التقرير الأميركي لحقوق الإنسان ينتقد بنغلادش

نشر في 25-04-2022
آخر تحديث 25-04-2022 | 00:00
 ذي دبلومات بدأت العلاقات بين بنغلادش والولايات المتحدة تضطرب على ما يبدو، إذ تراقب واشنطن اليوم الحكومة البنغلادشية عن قرب وتحذرها من انتهاك حقوق الإنسان ومتابعة ممارسات غير ديموقراطية مزعومة، ففي 13 أبريل أصدرت الحكومة الأميركية «تقارير الدول حول ممارسات حقوق الإنسان» للعام 2021، ويشكك التقرير المرتبط ببنغلادش بشرعية الحكومة الحالية.

يذكر التقرير أن «الشيخة حسينة وحزبها «رابطة عوامي» فازوا بولاية ثالثة على التوالي لخمس سنوات بعد الانتخابات البرلمانية في ديسمبر 2018، مما يعني بقاءها في منصبها كرئيسة وزراء، ولم يعتبر المراقبون هذه الانتخابات حرّة ونزيهة نظراً إلى وفرة الشوائب فيها، بما في ذلك حشو صناديق الاقتراع وترهيب الناخبين ومراقبي التصويت من معسكر المعارضة».

يتطرق التقرير أيضاً إلى اعتقال خالدة ضياء، رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة «الحزب الوطني البنغلادشي» المعارِض، ويذكر التقرير الأميركي: «علّق خبراء القانون الدوليون والمحليون على غياب الأدلة التي تبرر إدانتها، وتكلموا عن حصول مؤامرة سياسية لاستبعاد زعيمة المعارضة من العملية الانتخابية».

ربما تؤثر المسائل الجيوسياسية على القرار الأميركي المستجد بالضغط على حكومة بنغلادش، وفي حين يتولى التحالف الرباعي الذي تقوده الولايات المتحدة (منتدى استراتيجي غير رسمي يشمل الولايات المتحدة والهند وأستراليا واليابان) مراقبة النفوذ الصيني في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، لم تؤكد بنغلادش بعد ولاءها الرسمي لهذا التحالف نظراً إلى ضخامة الاستثمارات الصينية في البلد ووصول كميات هائلة من لقاحات كورونا من الصين.

زار نائب وزير الخارجية الأميركي، ستيفن بيغن، بنغلادش في أكتوبر 2020 ودعا البلد للانضمام إلى التحالف الرباعي رسمياً، فقال: «الولايات المتحدة تعتبر بنغلادش شريكة أساسية لها في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ... نحن ملتزمون بتطوير شراكتنا لإنشاء منطقة حرة ومنفتحة هناك، وستكون بنغلادش محور نشاطاتنا في هذه المنطقة».

في المقابل، استعمل السفير الصيني في دكا أسلوباً صارماً لتحذير بنغلادش من الانضمام إلى التحالف الرباعي، فتوقع أن تتضرر العلاقات بين بنغلادش والصين بقوة بعد هذه الخطوة، وفي غضون ذلك، دعمت روسيا بنغلادش حين لم تتلقَ دعوة للمشاركة في «قمة الديموقراطية».

بدأت علاقات بنغلادش الخارجية تزداد تعقيداً لأن جميع القوى الإقليمية والعالمية تنشط فيها، بما في ذلك الولايات المتحدة، والهند، والصين، وروسيا، واليابان.

تفاقمت مظاهر انعدام الثقة بين الهند وبنغلادش بسبب التمويل الصيني لمشروع بناء محطة في مطار «سيلهيت»، ولم تقابل رئيسة الوزراء الشيخة حسينة المفوض السامي الهندي، ريفا جانجولي داس، في عام 2020 رغم إصرار هذا الأخير على لقائها.

في غضون ذلك، كانت بنغلادش من بين 35 دولة امتنعت عن التصويت على قرار ينتقد الحرب الروسية في أوكرانيا في الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، لكنها صوّتت ضد موسكو في قرار آخر ينتقد روسيا على التسبب في أزمة إنسانية ويطالب بمساعدة أوكرانيا.

أعلن وزير الخارجية، مسعود بن مؤمن، حديثاً أن بنغلادش لها «علاقة تاريخية» مع روسيا، وهي تتابع التمسك بعلاقتها الوثيقة معها اليوم، فبرأيه، يصعب على البلد أن يحاول تغيير هذه العلاقة، حتى لو طالبه الآخرون بذلك في ظل احتدام الوضع الراهن في أوكرانيا.

أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن منذ تنصيبه أن تقوية الديموقراطية وتجديدها في أنحاء العالم جزء أساسي من سياساته، فهذا الموقف يزيد الضغوط على بنغلادش، وستكون طريقة تعامل دكا مع مسائل حقوق الإنسان التي تطرقت إليها الولايات المتحدة والعقوبات المفروضة عليها كفيلة بتحديد مستقبل العلاقات الثنائية ودور بنغلادش في المنافسات الجيوسياسية.

من الواضح أن محاولات بنغلادش إرضاء مختلف القوى والحفاظ على علاقات حسنة معها جميعاً تزداد صعوبة مع مرور الأيام.

* شافي محمد مصطفى

The Diplomat

back to top