الصين تخترق أجواء تايوان قبل لقاء عسكري مع واشنطن

• جو بايدن يبحث مع رئيسة وزراء نيوزيلندا أمن «الهادئ»
• الفلبين تعترض على مضايقات صينية

نشر في 01-06-2022
آخر تحديث 01-06-2022 | 00:05
رئيسة تايوان مرحبة بداكوورث في المكتب الرئاسي في تايبيه (رويترز)
رئيسة تايوان مرحبة بداكوورث في المكتب الرئاسي في تايبيه (رويترز)
أجرت الصين ثاني أكبر عملية توغل في أجواء تايوان هذا العام، وحذرت الولايات المتحدة من جلب المتاعب لنفسها، وذلك قبل لقاء محتمل بين وزيري دفاع البلدين يأتي وسط حرب أوكرانيا وبعد جولة الرئيس الأميركي جو بايدن الآسيوية التي أثار خلالها الجدل بتلويحه بالدفاع عسكرياً عن تايوان في وجه غزو صيني محتمل.
استبقت الصين أول لقاء محتمل بين وزير دفاعها ووي فنغ خه ونظيره الأميركي لويد أوستن، بتنفيذها ثاني أكبر عملية توغل لها في منطقة الدفاع الجوي التابعة لتايوان هذا العام، تزامناً مع استدعاء الفلبين دبلوماسياً صينياً احتجاجاً على استمرار انتهاك سلطتها على المياه الإقليمية من خفر السواحل في بكين وحظرها من جانب واحد الصيد في البحر الجنوبي.

وذكرت وزارة الدفاع التايوانية ليل الاثنين- الثلاثاء أن 30 طائرة صينية منها 22 مقاتلة بالإضافة إلى طائرات الحرب الإلكترونية والإنذار المبكر والمضادة للغواصات حلقت في منطقة إلى الشمال الشرقي من براتاس، موضحة أنها ردت بوضع سلاح الجو وأنظمة الدفاع الصاروخية التابعة لها في حالة تأهب وأطلقت طائرات مقاتلة لتحذير المقاتلات الصينية ودفعها للابتعاد.

وأفادت وسائل إعلام صينية بأن طياراً لقي حتفه بعدما تحطّمت طائرته التدريبية في مدينة كاوهسيونغ الجنوبية. ويعد هذا أكبر توغل منذ أن أبلغت تايوان عن دخول 39 طائرة صينية منطقة تحديد الدفاع الجوي يوم 23 ينايرالماضي.

والعام الماضي، سجّلت تايوان 969 عملية للمقاتلات الصينية، وهو ضعف عمليات التوغل المسجلة في 2020 التي بلغ عددها حوالى 380.

وسجّل أكبر عدد من الطائرات التي أرسلتها الصين إلى جارتها في يوم واحد في الرابع من أكتوبر 2021 وبلغ 56.

في هذه الأثناء، كشفت رئيسة تايوان تساي إينغ وين عن خطط للتعاون بين الحرس الوطني الأميركي والجيش التايواني لتعميق العلاقات الأمنية في مواجهة التهديد المتزايد من الصين.

وقالت تساي، أثناء لقائها مع السناتورة الأميركية تامي داكوورث في مكتبها في تايبه،«نتطلع إلى تعاون أوثق وأعمق في مسائل الأمن الإقليمي واتخاذ خطوات جديدة لتطوير خطط ملموسة تعمق شراكتنا الاقتصادية».

وفي حين أوضحت وسائل إعلام أن تايوان يمكن أن تدخل في شراكة مع الحرس الوطني في هاواي من أجل البرنامج، ذكرت داكوورث أنها قامت بالزيارة لتؤكد مجدداً الوقوف إلى جانب تايوان، وأن هناك دعماً «هائلاً» للجزيرة من المشرعين الأميركيين.

لقاء مباشر

في أوج التوترات، التي عززتها جولة الرئيس جو بايدن واتهامات وزير خارجيته أنتوني بلينكن لبكين، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن وضع الولايات المتحدة والصين اللمسات الأخيرة لأول لقاء مباشر بين وزيري دفاعيهما، على هامش مؤتمر «شانغريلا» المقرر عقده في الفترة بين 10 و12 يونيو الجاري في سنغافورة.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر مطلعة، أمس الأول، أن وزيري الدفاع ومسؤولين آخرين أميركيين وصينيين «عادة ما يجتمعون بشكل مباشر قبل وأثناء المؤتمر، لكن هذا اللقاء بين أوستن ووي، يكتسب أهمية خاصة على خلفية التوترات المتصاعدة في تايوان»، مشيرة إلى أن اجتماع الوزيرين «لم تتم بعد تسويته بشكل نهائي وأن الخطط يمكن أن تتغير».

وقالت المصادر، إن الاستعدادات تجري أيضاً لمنح رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، الكلمة الرئيسية في افتتاح المؤتمر هذا العام، ليكون هذا الظهور الأول لرئيس وزراء ياباني منذ أن ألقى سلفه شينزو آبي كلمة مماثلة عام 2014.

وأفاد أوستن أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ بأنه يتوقع لقاء الجنرال وي في سنغافورة، معرباً عن أمله في أن يؤدي هذا اللقاء المباشر إلى«تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، قائلاً: «كلانا يدرك أهمية الحوار والمحافظة على القنوات المفتوحة».

