مواجهة في غزة... وتوتُّر لليوم الخامس بالقدس

اجتماع عمّان يحذّر إسرائيل من مواصلة التصعيد... ووفد أميركي يبحث التطورات في رام الله

نشر في 22-04-2022
آخر تحديث 22-04-2022 | 00:05
مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومسيرة الأعلام في القدس أمس الأول (أ ف ب)
مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومسيرة الأعلام في القدس أمس الأول (أ ف ب)
في أوج التصعيد الإسرائيلي بالقدس المحتلة واقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، عقدت اللجنة الوزارية العربية لمواجهة السياسات الإسرائيلية غير القانونية في القدس اجتماعاً طارئاً في الأردن ناقش الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية ووقف التصعيد واستعادة التهدئة الشاملة.
أثار إطلاق صواريخ من غزة وشنّ غارات جوية على القطاع مخاوف من تصعيد عسكري جديد في الأراضي الفلسطينية في أجواء من التوتر المرتبط بالأماكن المقدسة في القدس الشرقية المحتلة.

وأطلق مسلحون فلسطينيون، أمس، صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل بعد سلسلة من الغارات الجوية استهدفت القطاع الذي يخضع لسلطة حماس.

وجاءت الغارات الأولى التي أوقعت أضرارا مادية من دون إصابات، ردا على صاروخ أطلق من غزة مساء الأربعاء، وكان الثاني خلال الأسبوع الجاري. وقد سقط بحقل في بلدة سديروت الإسرائيلية من دون أن يسفر عن إصابات، حسب الشرطة الإسرائيلية.

واستهدفت هذه الغارات، بُعيد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، مواقع عسكرية لحركة حماس في جنوب شرق مدينة غزة ووسط القطاع، كما ذكر شهود ومصدر أمني.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت موقعا عسكريا وأنفاقا «تحتوي على مواد كيميائية أوّلية تستخدم في تصنيع محركات الصواريخ».

وأكد الناطق باسم «حماس»، حازم قاسم، في بيان، أن «هذه الضربات على قطاع غزة ستزيد تصميم شعبنا والمقاومة (...) للدفاع عن مقدساتنا في القدس أيًّا تكن التضحيات».

وبعد هذه الضربات، أطلق مسحلون فلسطينيون في القطاع المحاصر 4 صواريخ أخرى. واعترضت منظومة القبة الحديدية هذه الصواريخ الأربعة، حسب الجيش الإسرائيلي، بينما أطلقت صفارات الإنذار عند منتصف الليل في بلدات إسرائيلية مجاورة لقطاع غزة.

ويأتي تبادل إطلاق النار هذا الثاني هذا الأسبوع والأعنف منذ انتهاء الحرب التي استمرت 11 يومًا بين إسرائيل و«حماس» في مايو 2021 - وسط توتّر منذ أيام بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى.

القدس

وفي أوج التصعيد والتوتر بالقدس المحتلة واقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد الأقصى المبارك، فرضت إسرائيل على مناطق السلطة الفلسطينية طوقا أمنياً اعتباراً من الساعة الخامسة عصر أمس، مدة يومين، وأغلقت معابر قطاع غزة مع حلول آخر أيام عيد الفصح اليهودي. ووفق إذاعة الجيش، فإنه اتخاذ هذه الإجراء «بعد تقييم الوضع الأمني وبناء على توجيهات المستوى السياسي».

ولليوم الخامس على التوالي، دهمت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى وأطلقت القنابل الصوتية واشتبكت مع المصلين، وأصابت 20 منهم، وأجبرتهم على إخلاء ساحاته بشكل كامل من أجل لاقتحامه من المستوطنين وانتشارهم في ساحاته وتلقّوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم وأدّوا شعائر تلمودية في الجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة.

وفي الضفة الغربية، شنّت القوات الإسرائلية حملة اعتقالات بمناطق متفرقة بينها رام الله والخليل، تزامناً مع إقدام مجموعة من المستوطنين على غلق الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وقلقيلية.

