فلاديمير بوتين يستعرض عسكرياً ويَعِد أسطوله بصواريخ فرط صوتية

زيلينسكي يدعو لإخلاء دونيتسك وينفي مهاجمة القرم وبريطانيا تتهم روسيا بقصف أوكرانيا من بيلاروسيا

نشر في 01-08-2022
آخر تحديث 01-08-2022 | 00:04
بوتين وخلفه شويغو ويفمينوف خلال مشاركتهم بـ «يوم الأسطول الحربي الروسي» في بطرسبورغ (أ ف ب)
بوتين وخلفه شويغو ويفمينوف خلال مشاركتهم بـ «يوم الأسطول الحربي الروسي» في بطرسبورغ (أ ف ب)
عقب هجوم بطائرة مسيّرة على قيادة الأسطول الروسي للبحر الأسود في سيباستوبول، حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرضاً للقوات البحرية في مدينة سان بطرسبورغ، كاشفاً أن صواريخ كروز من طراز زيركون التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ستنضم للأسطول البحري قريباً، وستستند في مناطق نشرها إلى المصالح الروسية.
لم يمنع هجوم بطائرة مسيّرة من دون طيار استهدف قيادة الأسطول الروسي للبحر الأسود في سيباستوبول الواقعة في شبه جزيرة القرم، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من حضور عرض القوات البحرية في مدينة سان بطرسبورغ، مسقط رأسه، حيث أعلن أن الأسطول الروسي سيحصل «في الأشهر المقبلة» على صاروخ كروز فرط صوتي «زيركون» جديد «لا يواجه أيّ عوائق»، كما أعلن توقيع مرسوم جديد لعقيدة البحرية الروسية، مشيراً إلى «ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية والسياسية».

وفي خضمّّ حربه على أوكرانيا، قال بوتين بمناسبة «يوم الأسطول الحربي الروسي»، إنّ «الأسطول الروسي قادر على إحداث ردّ سريع بسرعة البرق على كل من يقرر تقويض سيادتنا وحريتنا»، مؤكداً أن المعدات العسكرية الروسية «تخضع للتحسين المستمر».

وأضاف: «لدينا صواريخ بحرية لا مثيل لها في العالم، وقواتنا البحرية على كفاءة عالية».

وأشار خصوصاً إلى «صواريخ زيركون فرط صوتية التي لا تعرف أيّ عوائق ولا حدود لقدراتها». وقال: «سيبدأ تسليمها إلى القوات المسلّحة الروسية في الأشهر المقبلة».

وتنتمي صواريخ كروز (زيركون)، التي يبلغ مداها نحو 1000 كيلومتر، إلى عائلة أسلحة جديدة طوّرتها روسيا ووصفها بوتين بأنها «لا تُقهر». وبدأت تجربتها منذ أكتوبر 2020.

وأشار بوتين إلى أن فرقاطة «الأدميرال غورشكوف» ستكون أول سفينة روسية مزوّدة بهذه الصواريخ، بينما سيتم اختيار منطقة انتشار هذه السفينة بناء على «المصالح الأمنية لروسيا».

وأضاف: «الوطن مفهوم مقدّس بالنسبة إلينا جميعاً، والدفاع عنه واجب ومعنى حياة لكلّ منّا، وسنضمن أمن حدودنا بثبات وبكل الأساليب، والأسطول مستعد لمواجهة كل من يهددون أمننا».

وأشار إلى أنه «تمت الموافقة على عقيدة بحرية روسية جديدة. لقد حدّدنا بشكل علني حدود ومناطق المصالح الوطنية لروسيا والاقتصادية والحيوية والاستراتيجية. أولاً وقبل كل شيء، هذه هي مياهنا القطبية الشمالية، ومياه البحر الأسود وبحر أوخوتسك وبرينغ. ومضيق البلطيق وكوريل. سنوفر حمايتها بكل حزم وبكل الوسائل».

وتابع: «أهم شيء هنا هو قدرات البحرية. إنها قادرة على الرد بسرعة خاطفة على أي شخص يقرر التعدي على سيادتنا وحريتنا، بنجاح وبشرف تنفّذ مهام استراتيجية على حدود بلدنا وفي أي منطقة من المحيط العالمي».

