إسرائيل تتباهى بـ «الليزر» وتتمرّن على ضرب «نووي» إيران

• بينيت: صاروخ منظومة «الشعاع الحديدي» يكلّف دولارين
• قيود جمهورية على أي اتفاق مع طهران: فضّ العلاقة مع الصين و«الوكلاء»

نشر في 02-06-2022
آخر تحديث 02-06-2022 | 00:03
بينيت يزور مصنع رافائيل الذي ينتج «الشعاع» (تويتر)
بينيت يزور مصنع رافائيل الذي ينتج «الشعاع» (تويتر)
تباهت إسرائيل بمنظومة متطورة للدفاع الجوي تعمل بالليزر، بينما أجرت العشرات من مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي مناورات فوق البحر الأبيض المتوسط ليل الثلاثاء ـ الأربعاء في محاكاة لضرب منشآت نووية إيرانية.

وسمح المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أمس، بالنشر بأن العشرات من المقاتلات نفذت تدريباً جويا لتنفيذ هجمات في إيران، وبحسب النشر في موقع «والا» الاستخباراتي حاكى التدريب رحلة طويلة وهجوماً في «عمق العدو»، بما يشمل تدريباً على تزوّد جوي بالوقود، ذكرت تقارير في وقت سابق أن طائرات أميركية شاركت به لأول مرة. إضافة لذلك، جرت المناورة في إطار تدريب «مركبات النار» كجزء من تعجيل الجاهزية لسيناريوهات حرب متعددة في ساحات قريبة وبعيدة، في ظل تعاظم احتمالات انهيار الاتفاق النووي الإيراني ومفاوضات فيينا المتوقفة منذ مارس الماضي، وانطلقت المقاتلات من مطارات عسكرية عدة.

وجاء ذلك عشية اختتام المناورات التي انطلقت قبل 3 أسابيع في قبرص، وبعد يوم من تقارير عبرية عن إجراء تدريبات قتالية تحاكي الاشتباك مع «حزب الله» اللبناني والفصائل الفلسطينية في غزة.

مدفع الليزر

وسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، للتأكيد على قرب تمكّن صناعات بلاده العسكرية من تدشين منظومة دفاع جوي تعتمد على الليزر لاعتراض وتدمير الصواريخ التي تطلقها الفصائل المرتبطة بإيران من لبنان وغزة.

وقال بينيت، أمس، إن «تكلفة كل عملية اعتراض ستكون دولارين فقط في منظومة الدفاع الجوي القائمة على الليزر»، التي تأمل إسرائيل في نشرها اعتباراً من العام المقبل، لتحييد أي رد فعل انتقامي تشارك به الفصائل الفلسطينية و»حزب الله»، في حال قامت الدولة العبرية بشنّ ضربة كبيرة ضد المنشآت الإيرانية.

وأضاف بينيت، خلال زيارة لـ «شركة رافائيل» لأنظمة الدفاع المتطورة المملوكة للدولة العبرية: «هذا يغيّر قواعد اللعبة، ليس فقط لأننا نهاجم جيش العدو، لكن أيضاً لأننا نفلسه».

وتابع بينيت في لقطات مصورة نشرها مكتبه: «اعتراض كل صاروخ يكلفنا كثيراً من المال حتى الآن. اليوم يمكنهم استثمار عشرات الآلاف من الدولارات في صاروخ، وسنستثمر دولارين على الكهرباء لاعتراض ذلك الصاروخ».

وفي حال أثبتت منظومة «آيرون بيم» (الشعاع الحديدي)، التي تم الكشف عن نموذج أوّلي لها العام الماضي، فاعلية، فإنها ستوفر ملايين الدولارات على إسرائيل التي تستخدم حالياً صواريخ اعتراضية تقليدية تصل كلفة بعضها لملايين الدولارات لتعقّب وإسقاط المقذوفات التي تطلقها الفصائل.

فض العلاقة مع الصين

في غضون ذلك، قدّمت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين مشروعاً من شأنه أن يجعل أي «اتفاق نووي» مع إيران، فضلاً عن ضرورة موافقة ثلثي مجلس الشيوخ، مشروطاً بتقييد العلاقات المالية والأمنية الاستراتيجية لطهران مع الصين وإنهاء «دعم إيران للإرهاب والجماعات التي تعمل بالوكالة، بما في ذلك حماس». ووفق المشروع، سيُطلب من وزير الخارجية الأميركي أن يشرح في تقرير لـ «الكونغرس» كيف سيلبي أي اتفاق مع إيران الشروط المذكورة أعلاه.

غاز العراق... مجدداً

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية، تأخُّرها في دفع الاستحقاقات المالية لطهران مقابل إمدادات الغاز الإيراني، موضحة أن «خفض كميات الغاز القادمة من إيران سبب تراجعا بساعات التغذية الكهربائية، وسط موسم صيف حار يخيّم عليه الجفاف».

ويأتي تقليص طهران لإمدادات الغاز في وقت يتوقّع أن تشهد بغداد صيفاً حاراً على مستوى درجات الحرارة التي ستصل إلى 48 درجة مئوية، وعلى المستوى السياسي في ظل استمرار الخلاف بشأن تشكيل الحكومة الجديدة بين التيار الصدري والأحزاب المرتبطة بطهران التي خسرت الانتخابات التشريعية قبل 8 أشهر.

غضب من فرنسا وألمانيا

وبينما اتهمت منظمة العفو الدولية إيران باستغلال الإيرانيين مزدوجي الجنسية للمساومة سياسياً، انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، تدخّل فرنسا وألمانيا في قضية احتجازها ناقلتَي نفط يونانيتين، وذلك رداً على إدانة باريس وبرلين الخطوة التي قامت بها طهران، بعد مصادرة سلطات أثينا شحنة نفط إيرانية بطلب من الولايات المتحدة. واعتبر المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في بيان أن «مثل هذه التدخلات غير اللائقة في الإجراءات القضائية المستقلة لإيران لن تساعد في حل القضايا».

انتفاضة عبادان

على صعيد منفصل، أظهرت منشورات على وسائل التواصل، أمس، مراسم تأبين أُقيمت في وقت متأخر ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، من أجل 37 شخصا قتلوا في انهيار مبنى «متروبول» بمدينة عبادان التي تسكنها غالبية عربية في جنوب غرب إيران، بينما واصلت السلطات الإيرانية قمع الاحتجاجات على الفاجعة التي وقعت الأحد قبل الماضي، وسط حالة من الإحباط من جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشاكل الاقتصادية وتبخّر آمال رفع العقوبات الأميركية، مع تعثّر جهود إحياء الاتفاق النووي.

back to top