واشنطن: إيران باتت قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسابيع

● بلينكن: السعودية ودول أخرى أبلغتنا إنها ستسعى إلى سلاح ذرّي في حال امتلكه الإيرانيون
● وزير الدفاع الصيني يبحث في طهران تعزيز التعاون العسكري

نشر في 28-04-2022
آخر تحديث 28-04-2022 | 00:05
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مستقبلاً وزير الدفاع الصيني والوفد المرافق له
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مستقبلاً وزير الدفاع الصيني والوفد المرافق له
على وقع تحذيرات أوروبية لواشنطن والغرب من تفويت فرصة نزع فتيل الأزمة النووية بالشرق الأوسط، باتت إيران قادرة على تطوير قنبلة نووية في غضون أسابيع، بحسب تقديرات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في تطوّر تزامن مع مواصلة إسرائيل استهداف مقار ميليشياتها في سورية وإمداداتها من الأسلحة إلى «حزب الله» اللبناني.
مع وصول المفاوضات حول العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لطريق مسدود، حذّرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أن إيران باتت قادرة على تصنيع قنبلة نووية في غضون أسابيع قليلة، كاشفة عن مساعٍ سعودية ومن دول أخرى للحصول على هذا السلاح في حال حصلت عليه.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في مؤتمر صحافي أمس الأول: «نظراً إلى التقدم الإيراني، الفترة التي ستحتاجها طهران لتطوير قنبلة نووية تقلّ بشكل كبير، وهي بالفعل أقل من عام. وهذا بالتأكيد يقلقنا».

وفي وقت سابق، أبلغ وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بأنّه بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، سرّعت طهران برنامجها النووي، وقلّصت الفترة اللازمة لتصنيع قنبلة نووية من عام إلى أسابيع قليلة.

وشدد بلينكن على أن إدارة بايدن ما زالت مقتنعة بأن إحياء اتفاق 2015 هو «أفضل سبيل لمنع إيران، التي تتصرّف أصلاً بعدوانية كبيرة، من حيازة القنبلة الذرّية ولضمان أنّ ليس لديها سلاح نووي»، منبهاً إلى أنّ الوقت الذي تحتاج إليه لإنتاج المواد الانشطارية الكافية لصنع سلاح نووي تقلّص إلى «أسابيع قليلة»، فيما كانت تزيد على عام قبل ذلك.

وقال بلينكن: «لقد جرّبنا الاقتراح الآخر، وهو الانسحاب من الاتفاق ومحاولة ممارسة المزيد من الضغط عليها ورأينا النتيجة»، وهي «برنامج نووي أكثر خطورة».

وتابع أنه «رغم العيوب» التي تشوب اتفاقاً لا يستجيب «للنشاطات السيئة الأخرى» لإيران، مثل تدخّلها في النزاعات بالشرق الأوسط، «فإذا تمكنّا من العودة إلى شروطنا الخاصة ستكون تلك «أفضل استجابة للمسألة النووية».

وأقرّ الوزير الأميركي بأن» تهديد الحرس الثوري الإيراني ضد مسؤولينا الحاليين والسابقين مستمر، وسنواصل حمايتهم». وقال: «هناك الكثير من العقوبات على الحرس وفروعه ستبقى بغضّ النظر عن الاتفاق النووي مع إيران».

وأشار إلى أن «86 من العقوبات المعلنة من إدارة بايدن على إيران البالغة 107 كانت تستهدف الحرس الثوري وفروعه»، وقال «السعوديون ودول أخرى أوضحوا أنه من المحتمل أنهم سيسعون للحصول على سلاح نووي في حال حصلت طهران عليه».

رسالة مفتوحة

وفي رسالة مفتوحة إلى إيران والولايات المتحدة، دعا قادة أوروبيون سابقون، وهم أعضاء في شبكة القيادة الأوروبية ومجلس إدارة مجموعة الأزمات الدولية والمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى العودة للاتفاق النووي، معربين عن القلق المتزايد من أن المفاوضات لاستعادة الامتثال الإيراني لخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) وعودة الولايات المتحدة إليها، يبدو أنها دخلت فترة من الركود تهدد بإلغاء التقدم الحقيقي الذي تم إحرازه في الأشهر الأخيرة نحو استعادة إنجاز في مجال عدم انتشار الأسلحة النووية، وهو أمر حاسم للسّلم والأمن الدوليين.

