موسكو تتخوف من دبلوماسية النفط الأميركية وتدعو الرياض لعدم اتخاذ أي مواقف ضدها

بوتين لن يناقش قضية المسيّرات خلال زيارته لطهران

نشر في 14-07-2022
آخر تحديث 14-07-2022 | 00:00
سوليفان متحدثاً خلال إفادة بالبيت الأبيض في واشنطن الاثنين الماضي    (رويترز)
سوليفان متحدثاً خلال إفادة بالبيت الأبيض في واشنطن الاثنين الماضي (رويترز)
في وقت تسعى روسيا للحفاظ على حياد دول الخليج الغنية بمصادر الطاقة تجاه النزاع في أوكرانيا للحيلولة دون تمكن القوى الغربية من الاستغناء عن إمداداتها من المحروقات وخنقها اقتصادياً، أعرب المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، عن أمل موسكو بألا تتخذ السعودية أي مواقف ضدها وألا تؤدي «دبلوماسية النفط» للرئيس الأميركي جو بايدن إلى قلب السعودية ضد روسيا خلال زيارته للشرق الأوسط.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الكرملين يعتقد أن زيارة بايدن المقررة إلى المملكة يمكن أن تشكل تهديداً للمصالح الروسية، قال بيسكوف: «موسكو تثمن عالياً العلاقات مع الرياض، وتعمل في إطار اتفاقيات «أوبك» وتقدر بشدة التعاون المثمر مع الشركاء الرائدين مثل السعودية. ونأمل بالطبع ألا يكون بناء وتطوير العلاقات مع عواصم العالم الأخرى موجهاً ضدنا بأي حال من الأحوال».

من جانب آخر، أشار المتحدث الرسمي باسم الكرملين، إلى أن قضية تزويد إيران لروسيا بطائرات مسيرة من دون طيار «درون» لن تناقش خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المرتقبة إلى طهران الثلاثاء المقبل.

ورفض بيسكوف الحديث عن القضية التي أثارها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قبل يومين، وبعد يوم من تأكيد مصدر إيراني مطلع لـ»الجريدة» أن طهران سلمت بالفعل موسكو ما يقرب من ألف طائرة عسكرية للروس وأنها تستعد لتسليم دفعة ثانية مع تخصيص خطوط إنتاج لتغطية طلبيات كبيرة من الكرملين.

في موازاة ذلك، أعلن السفير الروسي لدى إيران، ليفان جاغاريان، أن بوتين، سوف يلتقي المرشد الأعلى علي خامنئي، خلال زيارته لطهران التي تأتي لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية، بين البلدين الخاضعين لعقوبات أميركية وغربية، وتتضمن عقد قمة ثلاثية مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان لبحث عدة قضايا، في مقدمتها الملف السوري.

وفي وقت وصفت صحف إيرانية عدة زيارة بوتين بأنها موازية لجولة بايدن في المنطقة، رأى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن توقيت زيارة بوتين إلى الجمهورية الإسلامية مثير للاهتمام، معتبرا أن «تعميق روسيا علاقتها بإيران لقتل الأوكرانيين يمثل تهديداً خطيراً للعالم».

وجاء التحذير الأميركي من خطورة تعزيز العلاقات الروسية - الإيرانية بالتزامن مع إعلان المتحدث الجديد باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أنّ المفاوضات النووية غير المباشرة بين بلاده وواشنطن مستمرة عبر الاتحاد الأوروبي، مضيفاً أنّ بلاده ملتزمة بمواصلة المفاوضات النووية لحل القضايا العالقة بغية إحياء الاتفاق النووي.

وقال كنعاني، إنه سيتم قريباً تحديد مكان وزمن الجولة المقبلة من المفاوضات النووية، مشيراً إلى أنّ عدم تحديدهما حالياً «لا يعني انتهاء المفاوضات».

وهاجم المتحدث الإيراني السياسات الأميركية في المنطقة، مشيراً إلى زيارة بايدن، قائلاً إنها «على عكس التصريحات الأميركية لن تجلب الأمن والاستقرار للمنطقة».

وأضاف أنّ «إيجاد الاستقرار والأمن الإقليميين رهن بتغيير أميركا سلوكها عملياً»، واصفاً حضور قواتها في دول المنطقة بأنّه «غير قانوني». وأعلن كنعاني رفض طهران تشكيل أي تحالف إقليمي بمشاركة إسرائيل، داعياً الإدارة الأميركية إلى «إعادة النظر في سياساتها في الشرق الأوسط والتوقف عن دعم إسرائيل».

وحذّر كنعاني إسرائيل من «مغبة أي اعتداء على المنشآت الإيرانية»، متوعّداً بأنّ بلاده سترد بـ«شكل حازم وقوي يبعث على الندم على أي خطوة حمقاء للكيان الصهيوني الذي يمتلك أسلحة نووية وليس عضواً في معاهدة حظر الانتشار الذري».

إلى ذلك تطرق متحدث الخارجية الإيرانية إلى المباحثات الإيرانية السعودية التي ترعاها بغداد، قائلاً إنّ مباحثات بلاده مع الرياض، في ظل حسن نية الحكومة العراقية، «إيجابية وتمضي إلى الأمام»، متوقعاً أن تشهد جولتها المقبلة «تطورات أفضل»، مع حديثه عن وجود اتصالات دبلوماسية مع كل من مصر والأردن، لكنه لم يؤكد إجراء حوار مع الجانب المصري في سلطنة عمان.

back to top