قمم دعم لأوكرانيا... وبايدن يحضر لتعبئة طويلة المدى

كييف تتسلم صواريخ «هيمارس»... وأوروبا تضعها ومولدوفا على طريق طويل نحو عضوية «الاتحاد»

نشر في 24-06-2022
آخر تحديث 24-06-2022 | 00:04
متظاهرون يرفعون الأعلام الأوكرانية خارج مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس  (أ ف ب)
متظاهرون يرفعون الأعلام الأوكرانية خارج مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس (أ ف ب)
فيما من المتوقّع أن تقدّم مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمّتها المرتقبة في ألمانيا مجموعة مقترحات ملموسة لزيادة الضغط على روسيا ولإظهار الدعم الجماعي لكييف، يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن لتعبئة صفوف الغربيين على المدى الطويل في إطار الغزو الروسي لأوكرانيا وسط تراجع نفوذه الدبلوماسي ورصيده السياسي.
كيف يمكن للرئيس الأميركي جو بايدن تعبئة صفوف الغربيين على المدى الطويل في إطار الحرب في أوكرانيا بينما يتراجع نفوذه الدبلوماسي ورصيده السياسي؟ إلا أن بايدن يريد تحقيق ذلك خلال قمتي جموعة السبع وحلف شمال الأطلسي.

ويتوجه الرئيس الديموقراطي البالغ 79 عاماً غداً إلى ألمانيا التي تستضيف اجتماع الدول الصناعية السبع الكبرى، أي الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة وكندا، وينتقل بعدها إلى إسبانيا حيث يعقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) قمته. ويدرك بايدن تماماً ما ينتظره خلال الاجتماعين.

وكان بايدن قال قبل فترة قصيرة خلال حدث نقابي: «أينما توجهت في العالم للقاء مع مسؤولين آخرين أتعرفون ماذا يقولون لي؟ ينظرون إلي وأقول لهم: الولايات المتحدة عادت. وينظرون إلي ويسألون: إلى متى؟».

ويمكن طرح السؤال على الشكل التالي أيضاً: إلى متى سيكون بايدن قادراً على تنشيط الرد في مواجهة روسيا على شكل شحنات كثيفة من الأسلحة والعقوبات الاقتصادية القاسية؟

ويأتي ذلك فيما أسعار الطاقة والأغذية تشهد ارتفاعاً صاروخياً في العالم جراء تداعيات الحرب في أوكرانيا والعقوبات وجائحة «كورونا».

وقال بايدن، أمس الأول، «في مرحلة ما سيتحول الوضع إلى من يصبر أكثر: ما يمكن لروسيا أن تتحمله وما تريد أوروبا تتحمله».

يضاف إلى ذلك أيضاً ما تنوي الولايات المتحدة تحمله. فالحيز المخصص لتغطية الحرب في أوكرانيا يتقلص في النشرات الإخبارية الأميركية مقارنة مع الأنباء حول الركود والتضخم واسعار الوقود القياسية.

وحتى الان، نجح بايدن في حجب هذه الأوضاع الحرجة، على الساحة الدولية.

ففي ألمانيا، يعول على إعلان «اقتراحات ملموسة لتشديد الضغوط على روسيا» على ما قال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية. وأوضح أن «موضوع الطاقة التي ترتفع أسعارها بشكل صاروخي، ستكون في قلب المحادثات». وسيشكل هذا الأمر بالنسبة لمجموعة السبع عودة إلى البدايات إذ انها شكلت للاستجابة للصدمات البترولية في السبعينيات.

مفهوم استراتيجي جديد

لكن الأجواء تغيرت منذ الجولة الأخيرة لبايدن في أوروبا في مارس، عندما أبرزت الدول الغربية في وحدتها بشكل ظاهر.

فقد شهد النزاع في أوكرانيا تحولاً مع تركيزه على شرق البلاد وأصبح حرب تموضع.

وشدد ماكس برغمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «حالة الرضا في البداية عندما كنا نرسل (إلى الجيش الأوكراني) أسلحة صغيرة بأسعار زهيدة نسبياً وعتاداً مضاداً للدروع يجب أن تتحول إلى دعم أكثر متانة وعلى المدى الطويل».

