جروح الحرب العالمية الثانية تُنكأ في شرق أوروبا

توتر بين صربيا وكرواتيا بسبب «معسكر إبادة» واتهامات أوكرانية لهنغاريا بسبب الأقلية المجرية

نشر في 18-07-2022
آخر تحديث 18-07-2022 | 00:02
ضباط الحرب الكيميائية في طريقهم إلى موقع حطام طائرة شحن  قرب مدينة كافالا في اليونان(AFP)
ضباط الحرب الكيميائية في طريقهم إلى موقع حطام طائرة شحن قرب مدينة كافالا في اليونان(AFP)
أعادت الحرب الروسية على أوكرانيا الحرب إلى القارة الأوروبية، كما اعادت فتح جروح الحرب العالمية الثانية في شرق أوروبا، فبعد أيام من تصريح للرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قال فيه إنه إذا لم يستجب زعماء العالم لمقترحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا «فسيذهب العالم الى الجحيم» سادت حالة من التوتر بين صربيا المقربة من موسكو، وكرواتيا العضو في الاتحاد الأوروبي بسبب أحداث تعود إلى الحرب العالمية الثانية.

وقال وزير خارجية صربيا، نيكولا سيلاكوفيتش، إن وزارته وجهت مذكرة احتجاج إلى كرواتيا بسبب «منع سلطاتها» فوتشيتش من القيام بزيارة خاصة لـ «مجمع ياسينوفتس لمعسكرات الاعتقال» الذي شهد عمليات «إبادة ضد الصرب» خلال الحرب الثانية.

وقال الوزير الصربي إن السلطات الكرواتية رفضت تسلم مذكرة الاحتجاج التي وجهت إليها يوم الجمعة الماضية، واصفاً قرار زغرب بأنه «فاضح ومخيف ولا مثيل له بعد الحرب العالمية الثانية، ومناهض للحضارة ومخالف للمعايير الأوروبية»، ومؤكداً أن «حكومة صربيا ستتخذ قرارها بخصوص التدابير الجوابية، وفقاً لمعايير القانون الدولي».

وتعرض الصرب خلال الحرب العالمية الثانية الى جانب اليهود والغجر لعمليات قتل جماعي وإعدام في معسكرات الاعتقال على يد نظام أوستاشا المدعوم من المانيا النازية، والذي حكم كرواتيا بين عامي 1941 و1945.

إلى ذلك، هاجم النائب الأوكراني، أليكسي غونشارينكو، الرئيس الصربي بسبب تصريحاته حول الأزمة الأوكرانية، وقال إن بلاده وكرواتيا، ستنتقمان من فوتشيتش و»ستعيدان تربيته».

وكان الرئيس الصربي اعتبر أن «الأزمة في أوكرانيا حرب عالمية يحارب فيها الغرب ضد روسيا بمساعدة جنود أوكرانيين».

ورداً على تهديدات غونشارينكو، قال فوتشيتش إنه يتمنى التوفيق لأوكرانيا. الا أن وزير داخلية صربيا ألكسندر فولين، فقال، إن «أتباع ستيبان بانديرا في أوكرانيا والنازيين الكرواتيين لن يتمكنوا من إعادة تربية صربيا ورئيسها»، في إشارة إلى بانديرا الذي كان زعيماً لمنظمة القوميين الأوكرانيين التي أنشئت في النصف الأول من القرن العشرين وقاتلت في البداية البولنديين ثم تحالفت مع النازية ضد الاتحاد السوفياتي، وتم حظرها ابان الحكم السوفياتي وكانت تسعى لاستقلال أوكرانيا.

جاء ذلك، وسط توتر بين هنغاريا، أقرب حليف لموسكو في الاتحاد الأوروبي، وكييف. واتهم النائب الأوكراني مكسيم بوزانسكي هنغاريا برئاسة اليميني الشعبوي فيكتور اوربان بالاستعداد لنشر قواتها بمنطقة ترانسكارباثيا الأوكرانية، تعليقا على تصريحات وزير الخارجية الهنغاري بيتر سييارتو، الذي قال إن «بودابست لديها سيناريوهات طوارئ عسكرية لحماية الأقلية المجرية في ترانسكارباثيا».

وطالب بوزانسكي الخارجية الأوكرانية بأن «تطلب على الفور تفسيراً من الزملاء الهنغاريين كيف ستنقذ السلطات الهنغارية 150 ألف أوكراني من أصول هنغارية على الأراضي الأوكرانية. أرى هنا وجود تلميح مباشر ومكشوف نحو أحداث 17 سبتمبر 1939 (تاريخ بداية اهجوم الجيش الأحمر عل بولندا)»، داعيا سلطات بلاده إلى الاحتجاج على كلمات الوزير الهنغاري، والتأكيد على أنها تتعارض مع احترام سيادة أوكرانيا.

ويخشى مراقبون أن تتصاعد حرارة الاحتكاك بين أوكرانيا وهنغاريا حتى تصل إلى درجة انفجار نزاع مسلح على ضم إقليم ترانسكارباثيا إلى المجر، على غرار ما وقع في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، والذي تسكنه أقلية روسية تطالب بالانضمام إلى روسيا، أو على الأقل الاستقلال عن أوكرانيا.

وتقدر مساحة ترانسكارباثيا بأكثر من 12 ألف كيلومتر مربع، ما يشكل نحو 2.11 في المئة من المساحة الإجمالية لأوكرانيا، ومعظم سكانها مجموعة عرقية من الروسينيين، الذين يعتبرون أنفسهم شعبا مستقلا عن الشعب الأوكراني.

وكان اوربان انتقد، أمس الأول، مجددا العقوبات الأوروبية على روسيا قائلا «اعتقدت بداية أننا أطلقنا فقط رصاصة على قدمنا، لكن الاقتصاد الأوروبي أطلق رصاصة على صدره واختنق»، داعيا في هذا الإطار إلى إجراء مفاوضات مع موسكو.

back to top