وأكد الموقّعون على الرسالة، وبينهم وزيرا خارجية التشيك والدنمارك السابقان، جان كافان وموجينز ليكيتوفت، اللذان ترأسا أيضاً الجمعية العامة للأمم المتحدة، وممثل فرنسا السابق بالأمم المتحدة، جيرار أرو، وغيرهم أنه في الوقت الذي أصبح التعاون عبر الأطلسي أكثر أهمية للرد على الغزو الروسي لأوكرانيا، سيكون من الخطأ الفادح للقادة الأميركيين والأوروبيين أن يضيّعوا فرصة نزع فتيل أزمة نووية في الشرق الأوسط.

وزير الدفاع الصيني

في هذه الأثناء، وصل وزير الدفاع الصيني، وي فنغ خه، إلی طهران لإجراء مباحثات مع نظيره الإيراني محمد رضا آشتیاني، وعدد من كبار المسؤولين تشمل آخر التطورات الدولية والإقليمية والسبل الكفيلة بتعزيز التعاون العسكري، ورفع مستوى العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك».

هجوم إسرائيلي

وغداة إعلانها إحباط عملية تهريب أسلحة نوعية في طريقها إلى حزب الله اللبناني، استهدفت إسرائيل ليل الثلاثاء - الأربعاء بقصف صاروخي 5 مواقع على الأقل في محيط العاصمة السورية تابعة لميليشيات إيران، التي سرّعت برنامجها النووي، وأصبحت قادرة على تطوير قنبلة نووية «في غضون أسابيع» فقط.

وفي حصيلة هي الأعلى منذ مطلع العام، أفاد المرصد السوري، أمس، بأن الضربات الإسرائيلية أوقعت 9 قتلى هم 5 عسكريين سوريين، و4 من المجموعات المقاتلة الموالية لطهران وإصابة 8 على الأقل بجروح، موضحاً أنها تسببت في تدمير مخازن أسلحة وذخائر تابعة لمجموعات موالية لطهران قرب مطار دمشق الدولي.

وفي حين أفاد موقع «العربية» بأن الغارات الإسرائيلية على محيط دمشق استهدفت شحنة أسلحة مرسلة من إيران إلى «حزب الله» اللبناني، تحدّث مصدر عسكري سوري عن «استشهاد 4 جنود وجرح 3 ووقوع بعض الخسائر المادية جراء تنفيذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه طبريا، مستهدفاً بعض النقاط في محيط دمشق»، موضحاً أن «وسائط الدفاع الجوي تصدّت للصواريخ وأسقطت بعضها».

وقبل الضربة بساعات، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي «رصد مشتبه فيهم يقتربون من السياج الأمني من جهة لبنان، وتم استدعاء قوات الأمن للمكان لتكتشف قطعتيْن من السلاح ونحو مئة قنبلة يدوية»، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية «ستواصل العمل ضد أي محاولة للقيام بأعمال تخريبية أو تهريب على حدود لبنان».

تحركات إيرانية

وكرّرت إسرائيل استهداف مواقع المجموعات الموالية لطهران و«حزب الله»، خصوصاً في محيط دمشق ومطارها. وفي الثامن من مارس الماضي، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل اثنين من ضباطه، غداة قصف مماثل قرب دمشق. وتوعّد بجعل إسرائيل تدفع «ثمن جريمتها».

وفي الآونة الأخيرة، استغلت الميليشيات الإيرانية انشغال الروس بحرب أوكرانيا، في التوسّع شرق ووسط سورية، قبل أن تنتقل إلى مخطط جديد، مع استيلاء ميليشيا «فاطميون» على مقار تابعة للجيش السوري عند الحدود مع العراق، وطرد عناصر «الدفاع الوطني» منها، وتحديداً في مناطق تعتبر خطا بريا رئيسيا يربط لبنان بإيران، مروراً بالعراق وسورية.

إسرائيل تستهدف مخازن وشحنات أسلحة إيرانية في دمشق وتقتل 9 بينهم 5 جنود
back to top