ضوضاء

نشر في 20-04-2022
آخر تحديث 20-04-2022 | 00:10
الجودة في التعليم باتت من أصعب الاختبارات التي مر بها المواطن ليخرج باحثا عن الجودة في المؤسسات التعليمية الخاصة، بعدما أصبح التعليم محلقا بجناح "إلكتروني" مواجها النظم التعليمية التقليدية، فاتحا بوابة المؤسسات التعليمية الافتراضية التي بدأت تغزو الفضاء المعلوماتي.
 د. ندى سليمان المطوع كأمواج البحر يغمرنا المد ويهجرنا الجزر... وكذلك هي الدراسات والتوصيات التي تغمرنا كالمد بعد اختتام مؤتمرات التخطيط والتنمية التعليم، فتغرقنا بحلول مقترحة لإصلاح العملية التعليمية «وأخواتها»، ومنها المخرجات والمناهج والاستشارات والشهادات وبقية الأخوات، أما الجزر فيتمثل بانحسار الجهود المبذولة للنهوض بالعملية التعليمية بأسلوب تنموي.

رحلت أمواج الإصلاح الى مكان بعيد تاركة خلفها أزمات مصاحبة للمؤتمرات ومعاكسة للحلول المقترحة، وآخرها تصاعد مستوى الإنفاق على عملية التعليم متناسبا عكسيا مع الجودة، وتراجعت أيضا مراكز الدارسات بإنتاجيتها فتناثرت وضعفت لأنها ارتكزت على جهود فردية للباحث الذي يسعى إلى النشر في مجلات علمية أجنبية.

فالجودة باتت من أصعب الاختبارات التي مر بها المواطن ليخرج باحثا عن الجودة في المؤسسات التعليمية الخاصة، بعدما أصبح التعليم محلقا بجناح «إلكتروني» مواجها النظم التعليمية التقليدية، فاتحا بوابة المؤسسات التعليمية الافتراضية التي بدأت تغزو الفضاء المعلوماتي.

أما سوق العمل فحدّث ولا حرج، فيبدو للوهلة الأولى أن المؤسسات بسياستها التوظيفية جاذبة للخريجين لكنها في الواقع تتحدى وتتجاهل التخصصات والمواهب والكفاءات، فالمد اجتاح سوق العمل والرواتب متوجاً بكادر الهندسة والقطاع النفطي، تبعه جزر متمثل في تضخم الرواتب التي أثقلت كاهل القطاع النفطي وبطالة المهندسين.

وتبقى الأسئلة التي تطرح نفسها بقوة: أين ذهبت التحذيرات المحلية التي أطلقها متخصصو التعليم؟ وأين العالمية التي أطلقها البنك الدولي محذرا من تضخم بند الرواتب والأجور في المؤسسات التعليمية وتدني الجهود في إنشاء المختبرات العلمية والمراكز المتخصصة؟ وإلى متى تلك الضوضاء التي أطاحت بجهود الإصلاح التي ذهبت سدى؟ وهل سيعود المد، أم ستتعثر الجهود وسط ضحالة الموقف؟

كلمة أخيرة:

متى سيدرك تلفزيون الكويت (القناة الثانية الأجنبية) أنه في أمسّ الحاجة إلى خريجي المدارس الخاصة أو الجامعات من متخصصي الأدب الإنكليزي والإعلام، فإسناد البرامج إلى المتعثرين باللغة أصبح مثيراً للسخرية؟

كلمة أخرى:

كل استجواب يُطرح يأتي البقاء في المنصب ثمناً باهظاً له، فتتم التضحية بالكفاءات التي لا تناسب أهواء النائب ولا تندرج ضمن جوقة التطبيل للمسؤول.

د. ندى سليمان المطوع

back to top