ليبيا: باشاغا ينسحب من طرابلس بعد تصدي مسلحي الدبيبة له

نشر في 18-05-2022
آخر تحديث 18-05-2022 | 00:12
رئيس الحكومة المكلف من قِبل البرلمان في ليبيا فتحي باشاغا
رئيس الحكومة المكلف من قِبل البرلمان في ليبيا فتحي باشاغا
على وقع جمود سياسي في ليبيا أدى إلى إغلاق جزئي لمنشآت النفط وقلّص المصدر الرئيسي للإيرادات الأجنبية بمقدار النصف، شهدت العاصمة طرابلس فجر أمس جولة جديدة من الاقتتال انتهت بفشل رئيس الوزراء المكلف من البرلمان فتحي باشاغا في الدخول والسيطرة على مقر رئاسة حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة.

ودخل باشاغا طرابلس ليل الاثنين ــــ الثلاثاء مستعيناً ببعض الكتائب المسلحة، على رأسها «النواصي»، لكنه انسحب وعدد من وزراء حكومته بعد ساعات، مع اندلاع القتال في المدينة مع القوات المحسوبة على خصمه الدبيبة الذي رفض تسليم السلطة، موضحاً أنه اتخذ قرار مغادرة العاصمة «حرصاً على أمن وسلامة الليبيين وحقناً للدماء».

وبعد اشتباكات لم تعرف نتائجها، قام آمر اللواء 444، محمود حمزة بالتوسط بين الفريقين، وتوصل إلى اتفاق يقضي بخروج باشاغا والقوات التابعة له من المدينة.

ودوت أصوات أعيرة نارية من أسلحة ثقيلة وأسلحة رشاشة في أنحاء طرابلس صباح أمس وأُغلقت المدارس وخفت حركة المرور في ساعات الذروة التي عادة ما تكون مزدحمة واستمر إطلاق النار بعد مغادرة باشاغا، قبل عودة الهدوء في وقت لاحق.

واعتبرت وزارة الدفاع بحكومة الدبيبة، الذي قام بجولة في المنطقة وأمر بإحصاء الخسائر، أن محاولة باشاغا دخول طرابلس «عملية صبيانية مدعومة بأجندة خارجية للتسلل داخل العاصمة لإدارة الفوضى باستخدام السلاح»، مؤكدة أن «الأجهزة العسكرية والأمنية تعاملت بإجراءات حازمة ومهنية لمنع هذه الفوضى وإعادة الاستقرار للعاصمة، مما أدى لفرار هذه المجموعة المسلحة».

وقبل ساعات، أمر الدبيبة بصفته وزيراً للدفاع، قائد القوات الجوية بإعلان الاستنفار في غرفة عمليات الطيران المسيّر لمدة أسبوع، واستخدام الذخيرة الحية تجاه أي تحركات مشبوهة في محيط طرابلس.

وقال نائب رئيس المجلس الرئاسي عبدالله اللافي إن «ما حدث من أعمال مسلحة، لا يمكن أن يُنتج أي نوع من الاستقرار، فحل الأمور السياسية باستخدام السلاح يجب أن يكون قد ولى إلى غير رجعة، فقد جربه الليبيون وأثبت فشله»، مطالباً كل الأطراف بالالتزام بقدر كبير من المسؤولية وضبط النفس، والوضع في الحسبان أرواح المدنيين وممتلكاتهم.

وعقب الأحداث المتسارعة، حثت مصر والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والأمم المتحدة جميع الأطراف على ضبط النفس والامتناع عن اتخاذ أي خطوات من شأنها تأجيج العنف.

وإذ شدَّدت القاهرة على «حتمية الحوار بهدف الوصول إلى عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا بالتزامن وبدون تأخير»، أبدت واشنطن قلقها البالغ وحثت كل الجماعات المسلحة على الامتناع عن العنف، ونبهت القادة السياسيين إلى ضرورة إدراك أنّ «الاستيلاء على السلطة أو الاحتفاظ بها من خلال العنف لن يؤدي إلا إلى إلحاق الضرر بشعب ‎ليبيا». ونددت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة ستيفاني وليامز بالتصعيد في طرابلس، مطالبة بـ «الكف عن الخطاب التحريضي والمشاركة في الاشتباكات وحشد القوات».

back to top