روسيا للأوروبيين: لن نصمت على «حصار كالينينغراد»

● «اليد اليمنى» لبوتين: أحبطنا محاولة «ألمانية» لإقامة حكم ذاتي في الجيب الروسي

نشر في 22-06-2022
آخر تحديث 22-06-2022 | 00:04
جنود أوكرانيون يطلقون الرصاص تكريماً لرفيقهم الذي قُتل في منطقة دونيتسك  (أ ف ب)
جنود أوكرانيون يطلقون الرصاص تكريماً لرفيقهم الذي قُتل في منطقة دونيتسك (أ ف ب)
تعهدت روسيا برد قوي على وقف ليتوانيا مرور بضائع إلى جيب كالينينغراد الروسي على بحر البلطيق، الذي تفصله عنها أراضي بيلاروس وممر سوالكي الضيق بين بولندا وليتوانيا. واتهم مساعد بوتين الأوثق، ألمانيا بتمويل أنشطة لانفصال هذا الجييب الاستراتيجي الذي احتفظت به روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بسبب موقعه على بحر البلطيق.
شدّدت موسكو لهجتها حيال ليتوانيا فتوعّدتها بـ «تدابير ذات عواقب سلبية وخطيرة على سكانها»، بعدما فرضت فيلنيوس في نهاية الأسبوع قيوداً على عبور قطارات الشحن المحمّلة بضائع خاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي أراضيها إلى جيب كالينينغراد الروسي الاستراتيجي الواقع في غرب أوروبا والمطلّ على بحر البلطيق.

وقال أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الذي يعد اليد اليمني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن موسكو «سترد بلا شك على أعمال ليتوانيا العدوانية، ويتم بحث التدابير المناسبة في الهيئات الروسية وسيتم تبنيها في القريب العاجل، وستؤثر عواقبها تأثيراً سلبياً وخطيراً على سكانها».

وأشار أثناء مشاركته في اجتماع بشأن مسائل الأمن القومي لشمال غربي روسيا عقد أمس، في كالينينغراد، إلى أن سلطات بلاده تمكنت من وقف أنشطة منظمات غير تجارية بشمال غربي روسيا كانت تموّل من الغرب، قائلاً: «تم خلال ذلك تحييد محاولات إنشاء ما يسمى بمنطقة حكم ذاتي ألمانية في مقاطعة كالينينغراد بتمويل من ألمانيا».

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إنها أبلغت هذا الموقف لممثل الاتحاد الأوروبي ماركوس ايديرير الذي سلمته احتجاجا شديد اللهجة.

وشدد البيان على رفض هذه الإجراءات التي تُشكّل «انتهاكاً فظاً لالتزامات الاتحاد الاوروبي ومن شأنها أن تؤدي إلى تصعيد التوتر».

في المقابل، قال ايديرير ان «الحديث لا يدور حول فرض عقوبات على عبور الأفراد والبضائع غير المشمولة بالعقوبات إلى كالينينغراد».

وأوضح أن «ليتوانيا لا تتخذ إجراءات أحادية الجانب ضد روسيا بل تنفذ العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي»، داعياً في الوقت نفسه الجانب الروسي إلى «تجنب التصعيد والحفاظ على ضبط النفس ومعالجة القضية بالوسائل الدبلوماسية».

يأتي ذلك بعد يوم من استدعاء القائمة بأعمال ليتوانيا إلى وزارة الخارجية الروسية.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، قالت في وقت سابق «آمل أن يكون لدى الليتوانيين بعض بقايا الاحتراف في تقييم الوضع، يجب أن يفهموا العواقب، وستأتي العواقب للأسف».

ليتوانيا تُبرّر

وفي محاولة لتبرير قرارها، أعلنت رئيسة وزراء ليتوانيا إنغريد شيمونيتي، أمس، أن بلادها لا تهدف إطلاقاً إلى التصعيد بفرض حظر على عبور البضائع إلى كالينينغراد، إنما تمتثل لقرارات الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات، مشيرة إلى سريان الاتفاق الثلاثي بين بلادها وروسيا والاتحاد الأوروبي بشأن نقل الركاب.

وكانت ​السكك الحديدية​ الليتوانية أخطرت سكة حديد كالينينغراد بوقف عبور عدد من السلع الخاضعة لعقوبات ​​الاتحاد الأوروبي​​ اعتباراً من 18 الجاري.

يذكر أن روسيا بسطت سيطرتها على إقليم كالينينغراد في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ونقلت وكالة أنباء «بي إن إس» الليتوانية عن رئيسة الوزراء إنغريدا سيمونيتا قولها في فيلنيوس أمس «ليس هناك حظر في كالينينغراد. تم تطبيق عقوبات منذ مطلع الأسبوع الماضي على بعض البضائع المدرجة ضمن ما يطلق عليه حزمة العقوبات، بالتحديد على الصلب والفلزات الحديدية».

وأضافت: «يتم نقل جميع البضائع غير المدرجة ضمن العقوبات أو التي لم تخضع بعد للعقوبات، إضافة إلى نقل الركاب بموجب اتفاق خاص بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وليتوانيا»، موضحة أن القواعد الخاصة السارية على السفر عبر ليتوانيا للمواطنين الروس ما زالت مطبقة كبادرة حسن نية.

