بيلاروسيا قد تنزلق للحرب الأوكرانية

لندن تتخوف من إجبار كييف على القبول بـ «سلام سيئ»

نشر في 26-06-2022
آخر تحديث 26-06-2022 | 00:00
عجوز أوكرانية تتلقى اتصالاً بينما يتصاعد دخان القصف من قرية في دونيتسك (أ ف ب)
عجوز أوكرانية تتلقى اتصالاً بينما يتصاعد دخان القصف من قرية في دونيتسك (أ ف ب)
اتّهمت كييف، أمس، موسكو بأنها تريد «جرّ» بيلاروسيا، حليفتها الدبلوماسية، إلى الحرب، بعدما أعلنت أن صواريخ روسية أُطلقت من أراضي بيلاروسيا المجاورة على بلدة أوكرانية. وأكدت القيادة العامة للاستخبارات الأوكرانية التابعة لوزارة الدفاع، أن «الضربة مرتبطة بشكل مباشر بالجهود التي يبذلها الكرملين لجرّ بيلاروسيا إلى الحرب في أوكرانيا كطرف مشارك في النزاع».

وأشارت إلى «سقوط 20 صاروخاً استهدفت قرية ديسنا وأُطلقت من أراضي بيلاروسيا وأيضاً من الجوّ».

وتأتي هذه الضربة في وقت التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في سان بطرسبورغ في روسيا، أمس، قبل زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مينسك الخميس والجمعة المقبلين.

وفي تصعيد للخلاف بشأن القيود على شحن السلع إلى جيب كالينينغراد الروسي، اعتبر دميتري روغوزين، رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس)، أمس، أن خطوة ليتوانيا تعني أن فيلينوس نفسها أجبرت موسكو على التشكيك في شرعية حدودها. وأوضح أن السماح للسلع بالمرور بدون إعاقة كان شرطاً من قبل روسيا للاعتراف بحدود ليتوانيا، وعند انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، وقال: «ليتوانيا لم تطلق النار على نفسها في الساق فحسب، ولكن أيضاً في الرأس».

انسحاب وسلام سيئ

ميدانياً، وبعد انسحاب القوات الأوكرانية من مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية الغنية بالمناجم في شرق أوكرانيا، طالب القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني، في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي الجنرال مارك ميلي «ضرورة تحقيق التكافؤ في القوة النارية مع العدو»، مؤكداً أن ذلك «سيسمح لنا بتثبيت الوضع في منطقة لوغانسك التي تتعرض لأكبر تهديد».

وشهدت مدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك والمطوقة بشكل شبه كامل معارك شوارع عنيفة، فيما زعمت وزارة الدفاع الروسية أمس، أنها قتلت «نحو 80 من المرتزقة البولنديين في منطقة دونيتسك، في حين شبهت قرينة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية التي تحتل بلادها بـ «إرهابيي داعش»، واتهمت القوات الروسية بارتكاب جرائم جنسية في أوكرانيا.

من ناحيته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، إنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطاً للموافقة على اتفاق سلام مع روسيا لا يصب في مصلحتها.

وأوضح أثناء مشاركته في قمة مجموعة دول الكومنولث في العاصمة الرواندية كيغالي، «تقول دول كثيرة إن هذه حرب أوروبية غير ضرورية ومن ثم فإن الضغط سيزداد لتشجيع، وربما إجبار الأوكرانيين، على قبول سلام سيئ».

وأشار جونسون إلى أن عواقب نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شق طريقه في أوكرانيا ستكون خطرة على الأمن العالمي، و«كارثة اقتصادية طويلة الأمد».

إلى ذلك، حضر ملف الحرب الأوكرانية وتداعياتها الاقتصادية في قمة مجموعة القوى الاقتصادية السبع الكبرى والمكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان في مدينة إلماو في جبال الألب البافارية.

وأعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس جو بايدن الذي سافر إلى ألمانيا، «سيبحث وقادة السبع جملة من أكثر القضايا العالمية إلحاحاً، بما فيها الدعم الراسخ لأوكرانيا ديموقراطية وذات سيادة ومزدهرة، ومعالجة أزمة الغذاء والطاقة الناجمة عن الحرب الروسية، وتعزيز القيم المشتركة، وأولويات أخرى مثل معالجة أزمة المناخ، وتنمية البنية التحتية، والأمن الصحي العالمي، وتشكيل قواعد الطريق للاقتصاد والتكنولوجيا للعقود المقبلة». وتجمع آلاف المتظاهرين قرب موقع القمة، في حين نشرت الشرطة 18 ألف من عناصرها.

وبعد اختتام القمة السبع، سيجتمع قادة 30 دولة في «الناتو» في قمتهم السنوية التي تعقد من الأربعاء إلى الخميس في مدريد.

ودعا مارتن فريك، مدير برنامج الأغذية العالمي الألماني، التابع لوكالة الغذاء الأممية، أمس، مجموعة السبع الى زيادة المساعدات الإنسانية للمساعدة في معالجة أزمة الجوع العالمية.

وقال «الجوع يمكن أن يزعزع استقرار الدول ومن ثم فهو قضية سلام وأمن رئيسية»، مشيراً إلى أن «تضخم أسعار المواد الغذائية الحالي الذي يتجاوز 25% في 36 دولة يمثل قنبلة موقوتة».

جاء ذلك، غداة استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتباساً شهيراً لملكة فرنسا ماري أنطوانيت «إذا لم يكن لديهم الخبز، فليأكلوا الكعك»، لوصف تعامل الغرب مع أزمة الحبوب.

back to top