وجهة نظر: الباحثون عن الفضائح

ولذا فإن بعض المفارقات تجعل (الواحد) يعيد التفكير مائة مرة لعله يجد سبباً واضحاً يقنع به نفسه (ويلعن الشيطان) عند المقارنة مثلاً بين فاشنست لا يتجاوز متابعوه في «تويتر» الأربعين أو الخمسين ألفاً ويدّعي تحقيق مكاسب مالية بالملايين من وسائل التواصل أكثر مما قد يحققه كريستيانو رونالدو الذي يتجاوز متابعوه المئة والخمسين مليون متابع. ومثلما يثير المثال السابق الشك والريبة فإن صرف الثري الأموال الطائلة في سبيل الوصول لمنصب بالانتخاب يثير الشك والريبة أيضاً ولا يمكن التصديق بأن الهدف من صرف ثلاثة ملايين أو أربعة من أجل الحصول على راتب محدود لمدة محدودة تصرف يعكس رجاحة عقل الثري أو صوابه إن لم يكن وراء الأكمة ما وراءها.دعك من كل ما سبق سواء كان نشاط أصحابه بريئاً أو فيه بصمات إبليس, فغير المفهوم عندي أن يكتب أحدهم وقد بلغ من العمر أرذله وهو يدّعي أنه شخصية عامة مقالاً أو تغريدة يحاول من خلالها تحقيق شهرة عبر التطاول على فئة اجتماعية والنيل منها بصورة جماعية عبر اتهامها بوصف معيب دون أن يجرؤ على التصريح باسمها والاكتفاء بالتلميح التافه خوفاً من العواقب القانونية لهذا الفعل, والمشكلة أنه لو كان مثل عادل إمام يبحث عن فضيحة ليلفت نظر الفتاة, أو مثل بائع الممنوعات يبحث عن شهرة ليتسع سوق توزيعه لكان الأمر مفهوماً ضمن سياق المنطق, ولكن المصيبة إذا كان الفعل طفولياً أحمق يصدر عن رجل في أرذل العمر لا يدري «عن هوى داره», هنا سيكون البحث عن فضيحة هو الفضيحة بعينها.