جو بايدن «عائد» إلى أوروبا وبوتين يرجئ «الخط المباشر»

روسيا تتمسك برفع العقوبات عنها للإفراج عن الحبوب... وأنقرة «تتفهم»

نشر في 09-06-2022
آخر تحديث 09-06-2022 | 00:04
طفلة أوكرانية تلهو على أرجوحة أمام مبنى مدمر في بورودينكا    (أ ف ب)
طفلة أوكرانية تلهو على أرجوحة أمام مبنى مدمر في بورودينكا (أ ف ب)
يعود الرئيس الأميركي جو بايدن الى اوروبا مجدداً نهاية الشهر الجاري لمناقشة الحرب الاوكرانية مع مجموعة السبع والناتو، بينما أجلّ نظيره الروسي برنامج الخط المباشر الذي يُسمح فيه لمواطنين روس بالتواصل المباشر مع الرئيس.
قال البيت الأبيض أمس، إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيسافر إلى شلوس إلماو في جنوب ألمانيا في 25 الجاري لحضور قمة قادة مجموعة السبع ثم إلى مدريد في 28 الشهر لحضور قمة حلف شمال الأطلسي السنوية.

وأشار البيت الأبيض إلى أن «بايدن وقادة مجموعة السبع سيناقشون مجموعة من القضايا العالمية الأكثر إلحاحاً، بما في ذلك دعم مجموعة الدول السبع الراسخ لأوكرانيا ديموقراطية وذات سيادة ومزدهرة، وأزمة الغذاء والطاقة، التي سببتها الحرب العدوانية الروسية»، إضافة إلى «المرونة الاقتصادية الديموقراطية ومعالجة أزمة المناخ والبنية التحتية للتنمية والأمن الصحي العالمي».

وأضاف، في بيان، أن «قمة ناتو ستصادق على مفهوم استراتيجي جديد لتوجيه تحول ناتو خلال العقد المقبل من تعزيز الردع والدفاع إلى بناء المرونة ضد التهديدات العابرة للحدود الوطنية، بما في ذلك السيبرانية والمناخ».

وأعلن المتحدث باسم «الكرملين» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يعقد برنامجه التلفزيوني السنوي «الخط المباشر»، الذي يستقبل فيه أسئلة من الجمهور عبر الهاتف، على الهواء مباشرة، خلال الشهر الجاري، كما جرت العادة.

ولم يتضح ما إذا كان الإرجاء مرتبطا بحرب موسكو مع أوكرانيا، والتي يرى مراقبون أن الجيش الروسي يحقق فيها تقدماً أسوأ بكثير مما كان مخططا له.

في غضون لك، تمسك «الكرملين» أمس، برفع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو حتى يتم تسليم الحبوب الروسية إلى الأسواق الدولية. وأبلغ المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، الصحافيين بأن «الرئيس (فلاديمير) بوتين قال إنه من أجل تسليم كميات الحبوب الروسية إلى الأسواق الدولية، يجب رفع العقوبات المباشرة وغير المباشرة عن روسيا».

وأضاف بيسكوف، أن العقوبات التي فرضها الغرب رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا تؤثر على تأمين الشحن البحري والمدفوعات والوصول للموانئ الأوروبية. وتابع قائلاً «لا توجد مناقشات فعلية» جارية بشأن رفع العقوبات.

وتمثل أوكرانيا وروسيا معاً ما يقرب من ثلث إمدادات القمح العالمية، في حين أن روسيا أيضا مُصدر رئيسي للأسمدة، وأوكرانيا مورد رئيسي للذرة وزيت دوار الشمس.

وتوقفت صادرات الحبوب الأوكرانية بسبب الحصار الروسي لموانئها على البحر الأسود، لكن موسكو تلقي باللائمة في ذلك الوضع على فشل أوكرانيا في إزالة الألغام من الموانئ.

وزعم بيسكوف بأن صادرات الحبوب الأوكرانية لا تشكل سوى جزء بسيط من السوق العالمية، مضيفاً: «على حد علمنا هناك حبوب أقل بكثير مما يقول الأوكرانيون. لا حاجة للمبالغة في أهمية احتياطيات الحبوب هذه وتأثيرها على الأسواق العالمية».

واختتم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زيارة إلى تركيا من دون الإعلان عن انفراجة بشأن مقترح لتدشين ممر لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وسط استمرار غياب الثقة بين روسيا وأوكرانيا. وتواصل كييف وموسكو تبادل الاتهامات بشأن زرع ألغام بحرية قبالة السواحل على البحر الأسود.

وقال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة أمس، «نعلن كل يوم استعدادنا لضمان سلامة السفن التي تغادر الموانئ الأوكرانية إلى خليج البوسفور، ونحن على أهبة الاستعداد للقيام بذلك بالتعاون مع أقراننا الأتراك، لكن الشيء الوحيد المطلوب لحل المشكلة هو أن يدع الأوكرانيون السفن تخرج من موانئهم، إما عبر إزالة الألغام أو عن طريق تحديد ممرات آمنة، ولا شيء أكثر من ذلك».

وقال لافروف إن المشكلة الأساسية هي أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «رفض رفضاً قاطعاً حل مشكلة الألغام بالموانئ».

وأوضح أنه لا يزال ممكناً من الناحية النظرية التوصل لحل، بالنظر إلى وجود عرض تركي للمساعدة في إزالة الألغام أو لضمان سلامة الإبحار.

وتابع: «لن نضع عراقيل أمام تصدير الحبوب من أوكرانيا، والقوات الأوكرانية هي التي تمنع خروج السفن المحملة بالحبوب».

وإذ قلل من المخاوف العالمية بشأن حدوث أزمة غذاء، واصفاً الأمر بأنه «مشكلة صغيرة في الحقيقة»، أقر لافروف بوجود «اختلاف في وجهات النظر مع تركيا»، لكنه أكد العمل على حله.

كما تطرق لافروف إلى الجهود التركية لعقد اجتماع قمة بين الرئيسين بوتين وزيلينسكي، مشيراً إلى أن الأخير «يرغب في اللقاء من أجل اللقاء».

ولفت في هذا السياق إلى أن زيلينسكي كان قد صرح بأنه سيبدأ المحادثات فقط بعد أن تنسحب روسيا إلى ما قبل 24 فبراير، ووصف هذا الأمر بأنه غير «ممكن».

من جانبه، دعا وزير الخارجية التركي إلى إنشاء آلية بين الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا لاستحداث «ممر آمن» في البحر الأسود لنقل الحبوب والمنتجات الزراعية من أوكرانيا وروسيا، مضيفاً أن بلاده ترى أن هذه الآلية «قابلة للتطبيق».

وأعرب عن استعداد بلاده لاستضافة مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وقال: «نرى أجواء أكثر إيجابية مما كانت عليه قبل أسابيع قليلة للعودة إلى المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا».

وصرح جاويش أوغلو بأن بلاده تعتبر أن طلب موسكو رفع العقوبات عن الصادرات الزراعية الروسية لتسهيل الصادرات الأوكرانية «مشروع».

وأكد في الوقت نفسه أن تركيا لن تنضم للدول التي تفرض عقوبات على روسيا.

وفيما يتعلق بالملف السوري، قال لافروف، إن بلاده «تأخذ بعين الاعتبار قلق أصدقائنا الأتراك حيال التهديدات التي تشكلها القوى الأجنبية» على حدودهم في حين أكد جاويش أوغلو أنه ينبغي تطهير سورية من التنظيمات «الإرهابية» التي تهدد وحدة أراضيها وأمن تركيا.

back to top