خاص

رئيس «الصليب الأحمر» لـ الجريدة•: دعم الكويت يحدث فرقاً في حياة المنكوبين حول العالم

بيتر ماورير : قيادة الأمير الإنسانية محل تقدير... وأشكر جهود «الخارجية»

نشر في 15-04-2022
آخر تحديث 15-04-2022 | 00:05
أعرب رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير عن تقديره للقيادة الإنسانية لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وللدعم الدبلوماسي والمالي المستمر الذي تقدمه الكويت، الأمر الذي يحدث فرقا حاسما في حياة عدد لا يحصى من الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية حول العالم.وبعد زيارة قام بها أخيراً لكل من أوكرانيا وروسيا، لبحث المسائل الإنسانية المتعلقة بالحرب الروسية، وتشديده على أن «الوضع الإنساني في أوكرانيا يزداد سوءاً ويأساً»، أكد ماورير، في حوار مع «الجريدة»، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر الكويتي في حوار مستمر بشأن الاحتياجات الإنسانية في الأماكن المتضررة من النزاعات والعنف. وتوجه بالشكر إلى وزارة الخارجية لدورها المحوري في تحقيق هذه الشراكة الاستراتيجية بين اللجنة والهلال، وفيما يلي نص الحوار:

* قدمت الكويت أخيرا مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، كيف ترى دعم الكويت للمساهمة في العمل الإنساني حول العالم وفي أنشطتكم؟

- تتمتع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ودولة الكويت بعلاقة قوية جدا، تعززت على مدى السنوات الـ32 الماضية من أجل المصلحة المشتركة المتمثلة في دعم العمل الإنساني بجميع أنحاء العالم.

وظلت الكويت على مر السنين من الداعمين الراسخين للجنة الدولية للصليب الأحمر ومهمتها الإنسانية لحماية ومساعدة المتضررين من النزاعات المسلحة وحالات العنف، وتقدر اللجنة الدعم الدبلوماسي والمالي المستمر الذي تقدمه الكويت، لاسيما جمعية الهلال الأحمر والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الأمر الذي يحدث فرقا حاسما في حياة عدد لا يحصى من الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانية في المنطقة وخارجها.

وأشيد بالقيادة الإنسانية لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وأشكر دولة الكويت، لاسيما وزارة الخارجية، على دورها المحوري في إنماء شراكتنا الاستراتيجية.

* أشدت بتعاون اللجنة الدولية مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي، فما هو التعاون الثنائي متعدد الأوجه بينهما؟

- اللجنة الدولية وجمعية الهلال الأحمر في حوار مستمر بشأن الاحتياجات الإنسانية في السياق الذي يقدم فيه كلاهما المساعدة ميدانيا في الأماكن المتضررة من النزاعات والعنف، ففي السنوات القليلة الماضية، تم توقيع عدد من الاتفاقيات بين اللجنة والجمعية لدعم المساعدات الإنسانية الحيوية للأشخاص في سورية ولبنان واليمن والعراق.

كما وقعنا أخيرا اتفاقية منحة مع جمعية الهلال الأحمر بقيمة 1.2 مليون دولار لدعم عمليات اللجنة الدولية في بنغلادش، ويأتي توقيع هذه الاتفاقية دليلا على الجهود الحيوية التي تبذلها اللجنة والجمعية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لدعم العمل الإنساني في جميع أنحاء العالم، فمن خلال الجهود المشتركة سيحصل آلاف الأشخاص على مساعدات إنسانية حيوية بما في ذلك الرعاية الصحية والمياه النظيفة والمواد اليومية لتحسين ظروفهم المعيشية في كوكس بازار، بنغلادش.

وأجدد امتناني الكبير لوزارة الخارجية لدورها المحوري في تحقيق هذه الشراكة الاستراتيجية، ونسعى جاهدين بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر والصندوق الكويتي إلى تكثيف الدعم لملايين الأشخاص الذين يعانون من عواقب النزاعات.

* هل يمكنك أن تصف لنا الوضع الإنساني خلال رحلتك الأخيرة لأوكرانيا؟

- يزداد الوضع الإنساني في أوكرانيا سوءا ويأسا، حيث نعمل على زيادة استجابتنا ساعة بساعة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة، ونرسل الطواقم والإمدادات، ونعمل على مدار الساعة للتأكد من أننا قادرون على الوصول إلى السكان ومساعدتهم.

