6/6: كلام الأمير ختام الكلام

نشر في 28-04-2022
آخر تحديث 28-04-2022 | 00:20
 يوسف الجاسم ليالي رمضان في الكويت لها نكهة خاصة في كل شيء، وهي تختتم بالعشر الأواخر بالإطلالة السامية المتمثلة بكلمة صاحب السمو الأمير لشعبه، كعادة درجت قيادتنا السياسية عليها طويلاً، ونسأل الله ألا تنقطع.

في كلمة والد الجميع، صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، التي ألقاها نيابة عنه سمو ولي العهد، حفظه الله، أرسل كعادته جملة من الرسائل التي اطمأنت بها القلوب المفزوعة على أوضاع وطننا الغالي ومستقبله، وأكد النطق السامي على ما هو مستقر بوجدان القيادة وما نتطلع إليه جميعاً، وهو التمسك بالدستور كمرجعية أساسية لعلاج ما نمرّ به من معضلات، حين قال:

"إننا لن ندّخر وسعاً وجهداً في سبيل حماية مقدرات ومكتسبات وطننا، ولن نتوانى في اتخاذ أي قرار يضمن للبلاد أمنها واستقرارها في ظل نهجنا الديموقراطي الأصيل ودستورنا القويم وعاداتنا وأعرافنا العريقة".

كلمات أنارت الطريق وحسمت الجدل حول بدائل التعامل مع الانسدادات القائمة بين السلطتين، فلا سبيل إلا للاحتكام للدستور ونهجه القويم. فشكراً من القلب للأمير القائد والوالد، وكلامه هو ختام الكلام وأميره.

وفي سياق العشر الأواخر من شهر الخير، أذهب إلى موضوع آخر، وهو أنني لاحظت ظاهرة لافتة ومريحة، وهي امتلاء المساجد بصلوات التراويح، وقيام الليل في العشر الأواخر، وتحديداً بمسجد سعد بن أبي وقاص في كيفان بشباب تتراوح أعمار أغلبيتهم بين العشرينيات وما تحتها؛ إناثاً وذكوراً، وينتشرون بالمئات في أرجاء المسجد الفسيح مقبلين على تلاوة القرآن الكريم والصلاة خاشعين، ومن أشكالهم الظاهرة يبدو أنهم غير منتمين لجماعات أو أحزاب دينية، إنما هم نتاج تنشئة أسرية ملتزمة بتعاليم الدين، ومن فئات اجتماعية غير خاضعة لتنظيمات الإسلام السياسي، أقبلوا على عباداتهم في هذا المسجد وغيره بوازع ذاتي كفتية آمنوا بربهم، وزادهم الله هدىً، دون أن تقف خلف إيمانهم آليات رهبانية زاجرة ومنفّرة، تعدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، إنما أقبلوا من تلقاء أنفسهم وبوازع من أفئدتهم ومبعث من تنشئتهم الدينية في منازلهم، التي عرفت طريق الله، سبحانه، بالفطرة الإنسانية وبالعقول المستنيرة.

المجتمع الكويتي تغلب عليه السماحة والوعي والرفق في التعامل والاعتدال، ورعاية تلقائية للنشء الصالح سلوكياً واجتماعياً، دون اللجوء إلى مظاهر الدروشة والتأطير التنظيمي، الذي يفضي في الأغلب إلى التطرف والتشدد والإرهاب، والعياذ بالله، وهو بلاء المجتمعات، ونسأل الله أن يحمي شبابنا ووطننا من مخاطره.

وعساكم من عواده.

تغريدة:

للكويت ربّ يحميها وأمير يرعاها وشعب يفتديها، وكفى.

يوسف الجاسم

back to top