أسرة حاكمة حكيمة

أما قضائيا فتم تنفيذ الأحكام الصادرة من مختلف درجات التقاضي حتى طالت رئيس وزراء من الأسرة الحاكمة، وكذلك نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزراء وزارات سيادية مثل الداخلية والدفاع و مناصب عليا كوكيل وزارة ووكيل وزارة مساعد ومدير إدارة، وما سبق يؤكد تساوي جميع المواطنين أمام القضاء. كما دعمت الأسرة مؤسسات الرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد كديوان المحاسبة وهيئة «نزاهة» وحثت تلك الجهات على بذل قصارى الجهد للحد من الفساد ومكافحته، وخلال الأيام الأخيرة أثبتت أسرة الحكمة «حكمتها» من جديد عندما قررت العودة إلى الشعب، ورأت أن المصلحة العليا للبلاد تقتضي حل مجلس الأمة الحالي «دستوريا» والاحتكام لصناديق الاقتراع، جاء ذلك مؤكدا لنأيها عن التدخل في المشهد السياسي أو المشاركة في اختيار رئيس البرلمان المقبل أو أعضائه.فقد كان ولا يزال الدستور الكويتي العقد والميثاق القويم بين الشعب وحكامه، فلا تعديل ولا تنقيح ولا إقصاء ولا مساس به وفقا لما جاء في كلمة سمو ولي العهد التي كلفه صاحب السمو الأمير بإلقائها، والتي بدت كخريطة طريق واضحة المعالم للمرحلة المقبلة، وأنهت حقبة من التشاحن والشد والجذب وقتامة المشهد في البلاد. ويبقى القول إن المرحلة الحالية، وفي ظل الأوضاع العالمية، تتطلب من أبناء الشعب الكويتي أن يردوا التحية بأحسن منها ويكونوا على قدر المسؤولية في اختيار القوي الأمين في المجلس القادم لتحقيق نهضة البلاد ورقيها.