وقال الخبير: «سيكون ذلك صعباً جداً للجيوش الأوروبية. وسيكون هذا تحدّ لنشاط في الولايات المتحدة.

ومن التحديات الأخرى التي يواجهها بايدن، المحافظة على الاندفاع في»الناتو«واستغلال وجوده في مدريد لتسوية مسألة معقدة.

فتركيا تهدد بتعطيل انضمام السويد وفنلندا إلى»الناتو«الذي تدعمه الولايات المتحدة بقوة. لكن مسؤولاً رفيع المستوى في البيت الأبيض أكد أن واشنطن تبقى»متفائلة«حول قدرة التوصل إلى تسوية مع أنقرة.

وإلى جانب الوضع مع روسيا، يريد بايدن أن يجد دعماً لأولويته الاستراتجية الكبرى وهي تشكيل جبهة موحدة في وجه الصين.

وقال البيت الأبيض إن ذلك سينعكس من خلال إقرار حلف شمل الطلسي» مفهوما استراتيجيا«جديدا يذكر للمرة الأولى التحديات التي تشكلها بكين. وتريد الدول الصناعية الكبرى إطلاق «شراكة» حول المنشآت مع الدول النامية التي تشهد استثمارات صينية ضخمة.

«خطة مارشال»

وفي وقت تستمر المعارك في أكثر من جبهة بأوكرانيا، دعت ألمانيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى قمة مجموعة السبع من أجل الاتفاق على «خطة مارشال لأوكرانيا».

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، إن مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا»ما زالت بعيدة لأن الرئيس فلاديمير بوتين ما زال يعتقد أن بإمكانه إملاء السلام».

وفي إشارة إلى المبادرة الأميركية التي قدّمت بموجبها الولايات المتحدة مليارات لإعادة بناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية، قال المستشار الألماني إنه دعا الرئيس الأوكراني إلى المشاركة في قمة مجموعة السبع التي تبدأ الأحد المقبل من أجل»الاتفاق على خطة مارشال لأوكرانيا«.

ومشروع مارشال الشهير هو خطة اقتصادية أُطلقت بمبادرة من وزير الخارجية الأميركي السابق جورج مارشال، من أجل مساعدة البلدان الأوروبية على إعادة إعمار ما دمرته الحرب العالمية الثانية وبناء اقتصاداتها من جديد، وذلك عبر تقديم هبات عينية ونقدية بالإضافة إلى حزمة من القروض الطويلة الأمد.

في غضون ذلك، يستعد قادة دول الاتحاد الأوروبي لتصنيف كل من أوكرانيا ومولدوفا كمرشحين رسميين لعضوية الاتحاد الأوروبي في قمة بدأت أمس وتستمر اليوم في بروكسل.

وتأتي هذه الخطوة الرمزية للغاية وسط تواصل الغزو الروسي، بعد أشهر من الضغط من جانب أوكرانيا التي مزقتها الحرب وجارتها اللصيقة مولدوفا لبدء عملية طويلة للانضمام إلى التكتل المكون من 27 عضوا.

ويمكن أن تستمر عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهي عملية مشحونة سياسيا ومعقدة من الناحية القانونية، لسنوات عدة، تجتاز خلالها الدول الطامحة عددا لا يحصى من المتطلبات حتى يتم اعتبارها مرشحا مقبولا.

وينظر إلى التقدم الذي أحرزته أوكرانيا والدعم الواسع الذي تتمتع به بين أعضاء التكتل، ومن بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا، في ضوء الغزو الروسي، على أنه أمر غير مسبوق.

ورغم ذلك، فإن الدعم الواسع النطاق لا يؤدي إلا إلى تسليط الضوء على الإحباطات التي تغلي في بلدان غرب البلقان بسبب افتقارها إلى التقدم.

وبينما لا تزال المعارك محتدمة في إقليم دونباس شرق اوكراني، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف،امس، إن منظومة راجمة الصواريخ»هيمارس«التي أرسلتها الولايات المتحدة وصلت إلى كييف.

وأضاف:»شكرا لزميلي وصديقي وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على هذه الأدوات القوية، الصيف سيكون حارا على المحتلين الروس. وسيكون الأخير بالنسبة لبعضهم».

المانيا تدعو إلى خطة مارشال لأوكرانيا من أجل إعادة البناء والاعمار
back to top