كل الطلبة فاشلون!

نشر في 29-07-2022
آخر تحديث 29-07-2022 | 00:00
 د. نبيلة شهاب هل بقي شيء مستهجن أو صفة سلبية لم يتم إلصاقها بأبنائنا الطلبة؟! والله عيب، وهذا العيب والظلم يأتيان حين يكون التعميم أسلوب البعض للأسف، التعميم خطأ فادح وظلم بيّن للطلبة، ولاسيما المجدين والمجتهدين منهم.

نعم يوجد طلبة غشاشون وكسالى وفاشلون واستغلاليون، لكنهم لا يمثلون جميع الطلبة، وإن كان هناك خلل في العملية التربوية فلا يجب أن نلقي باللوم على الطلبة، فلا ذنب لهم في القصور أو الخلل الموجودين في التعليم.

في الحقيقة هناك مشكلة كبيرة في التعليم والمنظومة التعليمية ككل، تحتاج إلى حلول جذرية عاجلة، ولكن الطالب غير مسؤول عن الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة، نعم له دور في الإهمال والتقصير والغش إن قصر في التحصيل الدراسي، ولكن من المعيب أن نترك الأسباب الرئيسية ونتعرض لها على استحياء، لنلقي باللوم الكامل على الطالب، ونصفه بأبشع الصفات... ما يعنينا هنا هو الحالة النفسية ومن ثم الحالة الاجتماعية لهؤلاء الطلبة، ومدى رضاهم عن أنفسهم وقدراتهم وثقتهم بأنفسهم، والتي من الطبيعي أنها تتضرر كثيراً من مهاجمتهم المستمرة ووصفهم بهذه الصفات، وتعميمها بشكل ظالم ومعيب.

ألم يفكر هؤلاء في سمعة الطلبة الكويتيين والتي للأسف سوف تتأثر، كما أنه قد يصبح هناك شك في نجاحهم وتفوقهم؟! وهم في حقيقة الأمر ليسوا أبداً كما يصفهم البعض، إلا نسبة قليلة منهم، وللأسف الشديد لا يلقي هؤلاء المشككون في قدرات أبنائنا بالاً لشعور آبائهم وتأثير وصمهم بالفشل والغش والتسيب على مدى رضاهم عنهم وفخرهم بهم وقناعتهم بما يبذلون من جهد دراسي.

لا يخفي على أحد أن التعليم داخل أسوار المدارس أفضل بكثير من التعليم عن بعد من النواحي التعليمية والاجتماعية والنفسية ولكن ذلك لا يعطي أي فرد الحق في أن يصف الطلبة بالفشل بسبب دراستهم عن بعد.

ولكن للأسف الشديد ينسب البعض تفوق الطلبة إلى الدراسة عن بعد، والتي تمت في كل الدول خلال فترة وباء كورونا، فلماذا الإصرار على فشل الطلبة الكويتيين تحديداً وإرجاع نجاحهم وتفوق المتفوقين منهم إلى فشل الدراسة عن بعد؟! إذا كان الجواب طريقة الدراسة والتقييم وغيره فهل يعود الذنب في ذلك على الطالب؟! بديهياً أبداً، وإن كان له دور محدود في ذلك.

وفي الحقيقة فإن تفوق الكثير من الطلبة في الدراسة الجامعية وما بعدها سواء داخل الكويت أو خارجها، وبعضهم ينتسب إلى جامعات عريقة مرموقة، لهو أكبر وأبلغ جواب على الاتهامات الموجهة إليهم.

وما نراه ويراه العالم من إنجازات وإبداعات يتميز بها الطلبة الكويتيون في جميع المجالات لهو أكبر فخر ورد قاصم على من يشكك في قدراتهم ونبوغهم.

استمرار كسر أجنحة أبنائنا الطلبة واتهامهم بهذه التهم الكاذبة خطة مقصودة من بعض الأفراد أو الجهات للتقليل من شأنهم وتأثيرهم المهم في تطوير وطنهم، وهذا الأذى قد يمس الأسر، والتي ترى تفوقاً وعطاءً وتميزاً في أبنائها يشعرهم بالفخر والاعتزاز، كما يمس المجتمع ككل، ويسيء إلى الطلبة الكويتيين بشكل عام أمام العالم.

د. نبيلة شهاب

back to top