المؤشرات تتكبد أكبر خسائر أسبوعية منذ الأزمة المالية العالمية

قلق بشأن تغير السياسات الاقتصادية بسبب ضبابية المشهد الاقتصادي العالمي

نشر في 15-05-2022
آخر تحديث 15-05-2022 | 00:04
صورة عامة للبورصة توضح هبوط المؤشرات والخسائر التي تكبدتها
صورة عامة للبورصة توضح هبوط المؤشرات والخسائر التي تكبدتها
كانت خسائر الأسواق الخليجية ناتجة عن قلق عالمي وخسائر كبيرة في الأسواق المالية العالمية.
تكبدت معظم مؤشرات الأسواق المالية بدول مجلس التعاون الخليجي خسائر أسبوعية فادحة، هي الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية، وكانت المحصلة تراجعات بنسب تجاوزت 5 في المئة بأسواق الإمارات والكويت والسعودية.

وخسر مؤشر دبي نسبة 7.5 في المئة، بينما تراجع مؤشر بورصة الكويت العام 7 في المئة، وفقد مؤشر "تاسي" الرئيسي في السوق السعودي نسبة 6.5 في المئة، وتراجع مؤشر ابوظبي بنسبة 5.8 في المئة، وفقد مؤشر سوق البحرين نسبة أقل كانت 4.6 في المئة، وحذف مؤشر سوق قطر نسبة 3.3 في المئة، واستقر مؤشر سوق سلطنة عمان وبخسارة محدودة بلغت ثلث نقطة مئوية.

خسائر قياسية في الإمارات

في أكبر خسارة أسبوعية لمعظم مؤشرات أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تجاوزت خسارة أول أسبوع من مارس عام 2020 في بداية انتشار "كورونا" وما صاحبها من هلع وقلق كبيرين، إذ تراجعت الأسواق وقتها بنسب بين 5 و3 في المئة، وكان سوقا الإمارات هما الأكبر أيضا ثم الكويت.

وتراجعت خلال الأسبوع الماضي مؤشرات سوقي الامارات بنسب قياسية بلغت 7.5 في المئة بالرغم من الارتداد الكبير في جلسة الجمعة وتعويض نسبة 2.7 في المئة من خسائر الأسبوع التي بلغت أقساها يوم الخميس، وفقد دبي حوالي 10.5 في المئة لينتهي المطاف به بعد التعويض بخسارة 7.5 في المئة هي الأكبر منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 ليفقد 276.32 نقطة، ليقفل على مستوى 3418.57 نقطة.

وتراجع مؤشر أبوظبي بنسبة كبيرة أيضا، وهي رابع أكبر خسارة أسبوعية وبعد تعويض جلسة الجمعة ليفقد نسبة 5.8 في المئة أي 579.61 نقطة، ليقفل على مستوى 9493.42 نقطة، وأقفل سوقا الإمارات قبل الإعلان عن وفاة سمو الشيخ خليفة بن زايد، رحمه الله، وانتقال دفة الحكم الى سمو الشيخ محمد بن زايد بسهولة ويسر قبل بداية الأسبوع يوم الاثنين، إذ إن معظم الأسواق المالية الخليجية ستكون في عطلة الأحد بسبب وفاة رئيس دولة الامارات.

وكانت خسائر الأسواق الخليجية ناتجة عن قلق عالمي وخسائر كبيرة في الأسواق المالية العالمية، والتي تنظر للمستقبل الاقتصادي العالمي بسلبية، إذ انه يقع بين تضخم كبير وحرب روسيا وأوكرانيا، والتي لم تتراجع حدتها بل بقيت ويزداد الحديث عن عقوبات مستمرة على روسيا وأحاديث أخرى عن دخول فنلندا والسويد الى حلف الناتو، وكذلك مراجعة دخول أوكرانيا للاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع القادم، وهو ما قد يثير روسيا ويزيد من تعقيد المسألة بين الشرق والغرب، وهو كذلك ما يحرك أسعار النفط التي بلغت 111 دولارا بنهاية الأسبوع بعد إصدار عقوبات جديدة من بعض الدول الأوروبية بحظر الغاز الروسي لزيادة الخناق على روسيا اقتصاديا.

