إيران تستضيف بوتين وإردوغان… وتنتقد أجندة بايدن

سوليفان يتهم الإيرانيين بتزويد موسكو بالمسيَّرات وطهران لا تربطها بحرب أوكرانيا

نشر في 12-07-2022 | 12:35
آخر تحديث 12-07-2022 | 12:35
مسيرات إيرانية داخل مخبأ تحت الأرض. في صورة وزعها الحرس الثوري	  (أ ف ب)
مسيرات إيرانية داخل مخبأ تحت الأرض. في صورة وزعها الحرس الثوري (أ ف ب)
في خضم تحركات غربية مكثفة لرص الصفوف وإعادة التموضع في مواجهة التداعيات التي فرضتها العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا، تستعد العاصمة الإيرانية طهران لاستضافة قمة ثلاثية، يشارك فيها الرئيس إبراهيم رئيسي ونظيراه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان؛ لبحث عدة ملفات الثلاثاء المقبل.

ووسط ترقب لزيادة التعاون بين الإيرانيين والروس في ظل تنامي العقوبات الأميركية التي تستهدفهما، قال رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني محمد بور إبراهيمي، الذي زار موسكو أخيراً بصحبة محافظ البنك المركزي، إن زيارة الرئيس الروسي تأتي من أجل توسيع العلاقات الاقتصادية والتعاون في شتى المجالات.

وأضاف إبراهيمي أن العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا تسببت في زيادة الاهتمام الروسي للتعامل الاقتصادي والتجاري مع الجمهورية الإسلامية التي تخضع لعقوبات أميركية بسبب برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية.

في موازاة ذلك، أعلن الكرملين، أن بوتين سيلتقي رئيسي وإردوغان، خلال ثاني زيارة له منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، بعد رحلة إلى تركمانستان بآسيا الوسطى للمشاركة في قمة دول بحر قزوين.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «بوتين سيناقش الملف السوري مع نظيريه الإيراني والتركي بينما سيجري محادثات ثنائية مع إردوغان»، الذي يسعى للحفاظ على علاقة بلاده المتوازنة مع موسكو وكييف في ظل استمرار الحرب بينهما، رغم عضوية أنقرة في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتأتي المحادثات بشأن الملف السوري بعد استخدام روسيا «الفيتو»، الجمعة الماضية، خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تركيا إلى شمال سورية من دون موافقة دمشق لعام واحد، ولم تقبل موسكو سوى التمديد ستة أشهر يتوقع أن يتم التصويت عليه لاحقاً.

خطأ أوكرانيا

في غضون ذلك، نددت إيران بتصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن تعهد فيها بمواصلة الضغط عليها، وقالت إن الولايات المتحدة تكرر خطأها في أوكرانيا من خلال سعيها لتشكيل تحالف إقليمي ضدها في الشرق الأوسط، وتناقض رغبتها المعلنة في إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقبل ساعات من بدء جولة بايدن التي ستشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية والسعودية، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، إن واشنطن ترتكب في الشرق الأوسط والخليج الخطأ نفسه الذي ارتكبته مع كييف، عبر توسيع «الناتو» رغم التحذيرات.

وبالتزامن، ردت الخارجية الإيرانية على المقال الذي نشره الرئيس الأميركي قبل يومين في «واشنطن بوست»، وقال فيه إن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تعود إيران إلى الامتثال للاتفاق النووي الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018.

وذكر المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني، أن مواقف بايدن في المقال هي استكمال لمسار سياسة الضغوط القصوى التي انتهجها سلفه، معتبراً أن ما سماه السياسة الفاشلة التي تتبعها واشنطن مع طهران تتعارض مع مزاعم بايدن في المقال لإيجاد شرق أوسط مستقر وآمن.

مسيرات

وغداة كشف مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، عن وجود معلومات لدى «البيت الأبيض» تفيد بأن إيران تستعد لنقل عدة مئات من طائرات مسيرة بدون طيار إلى روسيا، بما في ذلك تلك التي لديها قدرات على حمل أسلحة، وتدريب متخصصين روس على استخدامها الشهر الجاري، جدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية التأكيد على عدم تغير موقف طهران إزاء الحرب الأوكرانية والدعوة لإنهاء الصراع عبر الحوار. وقال إن تعاون إيران وروسيا في مجال التقنية الحديثة يعود إلى ما قبل الحرب في أوكرانيا.

ورغم أن سوليفان لم يشر إلى مصدر المعلومات إلا أن اثارة القضية بالتزامن مع جولة بايدن في المنطقة واستمرار تعثر الجهود الغربية لإحياء الاتفاق النووي مع طهران يشير لاحتمال انزلاق السلطات الإيرانية لتعزيز تحالفها مع القوى الشرقية بالمخالفة لمبدأ «جمهورية إسلامية لا شرقية ولا غربية».

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أن بعض الخبراء في الشأن الإيراني يتوقعون أن طهران قد تسعى إلى شن هجمات، عبر الجماعات المتحالفة معها، تتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط وقمته التي سيعقدها مع زعماء عرب في جدة التي ينتظر أن يصل إليها عبر رحلة جوية مباشرة من إسرائيل للمرة الأولى في التاريخ.

back to top