأردنية عمّان.

جاء اللقاء بناءً على توصية من أبو قتادة الفلسطيني الذي كان يُقيم في بريطانيا، وسرعان ما أدرك سيف العدل أن هناك قواسم مشتركة كثيرة تجمع بينه وبين الزرقاوي.

يعود الفضل لسيف العدل إقناع أسامة بن لادن بتقديم المساعدة المالية لمجموعة الزرقاوي لإقامة معسكر تدريب في ولاية هيرات الأفغانية بالقرب من الحدود الإيرانية.

ولعب المعسكر دوراً كبيراً في تسهيل حركة الجهاديين من وإلى أفغانستان عبر إيران بعد أن بدأت الحكومة الباكستانية في ملاحقة «الأفغان العرب» الذين كانوا ينشطون على أراضيها.

أقامت القاعدة محطتين في إيران، واحدة في طهران والأخرى في مدينة مشهد، لتسهيل سفر عناصرها من وإلى أفغانستان.

وفي أعقاب هجمات سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة وقبيل الغزو الأمريكي لأفغانستان يُعتقد أن سيف العدل نجح في نقل عناصر القاعدة إلى إيران عبر نفس المسالك.

وحسب شهادة خالد الشيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 فإن بن لادن والمسؤول العسكري في التنظيم محمد عاطف «أبو حفص المصري» وافقا في ربيع 1999 على تنفيذ الهجمات وتم اطلاع سيف العدل على المخطط في أبريل 2001.

وحسب تقرير الحكومة الأمريكية عن هجمات سبتمبر فإن سيف العدل كان ضمن مجموعة قليلة من مسؤولي القاعدة الذين أبدوا تحفظات على المخطط لأن الهجمات قد تهدد حكم حركة طالبان في أفغانستان حسب رأيهم.

مع انطلاق العمليات الأمريكية لغزو أفغانستان عام 2001 قاد سيف العدل جهود القاعدة لتهريب نشطاء التنظيم من أفغانستان إلى إيران مستفيداً من المحطتين اللتين أقامهما في ايران وشبكة البيوت الآمنة التي أسسها هناك.

بعد أن استقر سيف العدل في إيران برفقة المسؤول البارز في القاعدة أبو محمد المصري، عاود الاتصال بقادة القاعدة في أفغانستان وباكستان وأرسل مقاتلي القاعدة إلى هناك.

وبعد ضغوط أمريكية وسعودية كبيرة على طهران تم إلقاء القبض على سيف العدل وأبو محمد المصري عام 2003 فتراجع دوره في عمليات وأنشطة التنظيم إلى أن تم إطلاق سراحه عام 2015 في عملية تبادل أسرى بين التنظيم والجانب الإيراني حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز عام 2015.

ونفت إيران ذلك جملة وتفصيلاً وهو ما يرجحه بعض المحللين بسبب الصراع الدامي بين التنظيم وايران في سورية حينذاك.

ورصدت وكالتا المخابرات الأمريكية والبريطانية، مكافآت مالية بمقدار 7.5 مليون جنيه إسترليني، و10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عنه بسبب دوره في تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998 والتي خلفت 224 قتيلاً.

ويوصف سيف العدل، بأنه أحد أكثر عناصر القاعدة فاعلية وواحداً من القادة الأحياء من حقبة ما قبل هجمات 11 سبتمبر الذين يمكنهم تولي زمام أمور التنظيم.

back to top