في رثاء شقيقي الغالي محمد

بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْديفجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُبعيداً على قُرْب قريباً على بُعْدِ هذا ما قدره الله لمخلوقاته، قدّر لهم الفناء والزوال ولنفسه البقاء والدوام، فلا دائم إلا وجهه، أعمارنا وأرزاقنا وما نواجهه من مشكلات وفقدان أحبتنا والغالين علينا وحروب وفتن جميعها مكتوبة عند الخالق، قبل أن تواجهنا، وذلك كما يروي كتاب الله: «مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ* لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ». (الحديد: 22-23). رحمك الله يا أخي وأسكنك فسيح جناته، وأنزلك منزلة عنده أفضل من منزلتك في حياتك الدنيا، كنت محباً للصلاة في المسجد مع الجماعة، حريصاً على أدائها في أوقاتها، لم تنقطع عنها إلا في مرضك الأخير، فواجهت مرضك بشجاعة وبسالة منقطعة النظير، وبارك الله في ذريتك وجعلهم من الصالحين، وممن يكثرون لك الدعاء.