وأشارت الصحيفة إلى أن أوستن ووي أجريا مكالمة هاتفية لأول مرة في أبريل الماضي، ناقشت الأمور الدفاعية وقضايا الأمن الإقليمي والغزو الروسي لأوكرانيا، مبينة أن الجنرال وي أوضح أن العلاقات ستواجه «تأثيراً مدمراً، إذا لم يتم التعامل مع قضية تايوان على نحو جيد»، مؤكداً أن جيشه سيدافع عن السيادة الوطنية للصين، وأمنها، ووحدة أراضيها.

وفي مؤتمر سنغافورة 2019، أثار الجنرال الصيني ضجة بسبب وصفه القمع العسكري الدموي للمحتجين الموالين للديمقراطية في ميدان تيانانمين عام 1989 بأنه كان«أفضل الخيارات المتاحة في ذلك الوقت»، ونسب إليه الفضل في«فتح الطريق أمام التنمية السلمية في الصين في العقود التالية».

في المقابل، اتهم وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الولايات المتحدة بالتهرب بشكل متزايد من التزاماتها بقضية تايوان، وهي بذلك في المحصلة «ستجلب لنفسها المتاعب».

وفي رسالة بالفيديو إلى المشاركين في ندوة «كيسنجر»، اعتبر وانغ أن فشل واشنطن في الالتزام بمبدأ «صين واحدة» يقوض السلام في مضيق تايوان، مشدداً على أن الولايات المتحدة إذا انتهجت سياسة تهدف إلى«الهزيمة الكاملة للصين والنصر المطلق لها»، فستواجه حتماً احتكاكاً متزايداً.

فرديناند ماركوس

وبعد أيام من توليه منصبه وعهده بتحصيل حقوق الشعب الفلبيني في البحر الجنوبي وعدم السماح للصين بـالدوس على حقوقه وسيادته، واصل الرئيس الجديد فرديناند ماركوس جونيور تحديه لبكين، مع كشف وزارة الخارجية عن استدعائها دبلوماسياً صينياً احتجاجاً على إعلان بكين من جانب واحد حظراً للصيد في البحر الجنوبي، ومضايقة خفر سواحل للسفن وانتهاكه لسلطتها الإقليمية.

واتهمت الخارجية الفلبينية السفن الصينية بتعطيل مهمة مشتركة للبحث العلمي البحري وكذلك أنشطة استكشاف الطاقة في موقعين بالمنطقة الاقتصادية الخالصة لمانيلا، معتبرة تصرفات خفر السواحل «لا تتفق مع المرور البريء وانتهاكات واضحة للسلطة البحرية الفلبينية».

وفي بيان آخر، نددت بفرض الصين وقف صيد الأسماك بهدف تجديد مخزون الأسماك، وهو حظر سنوي يشمل المياه داخل المناطق الاقتصادية الخالصة لفيتنام والفلبين.

بايدن و»الهادئ»

وغداة فشل وزير الخارجية الصيني في إقناع قادة 10 دول جزرية في المحيط الهادئ بالانضمام إلى «محور بكين» الأمني واسع النطاق، استقبل الرئيس الأميركي أمس، رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن في البيت الأبيض لبحث تعزيز التعاون لدعم منطقة جزر المحيط الهادئ، وتنسيق عملهما معاً في مجموعة من القضايا، بما في ذلك معالجة أزمة تغير المناخ ومكافحة الإرهاب.

صحيفة إسرائيلية تُغضب بكين وتايبيه

قدّم وزير خارجية تايوان جوزيف وو، أمس الأول، نصيحة لإسرائيل من التعامل مع الصين، محذراً من أنها «دولة استبدادية وتجرى معاملات تجارية بفلسفة مختلفة للغاية، وتستخدم التجارة كسلاح مع دول أخرى كثيرة».

وقال وو، في حوار عبر الفيديو مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، إنهم «يحاولون القيام بذلك مع تايوان أيضاً. وعلينا أن نكون حذرين جدا وعدم السماح لعلاقات كهذه أن تؤثر على أمننا القومي. وعلى حد علمي، فإن موضوع الأمن القومي في إسرائيل موجود في مرتبة عالية في سلم أولوياتها»، مضيفاً: «قال لي دبلوماسي أميركي رفيع إنه إذا عبرت الصين عن غضب تجاهك، فيبدو أنك تفعل شيئا صائباً».

وأكد وو، في حوار عبر الفيديو مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أن الصين تخطط لغزو تايوان، وأن تهديدها العسكري زاد بشكل كبير في الأشهر الأخيرة.

وعلى الفور، هدد دبلوماسي بالسفارة الصينية في تل أبيب أمس بخفض مستوى العلاقات مع إسرائيل، وطالب بشطب المقابلة مع وزير الخارجية التايواني من الموقع الإلكتروني للصحيفة.

وفي تغريدة على «تويتر»، كتب رئيس تحرير «جيروزاليم بوست»، يعقوب كاتس، الذي أجرى المقابلة مع وو: «تلقيت اتصالا من السفارة الصينية في إسرائيل. ويتضح أن عليّ شطب التقرير أو أنهم سيقطعون العلاقات مع الصحيفة ويخفضون مستوى العلاقات مع إسرائيل. ولا داعي للقول إن التقرير لن يشطب، وإلا فإن الصين ستخفض مستوى علاقاتها مع إسرائيل وتقاطع الصحيفة».

back to top