قراءة في خطاب سمو ولي العهد

ومن ذلك أيضاً الاحتكام للدستور وحل مجلس الأمة حلاً دستورياً والدعوة لانتخابات عامة، وأنه لن تتدخل السلطة في اختيار رئيس مجلس الأمة القادم ولا في اختيار لجانه، وحمّل الشعب مسؤولية الاختيار الصائب لممثليهم، وأهمية التفاهم والتعاون من قبل السلطتين مستقبلاً لما فيه مصلحة البلاد واستقرارها.ولا شك لدينا في أن خطاباً كهذا يدشن مرحلة جديدة للحكم في الدولة، وهو ما كان الشعب يتوق إليه، بل كان يترقبه نظراً لما كان يتردد في أروقة الحكم من توجهات في هذا الصدد من مؤشرات تؤكد ذلك، ولئن أبدينا ما حمله الخطاب من مبشرات وتطمينات، فإننا أيضاً نود التأكيد على أهمية الحرص على الضوابط والإجراءات الدستورية في ترتيبات الحل والانتخابات لتجنب المثالب والطعون، وتوفير ضمانات مهمة تعزز نزاهة الانتخابات وتجاوز التأثيرات السلبية المعروفة لضمان انتخابات نزيهة وحرة استكمالاً لتوجهات القيادة السياسية الرشيدة، وكذلك عدم التأخر في حل المجلس وإجراء الانتخابات حتى يتم تجنب أية معوقات أو معضلات تنال من سلامة الانتخابات قانونياً، ولعله من نافلة القول أن يأتي في إطار توجه سموه في الخطاب اختيار رئيس وزراء ووزراء مميزين ممن يكونون قادرين على تحمل مسؤوليات المرحلة القادمة، مع منحهم ثقة القيادة السياسية لممارسة مسؤولياتهم بثقة واقتدار واستقلالية، وعدم النزول عند الرغبات النيابية والشعبية الضارة التي تُفقِد الحكومة نديتها، بل أن تكون مصلحة البلد حاضرة أمام أعينهم، بلا تردد أو خوف من المسؤولية.