غموض سياسي بعد خسارة ماكرون «الأغلبية»

نجاح نسبي لميلونشون... ولوبن تحتفل بتسونامي المقاعد

نشر في 20-06-2022
آخر تحديث 20-06-2022 | 20:52
زعيمة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتشدد مارين لوبن بعد إعلان النتائج 	(أ ف ب)
زعيمة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتشدد مارين لوبن بعد إعلان النتائج (أ ف ب)
دخلت فرنسا مرحلة من الغموض السياسي، بعد خسارة الرئيس إيمانويل ماكرون الأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية، وتحقيق اليمين المتشدد فوزاً تاريخياً، فيما سيشكل اليسار الذي حل ثانياً معارضة قوية.

وبعد أقل من شهرين على إعادة انتخابه، ليكون أول رئيس فرنسي يفوز بولاية ثانية منذ أكثر من عقدين، وجد ماكرون نفسه في وضع غير مسبوق عملياً، إذ نادراً ما فشل رئيس منتخب حديثاً في الحصول على أكثرية نيابية، وهو ما يُنذر بفترة انعدام يقين وربما عدم استقرار، وسيفرض على الرئيس أن يجد تحالفات لتنفيذ برنامجه الإصلاحي خلال السنوات الخمس المقبلة.

وحسب النتائج النهائية، حصل ائتلاف ماكرون على 245 مقعداً من أصل 577 في الجمعية الوطنية بعيداً عن الأغلبية المطلقة المتمثلة بـ 289 مقعداً، وفاز ائتلاف اليسار بقيادة الزعيم اليساري الراديكالي جان لوك ميلونشون بـ 131 نائباً، في حين تقدم حزب «التجمع الوطني» اليميني المتشدد بزعامة مارين لوبن بفوزه بـ 89 نائباً على حزب «الجمهوريون» اليميني التقليدي الذي 61 نائباً.

وحقق تحالف اليسار بجميع أطيافه والبيئويين برئاسة ميلونشون البالغ من العمر 70 عاماً، نجاحاً مهماً، لكنه نسبي، نظراً لطموحات الأخير الذي أراد أن تكون الانتخابات التشريعية «مطية» لوصوله إلى رئاسة الحكومة. وبحصول هذا التحالف على ثاني أكبر عدد من النواب، فقد فرض ميلونشون نفسه المعارض الأول للرئيس ليس إلا.

بيد أن الفائز الأكبر هو قطعاً «التجمع الوطني» الذي حصد «تسونامي» من المقاعد، بحيث سيشكل للمرة الأولى بتاريخه القوة السياسية الثالثة وسيكون أكبر قوة يمينية في البرلمان قبل «الجمهوريين».

وفي تعليقها على نتائج الانتخابات، أكدت لوبن التي احتفلت مع أنصارها في منطقة هينين-بومون شمال البلاد، إن الكتلة البرلمانية الجديدة هي «الأكثر عدداً بفارق كبير في تاريخ عائلتنا السياسية»، وتعهدت ممارسة «معارضة حازمة» و«مسؤولة وتحترم» المؤسسات.

عملياً، أمام تحالف ماكرون خياران هما: إما أن يبرم اتفاقاً مع أحزاب أخرى وتشكيل ائتلاف حكومي على غرار الاتفاقات الحكومية في ألمانيا، أو أن يخوص معركة نيابية ويتفاوض على كل تشريع وعلى كلّ نصّ يريد تمريره. وقد مد تحالف ماكرون اليد لليمين الجمهوري بالفعل.

وإذا كانت فكرة التوصل الى ائتلاف حكومي التي طرحها بعض قادة اليمين رفضت من قيادة «الجمهوريين»، فإن النقاش يمكن أن يفتح مجدداً في الحزب الذي تعهد بعدم القيام بعرقلة منهجية.

وقال زعيم الحزب كريستيان جاكوب: «لقد خضنا حملة في صفوف المعارضة، نحن في المعارضة وسنبقى في المعارضة»، إلا أن الأمين العام للحزب أوريليان برادييه، أعلن أنه لن يصوت على مذكرة لحجب الثقة عن الحكومة الحالية التي يريد «تنظيم ميلونشون» طرحها.

وقال مانويل بومبار أحد قادة «فرنسا الأبية» بزعامة ميلونشون، إن «الحكومة كما شكلت من قبل ماكرون لا يمكن أن تستمر في الحكم كما وكأن شيئاً لم يحصل».

رغم ذلك، وضعت النتائج البرلمان في قلب اللعبة السياسية في فرنسا، في سابقة في ظلّ الجمهورية الخامسة، النظام الذي وضعه الجنرال ديغول عام 1958 بالتحديد لتجنّب عدم الاستقرار في النظام البرلماني الذي كان سائداً في ظلّ الجمهورية الرابعة.

في هذه الأثناء، ينبغي على النواب الذين انتُخبوا الأحد للمرة الأولى ومن بينهم شخصيات رمزية حديثة العهد في السياسة على غرار مرشحة الاتحاد الشعبي اليساري راشيل كيكي المولودة في كوت ديفوار، وهي عاملة تنظيفات سابقة أصبحت نائبة عن تحالف اليسار، أن يتسجّلوا ويحصلوا على حقيبة النائب التي تحتوي على الوشاح ذي الألوان الثلاثة.

وفازت كيكي بعد أن تغلبت على وزيرة الرياضة السابقة روكسانا ماسينونو. وعلقت على فوزها أمام مناصريها قائلة «هذا الانتصار تاريخي»، مشبهة ما حصلت عليه بكأس العالم، ومضيفة «سأكون نائبة مثالية، إنني أريد أن أنظف الجمعية الوطنية».

back to top