توافق فرنسي - بريطاني على تأسيس «المنظمة الأوروبية»

• «قمة السبع» تبحث أزمة الغذاء والطاقة وسبل مساعدات الدول المتضررة وتضيّق الخناق على ذهب روسيا
• شويغو يتفقّد قواته في أوكرانيا وبوتين يُقيل «جزّار حلب»... وسفن حربية أميركية تصل إلى أوديسا

نشر في 27-06-2022
آخر تحديث 27-06-2022 | 00:07
في خطوة تسعى إلى مناقشة فرض المزيد من العقوبات على موسكو، انطلقت أعمال قمة مجموعة السبع التي تستمر 3 أيام على خلفية أكثر قتامة من العام الماضي، عندما التقى زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة للمرة الأولى منذ بداية جائحة كورونا.

مع دخول أكبر المعارك البرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية شهرها الخامس، ومع بدء التحالف الغربي الذي يدعم كييف في إظهار علامات على الإجهاد والتعب، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم، أن الغرب يجب أن يبقى موحّدًا في مواجهة الحرب الروسية على أوكرانيا في وقتٍ يعيش العالم أزمة بدءا من حرب أوكرانيا، مرورا بالمناخ، وصولا إلى الأمن الغذائي ونقص الطاقة.

جاء كلام بايدن خلال استقبال المستشار الألماني أولاف شولتس زعماء الدول الصناعيّة السبع الكبرى (ألمانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة) G7 في منتجع قصر إلماو عند سفح أعلى جبال الألب البافارية بجنوب المانيا، في قمة تستمر 3 أيام.

والموقع الساحر لقلعة إلماو غير البعيدة عن الحدود النمساويّة، سيُوفّر لزعماء الدول الـ 7 إمكان التقاط صور جميلة، غير أنّها لن تُنسي العالم الأزمات المتعدّدة التي يعيشها حاليًا.

ونُشر آلاف من رجال الشرطة لضمان أمن القمة. وأبدى بايدن وشولتس تفاهمًا، ووقفا مبتسمَين أمام عدسات الكاميرات.

وقال بايدن لشولتس: «علينا أن نبقى معًا»، معتبراً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «كان يأمل في أن ينقسم حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع بطريقة ما، لكنّنا لم نفعل ولن نفعل ذلك».

وأشاد الرئيس الأميركي بشولتس، معتبرا أنه كان له «تأثير رائع على سائر أوروبا للتحرك، خصوصًا في ما يخصّ أوكرانيا».

الذهب الروسي

وفي أول قرارات صدرت عن القمة، أمس، أعلن أعضاء «السبع» حظراً على واردات الذهب الروسي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بيان «الإجراءات التي أعلناّ عنها ستستهدف بشكل مباشر الأثرياء الروس، وتضرب قلب آلة بوتين الحربية».

وأضاف: «نحتاج إلى حرمان نظام بوتين من التمويل. وهذا ما تفعله المملكة المتحدة وحلفاؤنا تماما».

ورغم أنهم سيرغبون في تجنّب فرض عقوبات قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتفاقم أزمة تكلفة المعيشة التي تؤثر على شعوبهم، سيسعى زعماء «السبع» إلى إظهار جبهة موحدة لدعم أوكرانيا، ما دام ذلك ضروريا وزيادة الضغط على «الكرملين».

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن «الرسالة الرئيسية من مجموعة السبع ستكون الوحدة وتنسيق العمل».

ومن المتوقع أيضا أن يناقش زعماء المجموعة خيارات للتصدي لارتفاع أسعار الطاقة واستبدال واردات النفط والغاز الروسية وتغير المناخ وتزايد قوة الصين، وكذلك صعود الاستبداد وسبل مساعدات الدول المتضررة.

وتتوقع الجهات الفاعلة في مجال المناخ أيضا تقدّما ملموسا من مجموعة السبع، بما في ذلك «التخطيط» للتخلص بشكل كامل من الوقود الأحفوري.

وبدأ قادة الدول السبع محادثاتهم بجلسة حول الاقتصاد العالمي الذي يعاني تضخما متسارعا مرتبطا خصوصا بارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

وتهدف مشاركة إندونيسيا والهند والسنغال وجنوب إفريقيا والأرجنتين، وهي اقتصادات ناشئة معرّضة بشكل خاص لخطر نقص الغذاء وأزمة المناخ، في القمة إلى صياغة ردود مشتركة على هذه التحديات.