وبينما يتواصل الهجوم الروسي على منطقة دونباس «من دون توقف» بحسب السلطات الأوكرانية، التي تحدّثت أمس، عن «دمار كارثي» في ليسيتشانسك المجاورة لمدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية حيث يتحصّن نحو 570 شخصاً في مصنع آزوت الكيماوي، أعلن زعيم منطقة سيفيرودونيتسك رومان فلاسينكو، أن الروس «باتوا يسيطرون بشكل كامل على بلدة توشكيفكا» الواقعة على خطّ الجبهة في دونباس بشرق أوكرانيا، على بُعد بضعة كيلومترات من سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك حيث تستعر المعارك.

من ناحيته، أكد حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي أمس، أن «الروس يريدون السيطرة على كامل منطقة لوغانسك التي يسيطرون أصلًا على الجزء الأكبر منها، قبل 26 يونيو، لكنّهم لن يتمكنوا من ذلك خلال 5 أيام».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤولين أميركيين، أنهم «يتوقعون أن تستولي روسيا خلال أيام على لوغانسك بأكملها».

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت هجوماً للجيش الأوكراني على جزيرة الأفعى ذات الأهمية الاستراتيجية في شمال غربي البحر الأسود التي تحتلها القوات الروسية، كما أنها ردت بقصف صاروخي لمطار قرب أوديسا الساحلية، على الهجوم الأوكراني أمس الأول، على منصات نفطية في البحر الأسود قبالة شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في عام 2014.

وتعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الأوكراني ​دميتري كوليبا​، التي اعتبر فيها أنه حتى إذا توقف تدفق إمدادات الأسلحة الغربية، فإن بلاده ستواصل محاربة روسيا «بالمجارف»، قال رئيس ​مجلس الدوما ​ ​فياتشيسلاف فولودين​: «بمجرد أن يوقف ​الناتو إمدادات الأسلحة، التي تجني أرباحاً منها، ويتوقف عن إرسال المرتزقة، فستهرب في غضون 24 ساعة»، مضيفاً: «بالنسبة لك، فإن الوضع الحالي في أوكرانيا هو برنامج تلفزيوني آخر. وإذا حملت مجرفة بين يديك للمرة لااولى في حياتك، فسيكون ذلك فقط لالتقاط صورة».

وفي جنوب أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن «خبراء وحدات بثّ القوات المسلحة الروسية غيّرت إعدادات آخر برج من بين 7 أبراج في منطقة خيرسون، لتتمكن قنوات التلفزة الروسية من البثّ» في هذه المنطقة التي سيطر عليها الجيش الروسي.

وأشارت إلى أن نحو مليون من سكان المنطقة بات بإمكانهم الآن أن يشاهدوا «مجانًا» القنوات الروسية الرئيسية.

وأكد كيريل ستريموسوف، أحد المسؤولين الجدد الموالين لروسيا في خيرسون، أن روسيا قد تضمّ هذه المنطقة «في الخريف بعد إجراء استفتاء».

وفي سياق متصل، أعلن رئيس أوسيتيا الجنوبية المنتخب حديثا، آلان غاغلويف، أن الجميع في أوسيتيا الجنوبية ينتظر الانضمام إلى روسيا، ولكن لحدوث ذلك من الضروري الامتثال لجميع المتطلبات اللازمة.

وفي كلمة ألقاها خلال لقائه مع خريجي الأكاديميات العسكرية في موسكو، أمس، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ»أفراد الجيش الروسي الذين يبلون بلاء حسناً خلال العملية العسكرية الخاصة في دونباس».

وأعلن عزمه «تحديث الجيش الروسي بأحدث أنواع الأسلحة، وتطوير مختلف الأسلحة الروسية».

كما أعلن بوتين بأن صاروخ «سارمات» سيدخل الخدمة في القوات المسلحة الروسية نهاية العام الجاري.

قتيل أميركي وآخر إسباني

في غضون ذلك، أفادت صحيفة «واشنطن بوست»، بمقتل ثاني مواطن أميركي ويدعى ستيفن زابيلسكي (52 عاماً)، في الأعمال القتالية في أوكرانيا.

من ناحيتها، نقلت وكالة «أوروبا برس»، عن مصادر في وزارة خارجية إسبانيا، إن شاباً اسبانياً يبلغ من العمر 22 عاماً، كان قد توجه إلى أوكرانيا للقتال، لقي مصرعه هناك.

وفي أول تعليق للرئاسة الروسية على قضيتي المحاربين الأميركيين المخضرمين ألكسندر درويك وآندي هوين، اعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أنّ الأميركيين المعتقلين خلال قتالهما الى جانب الجيش الأوكراني «هما من المرتزقة وهدّدا حياة الجنود الروس ويجب أن يحاسبا على هذه الجرائم»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن استبعاد عقوبة الإعدام بحقهما، لكن القرار بيد المحكمة».

سقوط لوغانسك خلال أسابيع وضم خيرسون في الخريف
back to top