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية «أؤكد أن ما يقوم به المستوطنون في الأقصى سيدفع بكل الأبعاد الاستراتيجية للصراع للواجهة والحقائق الثابتة»، معتبرا أن «ما يتم في الأقصى من عربدة سوف يقصّر من عمر المحتل».

وأضاف هنية في بيان: «كما ألحقنا الهزيمة بما يسمّى مسيرة الأعلام (الإسرائيلية) سوف نهزم سياسة الاقتحام، وما زلنا في بداية المعركة».

ويتركز التوتر في القدس بمحيط الأقصى، احتجاجا على ما يقوم به يهود بينهم مستوطنون من «زيارات» لباحات المسجد تتم في أوقات محددة، وضمن شروط، لكن الفلسطينيين وعددا من دول المنطقة يعتبرونها استفزازا.

ومنعت الشرطة الإسرائيلية، أمس الأول، مئات المتظاهرين اليهود القوميين من الاقتراب من باب العمود، المدخل الرئيسي للفلسطينيين المقدسيين في البلدة القديمة بالقدس الشرقية المحتلة، وذلك لتجنّب وقوع اشتباكات.

وكانت منظمات قومية متطرفة قد دعت إلى مسيرة كبيرة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية اعتبرتها الحكومة الإسرائيلية «استفزازاً».

وتجمّع أكثر من 1000 متظاهر يرفعون الأعلام الإسرائيلية بعد الظهر في ساحة بالقرب من دار البلدية قبالة البلدة القديمة، لكنّ الشرطة منعت دخولهم إلى باب العمود، وعدد كبير منهم من أنصار النائب اليميني المتطرف إيتامار بن غفير الذي أمر رئيس الوزراء نفتالي بينيت الشرطة بمنعه من دخول البلدة في وقت سابق.

وفد أميركي

والتقت مساعدة وزير الخارجية الأميركي ياعيل لامبرت وهادي عمرو المكلف بالشؤون الإسرائيلية والفلسطينية في وزارة الخارجية الأميركية، أمس، مسؤولين فلسطينيين في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، للبحث في «آخر التطورات والتصعيد الحاصل في القدس والحرم الشريف تحديدا»، وفق تغريدة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ.

اجتماع عمّان

الى ذلك، دانت اللجنة الوزارية العربية بعد اجتماعها في عمّان، أمس، الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك، محذّرة من أنها تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وحذّرت اللجنة من أن «هذه الاعتداءات والانتهاكات تمثّل استفزازا صارخا لمشاعر المسلمين في كل مكان، وتقويضاً لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، وحرية وصول المصلين إليه، وأنها تنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».

وأكدت اللجنة رفض «جميع الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى المبارك، وأي محاولة لفرض تقسيمه زمانيا ومكانيا».

وشددت اللجنة على «ضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف، والعودة إلى ما كان عليه قبل عام 2000» .

وأكدت «دور الوصاية الهاشمية التاريخية، التي يتولاها ملك المملكة الأردنية، عبدالله الثاني، في حماية الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس».

وأكدت اللجنة «دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وجميع حقوقه المشروعة على أساس حل الدولتين، وفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية والمرجعيات المعتمدة».

وأشارت إلى ضرورة «وقف إسرائيل ممارساتها التصعيدية واعتداءاتها في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفع الحصار عن قطاع غزة».

«حزب الله» ينشر «الرضوان»

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الحدود مع لبنان شهدت تغيرا أساسيا سببه نشر «قوة الرضوان»، قوة النخبة في «حزب الله»، بعد عودتها من سورية، حيث تراكمت لديها خبرة بمشاركتها في الحرب الأهلية هناك.

ونقلت «هآرتس» عن قائد فرقة الجليل العميد شلومي بيندر قوله إن «قوة الرضوان تمتلك في الوقت الحالي وسائل لم تكن موجودة في عام 2006»، مضيفا: «لقد زادوا التشكيل الناري الموجه إلى جبهتنا الداخلية، وحسنوا قدرة دفاعهم».

back to top