وأكد أن الوضع الحالي يتطلب إجراءات مناسبة وحاسمة من روسيا.

وأشرف بوتين، برفقة وزير دفاعه سيرغي شويغو والقائد العام للبحرية الأميرال نيكولاي يفمينوف، على استعراض بحري ضمّ أكثر من 40 سفينة وغوّاصة ونحو 3500 عسكري في العاصمة السابقة للإمبرطورية.

سيباستوبول ودونيتسك

وكانت احتفالات كبيرة لهذه المناسبة مقررة في جميع أنحاء روسيا، إلا أنها أُلغيت في سيباستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا، بعد هجوم بطائرة مسيّرة من دون طيار استهدف طاقم أسطول البحر الأسود الروسي صباحاً، مما أدى إلى إصابة 6 أشخاص.

ونسبت السلطات المحلّية الهجوم إلى «قوميين أوكرانيين»، في وقت تواجه فيه روسيا هجوماً أوكرانياً مضاداً في منطقة خيرسون الواقعة على مقربة من شبه جزيرة القرم.

إلا أن أوكرانيا نفت أي علاقة لها بهذا الهجوم، ووصفت الاتهامات الروسية بأنّها «استفزاز متعمّد».

في غضون ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سكان دونيتسك إلى إخلاء هذه المنطقة الواقعة في شرق البلاد والتي تسيطر روسيا على جزء كبير منها «هربا من الإرهاب الروسي وعمليات القصف». وقال: «اتُّخذ قرار حكومي بإخلاء إلزامي للمنطقة»، معتبرا أنه «في هذه المرحلة من الحرب، الإرهاب هو سلاح روسيا الرئيسي».

وكانت النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، أعلنت الإجلاء الإلزامي لجميع سكان دونيتسك، إحدى المنطقتين الإداريتين في حوض دونباس. وبررت القرار بشبكات الغاز المدمرة وغياب التدفئة في الشتاء المقبل بالمنطقة.

وتفيد تقديرات السلطات الأوكرانية بأن 200 ألف مدني على الأقل ما زالوا يعيشون في المناطق التي لا تخضع للاحتلال الروسي في دونيتسك.

قصف بيلاروسيا

بدورها، كشفت وزارة الدفاع البريطانية، أمس، أن موسكو أطلقت 20 صاروخاً على الأقل تجاه مناطق في شمال أوكرانيا من أراضي بيلاروسيا الخميس الماضي. وأضافت أن ذلك يأتي «عقب استغلال روسيا لأراضي بيلاروسيا منذ فبراير الماضي للسيطرة على العاصمة الأوكرانية كييف».

يشار إلى أن الدول الغربية فرضت عقوبات قاسية على مينسك، بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير، لأن أراضي بيلاروسيا تُستخدم قاعدة خلفية لقوات موسكو.

ولطالما تأرجحت بيلاروسيا التي يرأسها ألكسندر لوكاشينكو منذ 1994، بين الغرب وروسيا.

لكن منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية عام 2020، انتقلت إلى حضن «الكرملين»، وأصبحت أحد الحلفاء الأكثر ولاءً له.

5 معالم لعقيدة البحرية الروسية الجديدة

تتضمن العقيدة البحرية الروسية الجديدة التي وقّعها الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، النقاط التالية:

1- يعتبر نهج أميركا نحو الهيمنة في المحيطات العالمية بمنزلة تحدّ رئيسي للأمن القومي لروسيا الاتحادية.

2- عدم وجود عدد كاف من القواعد ونقاط التمركز خارج حدود روسيا المخصصة لتموين السفن التابعة للقوات البحرية، يعتبر نقطة خطيرة.

3- تعتبر مضائق الكوريل والبلطيق والبحر الأسود والجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط ​​مهمة لضمان الأمن القومي لروسيا.

4- تتضمن العقيدة البحرية، وجود نقاط ضمان لوجستية - فنية في البحر الأحمر.

5- تنص العقيدة البحرية الجديدة على تطوير مرافق الإنتاج لبناء سفن حاملة للطائرات حديثة للقوات البحرية.

back to top