وباء العنف المنزلي في إفريقيا

فهذه المسألة جزء من مشكلة أعم فعادة ما تشجّع المعتقدات الثقافية والأعراف الأبوية على السرية عندما يتعلق الأمر بالقضايا الصحية النسوية، وتقليدياً يعتقد بعض الناس أن للرجال السلطة في تأديب المرأة، وذلك من خلال التعذيب والحرمان، وأن لديهم الحق بضرب زوجاتهم لو تم استفزازهم، وعندما قامت أليشا بتقديم بلاغ عن العنف الذي كانت تتعرض له قيل إن ردة فعله على شكواها كانت بالقول إنها تستحق ذلك، وفيما يتعلق بالطريقة التي كان ينظر ذلك القسيس من خلالها لمجريات الأمور فإن المشكلة تكمن في اليشا بأنها تحتاج أن تؤدي دورها الصحيح في المحافظة على الزواج.ونظراً لأن كثيراً من الدول الإفريقية متدينة جداً، فإن المؤسسات الدينية يمكن أن تكون أداة قوية للتصدي للعنف المنزلي ولكن يجب على القادة الدينيين أولاً أن يقروا بالمشكلة بدلاً من المساهمة في تفاقمها، وفي كثير من الأحيان، يُنصح الضحايا الذين يطلبون المساعدة في الكنيسة بالصلاة والإخلاص والخضوع للزوج تماما، ولا يمكن توجيه اللوم للرجل وبالتالي فإن المرأة تتحمل المسؤولية بشكل كامل.فلدى العديد من النساء إيمان بتلك المعتقدات، ووفقًا للمسح الديموغرافي والصحي لعام 2018 في نيجيريا، تعتقد 28 في المئة من النيجيريات أن ضرب الزوج لزوجته مبرر إذا كانت تحرق الطعام أو تتجادل معه أو تخرج دون إخباره أو تهمل الأطفال، ووفقا لإحصاءات البنك الدولي تقول 51 في المئة من النساء الإفريقيات إن ضرب الزوجات يمكن تبريره كما أشارت ثلثهن الى تعرضهن للضرب فعلياً. يجب على الحكومات والمنظمات غير الحكومية من أجل التصدي لتلك المشكلة الاستثمار بشكل جدي في التغيير السلوكي للبنات والأولاد بدءاً من المدارس، حيث يجب تضمين الوقاية من العنف المنزلي في المناهج الدراسية، ويجب على صناع السياسات أيضاً إيجاد وسائل لتخفيض التكاليف بالنسبة للنساء اللاتي يسعين للوصول للخدمات القانونية، وعلى القادة الدينيين عمل دورات تعليمية وإنشاء لجان تأديبية لمراقبة المنتمين لتلك القيادات، ونظراً لنفوذهم الكبير في إفريقيا فإن تدخلات القادة الدينيين يمكن أن تؤدي دوراً كبيراً في وقف هذه المسألة التي تشكل تهديداً للنساء.أخيراً، يجب على المنظمات غير الحكومية أن تركّز على زيادة الوعي وعمل حملات إعلامية من أجل توجيه رسائل عامة لثني الرجال عن الانخراط في العنف ولمساعدة النساء على التحدث عندما يصبحن ضحايا، ويجب أن تفهم النساء أنه حتى لو كان لديهن إيمان بالأعراف والمعتقدات الثقافية التقليدية، فإنه لا يمكنهن الالتزام بتلك المعتقدات إذا لقين مصرعهن، وإذا كان زوجك يهدد حياتك، فأنتِ بحاجة إلى المغادرة والسعي للأمان.لقد حظيت وفاة نواشوكو باهتمام كبير من وسائل الاعلام والأجهزة التي تتولى تنفيذ القانون، لكن هناك عدد لا يحصى من النساء الأخريات اللاتي يعانين العنف المنزلي بدون عدالة، ويحتاج القادة الدينيون والسياسيون وقادة المجتمع المدني إلى تكثيف جهودهم لإنهاء هذه الآفة، ولا يمكننا أن ننتظر ظهور قضية شهيرة أخرى للفت الانتباه إلى هذه المسألة فلقد طفح الكيل.* تيجاني سلامي طبيب وخبير في الصحة الإنجابية ومؤسس «مبادرة مشروع سيسترز كايرغيفرز بروجيكت» التي تقدم الدعم الطبي والاجتماعي للنساء، وجين أوتاي عاملة تنموية في كينيا وتقود مبادرة «ايمبورد غيرلز» لتمكين الفتيات.* تيجاني سالامي وجين أوتاي