كوسوفو تتفادى التصعيد مع صربيا وتؤجّل القواعد الجديدة

موسكو تدعم بلغراد وأنقرة تعرض الوساطة… و«الناتو» مستعد للتدخل لتجنب الخطر

نشر في 02-08-2022
آخر تحديث 02-08-2022 | 00:02
جنود من كوسوفو قرب شاحنة تغلق الطريق في مدينة زوبين بوتوك أمس (أ ف ب)
جنود من كوسوفو قرب شاحنة تغلق الطريق في مدينة زوبين بوتوك أمس (أ ف ب)
بعد تصاعد التوترات في المنطقة، قررت حكومة كوسوفو المعلنة من جانب واحد، تأجيل تطبيق القواعد الجديدة عند الحدود مع صربيا مدة شهر، والتي تسبّبت في توتر في شمال البلاد، حيث نصبت حواجز وتعرضت الشرطة لإطلاق نار.

وأتى إعلان هذا التأجيل في بيان حكومي عقب اجتماع مع السفير الأميركي في كوسوفو جيفري هونفيه.

وتنص القواعد الجديدة التي كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ، أمس، على لزوم حصول أي شخص يدخل كوسوفو ببطاقة هوية صربية، على وثيقة مؤقتة أثناء وجوده في البلاد.

وتطلب صربيا بالفعل من الكوسوفيين، الذين يدخلون صربيا، الحصول على وثائق موقتة، لأن السلطات الصربية لا تعترف بالوثائق الكوسوفية.

كذلك أمهلت بريشتينا صرب كوسوفو شهرين لاستبدال لوحات التسجيل الصربية لمركباتهم بلوحات جمهورية كوسوفو.

وأوضح رئيس الوزراء ألبين كورتي، أن هذا التدبير يأتي رداً على ممارسة مماثلة اتبعتها صربيا التي لا تعترف باستقلال إقليمها السابق ذي الأغلبية الألبانية المعلن في 2008، في حق سكان كوسوفو الوافدين إلى أراضيها.

وأثارت هذه الإجراءات توترات شديدة أمس الأول، في شمال كوسوفو حيث تعيش أقلية صربية.

وأعلنت شرطة كوسوفو أنها تعرّضت لإطلاق نار من دون وقوع إصابات وأقيمت حواجز على الطرق المؤدية إلى صربيا. وأغلق المعبران أمام حركة المرور.

ولا يعترف صرب كوسوفو بسلطة بريشتينا ولا باستقلال كوسوفو، وحافظوا على ولائهم لبلغراد التي يعتمدون عليها مالياً.

وفي خطاب إلى الأمة، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إن «الوضع متوتر، ولكن صربيا ستنتصر إذا تعرض الصرب لهجوم».

واتهم كورتي، من جانبه، فوتشيتش بإثارة «المتاعب».

وقال رئيس وزراء كوسوفو «من المحتمل أن تكون الساعات والأيام والأسابيع القليلة المقبلة صعبة وتثير إشكالية».

وفي ردود الفعل، رحّب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بقرار بريشتينا، داعيا إلى «إزالة جميع الحواجز عن الطرقات فوراً».

بدورها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت: «من الجيد أن رد فعل حكومة كوسوفو الآن يتسم بالتعقل، وبالتالي فإنها تساهم في التهدئة».

من ناحيتها، أكدت «بعثة حلف شمال الأطلسي» (كفور)، أنها تراقب الوضع عن كثب، وأنها مستعدة للتدخل «إذا تعرض الاستقرار للخطر».

وتحافظ البعثة التي يبلغ قوامها 3770 جندياً على السلام الهش في كوسوفو، وشوهد جنود حفظ السلام الإيطاليون في ميتروفيتشا وما حولها.

وفي وقت سابق، أبلغ وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، نظيريه الصربي نيكولا سيلاكوفيتش، والكوسوفي دونيكا جيرفالا شوارتز، استعداد أنقرة للقيام بما يقع على عاتقها من أجل خفض التوتر بين البلدين.

في المقابل، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أمس، أنه تم تفادي تفاقم الصراع بين كوسوفو وصربيا، وتأجيله مدة شهر، مؤكداً أهمية التحلي بالحذر.

وأضاف: «نحن ندعم بلغراد بكل تأكيد. نحن قريبون من صرب كوسوفو، ونعتقد أن هذه مطالب غير معقولة على الإطلاق».

يشار إلى أن كوسوفو، التي يغلب على سكانها العرق الألباني، انفصلت عن صربيا في 1999، وأعلنت الاستقلال في 2008.

وبعد 14 عاماً من إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا، لا يزال نحو 50 ألف صربي يعيشون في شمال البلاد يستخدمون اللوحات المعدنية والوثائق الصربية، رافضين الاعتراف بالمؤسسات التابعة للعاصمة بريشتينا.

وتعترف أكثر من 100 دولة، ليس من بينها صربيا وروسيا، بكوسوفو دولة مستقلة.

back to top