بذل الندى

نشر في 22-04-2022
آخر تحديث 22-04-2022 | 00:05
 خالد العارضي «كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقه الوجه»، هذا هو مختصر حسن الخلق، وما شاهدته في رحلتي عند عودتي من رحلة إلى إحدى الدول الخليجية خلال الشهر الفضيل ضرب أروع المعاني لهذه الجملة التي تعبر عن حسن الخلق.

كانت الشمس قد شارفت على المغيب وأذان المغرب يقترب موعده، فأخذت ماء وبعض التمرات استعداداً للإفطار، وعند صعود الركاب إلى الطائرة، وما هي إلا لحظات حتى أعلن قائد الطائرة دخول أذان المغرب، وهنا بدأت القصة التي لا يعرفها إلا أصحاب الكرم والخير والإنسانية، إنه شعب الكويت العظيم بأفعاله والكبير بتعاونه.

لم أرَ مشهداً بهذه الطيبة والخير إلا من خلال سماع القصص عن أجدادنا وزمن الكويتيين في السابق، ولكن هذه الطيبة تجسدت من جديد في هذا المشهد، فهذا الشعب جبل على الخير والكرم وستظل فيه تلك الخصال إلى الأبد. فحينما بدأنا بتناول الإفطار همّ أحد الركاب بتوزيع التمر بالسمن على باقي الركاب، ثم وزع راكب آخر القهوة على الموجودين، وآخر وزع الماء وغيره وزع الأطعمة، وتم تبادل هذا الخير حتى وصل الجود والكرم حتى آخر مقعد في الطائرة، ولم تمرّ إلا دقائق قليلة حتى كان جميع ركاب الطائرة يتشاركون طعامهم، وكأن الزمن عاد بنا إلى الماضي الجميل الذي طالما سمعنا عنه من الآباء والأجداد بما كان يميزه من حب وود وكرم وتضافر الشعب مع بعضه بعضا ومساعدة القريب والغريب.

وما أسعدني أيضا رؤيتي شباباً يساعدون كبار السن في الصعود إلى الطائرة ويقدمونهم على أنفسهم، هنا تأكدت أننا بخير، فهذا الجيل سيقود الكويت ويحمل راية الإنسانية استمراراً لمسيرة الأجداد والآباء، وبهذا الجيل ستبقى الكويت بلد الخير والعطاء وكل ما تحمله الإنسانية من معان سامية.

خالد العارضي

back to top