الكويت

وكانت مؤشرات بورصة الكويت قد أنهت الأسبوع على خمس جلسات حمراء حصيلتها خسارة 7 في المئة لمؤشر السوق العام أي 591.21 نقطة، ليقفل على مستوى 7868.83 نقطة، وتراجع مؤشر السوق الأول بنسبة اكبر بلغت 7.3 في المئة أي 685.34 نقطة، ليتراجع الى مستوى 8737 نقطة، وبخسارة قريبة فقد مؤشر السوق رئيسي 50 نسبة 6.7 في المئة هي 451.03 نقطة، ليقفل على مستوى 6329 نقطة، وكانت ارتفعت متغيرات السوق الثلاثة السيولة والنشاط وعدد الصفقات، وهي مؤشر لارتفاع التدافع على البيع، وسجلت نموا بين 25 و37 في المئة.

«تاسي» يفقد 6.5%

بالرغم من تماسك أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار لبرنت بداية الأسبوع الماضي، وبعد موجة بيع بداية الشهر ثم عودته إلى مستويات 108 دولارات بعد عقوبات أوروبية بشأن حظر الطاقة الروسية إلا أن تفاعل مؤشر "تاسي" كان سلبيا، وبالرغم من ارتفاع أرباح سابك ونموها الكبير وهو ما يؤكد ان الأسهم تشترى لمستقبلها، إذ تراجعت مؤشرات السوق السعودي بقوة وفقد نسبة 6.5 في المئة أي 898.57 نقطة، ليقفل على مستوى 12835.3 نقطة، وسط عمليات بيع كبيرة تمت نهاية الأسبوع بعد رفع سعر الفائدة الكبير بداية الشهر.

وتراجعت الأسواق المالية العالمية بشدة خصوصا داو جونز وتداوله أسفل مستوى 32 ألف نقطة، وهو ما قد يحرك مضاربين أجانب لتغطية مراكزهم الخاسرة في الأسواق المالية العالمية عبر البيع في الأسواق الخليجية، وبسيولة كبيرة بسبب حاجتهم إلى الكاش، وكذلك تحويل بعض الأصول الى ودائع، إذ إن العائد سيرتفع عليها وكذلك على السندات والتحول لأصول أكثر أمانا في ظل تحديات اقتصادية عالمية جديدة واستثنائية تجمع بين التضخم وتكلفة الحرب اقتصاديا على العالم.

تراجعات أقل في البحرين وقطر وعمان

سجلت مؤشرات البحرين وقطر وعمان تراجعات أسبوعية أقل، إذ إن السيولة الأجنبية اكبر في أسواق السعودية والامارات والكويت، وفقد مؤشر سوق البحرين المالي نسبة 4.6 في المئة متأثرا بتراجع أسعار شركاته المدرجة في دبي والكويت لتخسر في البحرين ليقفد مؤشرها 94.63 نقطة، ويفقد مستوى ألفي نقطة، ليقفل على مستوى 1959.67 نقطة.

واستمر الأداء السلبي في مؤشر سوق قطر، الذي كان قد استفاد بقوة من تحول سيولة أجنبية بداية مارس مع بداية النزاع الروسي في أوكرانيا، وقد تكون الأسواق قد بالغت في تسعير تحول سيولة ساخنة، وبالتالي تراجع تدريجيا قبل الاسبوع الماضي، واستمر سلبيا وبخسارة بنسبة 3.3 في المئة أي 447.28 نقطة، ليقفل على مستوى 13143.53 نقطة.

واستقر مؤشر سوق سلطنة عمان على خسارة محدودة جدا وبتداولات بعيدة عن تأثير سيولة أجنبية أو احداث وعقوبات، إذ ان سلطنة عمان غير داخلة في تحالف "أوبك +" كذلك لتستقر تداولات مؤشر السلطنة، ويفقد فقط ثلث نقطة مئوية أي 12.63 نقطة، ليقفل على مستوى 4145.74 نقطة.

علي العنزي

خسائر حادة في دبي والكويت والسعودية وأبوظبي بين 6 و7.5% والبحرين وقطر بنسبة أقل واستقرار مسقط
back to top