متى تزف عروس الخليج؟

لابد أن يحكم الناخبين مبدأ واحد هو «نريد الأكفأ لتمثيلنا»، فمثلما نتجه للطبيب الكُفء للعلاج ولا ننظر لانتماءاته ومدى علاقته وقرابته بنا لأننا بهذا سندمر أنفسنا، فكذلك عضو مجلس الأمة. طبعا كل هذا في ظل قناعة راسخة بأن باب الواسطات وتقديم الخدمات كرشوة قد أغلق بعشرة أقفال. وهناك أمر آخر أهم، وهو تقديم الحكومة لبرنامج العمل فور تشكيلها كما نص الدستور، ويكون مفصلاً ومحكوماً بمعيار كمي وزمني، لا أُمنيات واستهدافات مكرورة لا تحكمها ضوابط، وقد فصلنا فيها الحديث عنها مقالات سابقة، وكما قلنا وجود البرنامج سيجعل المجلس يرجع في نشاطه إلى الوضع الطبيعي في التشريع ومراقبة السلطة التفيذية في إطار الإنجاز الفعلي للبرنامج، كما سينكمش اهتمام الناس بالسياسة ككل وينخرط الناس في اهتمامهم بالتطوير وطرح المشاريع والأفكار في ضوء إيقاع التنفيذ الذي ستشحذ معه همم وعقول ذوي الخبرات والعبقرية في حركة تستمد من الواقع المتحرك المتصاعد وتضيف إليه لتزيده صعوداً ورقياً.أخيراً أنصح الحكومة القادمة أن تطلق مشاريعها ومضامين برنامجها بعد إشراك كل الفاعلين وذوي الخبرة من الداخل والخارج لأن العملية الانتخابية واختيارات الناخبين ستترسَّم وجهتها ونتائجها في ضوء ذلك، فالاعتماد والمعوَّل على الله، ثم على هذا الجهد الحكومي.إنه الجهد السياسي والفني الدقيق الذي يفصل فستان الفرح الموشى بلؤلؤ الماضي و«مقمَّشاته» والمنمنم بمطرزات الحاضر وجمالياته لعروس طال انتظار الأرواح الوامقة والعيون الملهوفة لرؤيتها ومعانقة تجليات جمالها، إنها عروس الخليج الكويت.