وقال الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو إنه سيحضّ نظيريه الروسي والأوكراني على بدء حوار خلال مهمة سلام في الدولتين المتحاربتين، وإنه سيطلب من بوتين أن يأمر بوقف فوري للنار.

تباين بريطاني ـ فرنسي

وفي أقوى تباين في موقفَي الحليفين التقليديين، حذّر رئيس الوزراء البريطاني، أمس، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من «أي محاولة للتوصل إلى حلّ تفاوضي في أوكرانيا سيؤدي إلى إطالة حالة انعدام الاستقرار العالمي، ومنح بوتين الحق في التلاعب بالدول ذات السيادة والأسواق الدولية إلى الأبد».

ورغم هذا التباين، أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أن الزعيمين توافقا على أن الوقت الحالي هو «لحظة حساسة في تطوّر النزاع، وأنه من الممكن قلب مسار الحرب»، في حين اعتبر مسؤولون فرنسيون أن الزعيمين قررا تنحية خلافاتهما وتحسين علاقتهما وتركيز جهودهما المشتركة على مساعدة أوكرانيا.

وربت كل زعيم على كتف الآخر، وتبادلا الابتسامات والدعابات في بداية اجتماعهما، مما يشير إلى بدء علاقة أكثر دفئا بعد مرور عام شهد خلافا بين الحليفين المقربين حيال عدة قضايا، كان آخرها في روما حول حقوق الصيد.

إلى ذلك، بدأت التظاهرة المناوئة لقمة السبع في مدينة جارميش- بارتنكيرشن القريبة من مكان انعقاد القمة، بينما نشرت الشرطة نحو 18 ألفا من أفرادها في المنطقة لتأمين القمة.

قصف كييف

وفي أول هجوم من نوعه على المدينة منذ أسابيع، أصابت صواريخ روسية مبنى سكنيا وروضة أطفال في العاصمة الأوكرانية كييف، أمس، في ضربات استنكرها الرئيس بايدن ووصفها بـ «الهمجية».

وكانت الحياة تعود إلى طبيعتها في كييف، بعد أن أعاقت المقاومة الشرسة التقدم الروسي في المرحلة الأولى من الحرب، رغم إطلاق صفارات الإنذار بشكل متكرر في جميع أنحاء المدينة.

بدوره، أفاد الجيش الأوكراني بوصول 6 سفن حربية و18 زورقاً من الولايات المتحدة للمساعدة في حماية السواحل الأوكرانية في أوديسا على البحر الأسود.

وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني إن قواتها قصفت بصواريخ «هيمارس» الأميركية أهدافا للعدو داخل الأراضي الأوكرانية، وبثت مشاهد لما قالت إنها بداية عملية استخدام منظومة «هيمارس» داخل الأراضي الأوكرانية.

شويغو و»جزار حلب»

في غضون ذلك، تفقّد وزير الدفاع، الجنرال سيرغي شويغو، وحداته في أوكرانيا حسبما أفادت وزارة الدفاع الروسية.

ونشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر شويغو وهو يهبط من طائرة مرتديا زيا عسكرياً، ثم وهو يتحدث مع مسؤولين عسكريين. وأضافت أن الوزير قلّد أوسمة لمجموعة من العسكريين، تقديرا للجهود التي بذلوها «في العملية العسكرية الخاصة».

وتأتي زيارة شويغو بعد يوم من كشف صحيفة تليغراف البريطانية، أن بوتين أقال قائد القوات الروسية في أوكرانيا، الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الملقب بـ «جزار حلب»، نتيجة التقدم البطيء في دونباس.

وذكرت الصحيفة أن تقارير أفادت بأن دفورنيكوف شوهد مخمورا أكثر من مرة، وفقد ثقة بوتين.

وبينت أنه «في حال تأكدت أنباء إقالة دفورنيكوف، فإن هذا سيمثل تغييرا رئيسيا آخر تشهده القيادة العسكرية الروسية خلال وقت قصير، مما يشير إلى أن بوتين غير راضٍ عن تطورات الحرب في أوكرانيا».

تسليح بيلاروسيا

وغداة اتهام كييف لموسكو بسعيها إلى جرّ مينسك إلى الحرب، أعلن الرئيس الروسي أن بلاده ستسلم «في الأشهر المقبلة» بيلاروسيا صواريخ من طراز «إسكندر-إم» قادرة على حمل شحنات نووية.

وفي تصريحات يمكن أن تزيد من توتر العلاقات بين موسكو والغربيين، قال الرئيسان الروسي والبيلاروسي إنهما يريدان تحديث الطيران البيلاروسي لجعله قادرا على حمل أسلحة نووية.

back to top