المنازل تحولت إلى أنقاض، والعائلات تتكدس تحت الأرض لساعات طويلة بحثا عن الأمان، مئات الآلاف من الناس يفتقرون إلى الطعام والماء والتدفئة والكهرباء والرعاية الطبية، وأفادت الأنباء بأن ملايين الأشخاص فروا من منازلهم إلى البلدان المجاورة، في حين أن مئات الآلاف غيرهم محاصرون في المدن من أجل الهروب الآمن.

وخلال رحلتي هذه، توجهت نحو كييف، حيث ازدادت علامات النزاع، وأولها طوابير السيارات المغادرة، تليها المباني المقصوفة، وأخيرا عاصمة يطبق عليها الصمت المخيف، التقينا بطبيب نقل زوجته وابنه إلى مستشفاه في كييف، بعد أن دُمرت شقتهم، واصل الطبيب عمله بالمستشفى في حين التحق ابنه بالمدرسة عبر الإنترنت، كما أكدت الصور الجديدة المفجعة من ماريوبول أن وطأة النزاع هي الأشد على المدنيين.

المدنيون في أوكرانيا مرعوبون مما يخبئه لهم المستقبل، والعائلات تتجمع في أقبية تفتقر للتدفئة، وهي تعلم أن محيطها أصبح عبارة عن جبهات مواجهة، فترى نساء وأطفالا يمشون في البرد بحثا عن مأوى، هذه الأزمة، التي جاءت إضافة إلى 8 سنوات من النزاع، تتعمق كل ساعة.

الناس في مدن مثل ماريوبول محاصرون بشكل أساسي ومن دون مخرج آمن، يعيش الناس بلا طعام أو ماء أو تدفئة أو كهرباء. وهم، مثل الآخرين في أوكرانيا، في حاجة ماسة إلى السماح لهم بالمرور الآمن خارج المدينة، إذا أرادوا المغادرة، ويلزم السماح بإدخال المساعدة الإنسانية، وهذا ليس خيارا بل هي التزامات تقع على عاتق الأطراف بموجب القانون الدولي الإنساني.

* ماذا عن زيارتك لموسكو والمناقشات التي تمت مع السلطات هناك؟

- تمثل العواقب الإنسانية للنزاع في أوكرانيا أولوية رئيسية بالنسبة للجنة الدولية، ونحن نبذل قصارى جهدنا للتخفيف من معاناة السكان عبر عمليات المساعدة والجهود الدبلوماسية، وكجزء من هذه الجهود الدبلوماسية المستمرة، سافرت كما قلت إلى أوكرانيا وتوجهت بعدها إلى روسيا، حيث قابلت ممثلين عن البلدين لمناقشة الأمور الإنسانية الحاسمة.

وتعد محادثاتي مع السلطات الروسية جزءا من حوار ثنائي قائم ومستمر بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وموسكو حول الاحتياجات الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، وكما تعلمون فإننا نتحدث إلى جميع الأطراف لتحقيق الهدف نفسه، ألا وهو إنقاذ الأرواح وتقليل المعاناة أثناء النزاع المسلح. وفي مواجهة الاحتياجات الهائلة، توسع اللجنة بشكل سريع مساعدتها الإنسانية لجميع المتضررين من النزاع المسلح في أوكرانيا.

حافلات إلى المجهول

في رسالة إلى أطراف النزاع الروسي الأوكراني قال ماورير: «أناشد هذه الأطراف أن تغتنم كل فرصة للبناء على خطوات صغيرة لتخفيف المعاناة، مثل بصيص الأمل الذي رأيناه في مدينة سومي، عندما ساعد العاملون الإنسانيون المحايدون من جمعية الصليب الأحمر الأوكراني واللجنة الدولية للصليب الأحمر آلاف الأشخاص، وترك طريق الأذى، هذه اللمحة من الإنسانية هي شيء نحتاج إليه بشدة، لكن يحزنني أن الأطفال يستقلون الحافلات إلى المجهول بدلا من ركوب الحافلات إلى مدارسهم».

وأضاف أن «الدمار الذي نتج عن هذا النزاع واسع النطاق، حتى من دون وقف إطلاق النار، هناك خطوات عملية يجب على الأطراف اتخاذها الآن من خلال احترام القانون الدولي الإنساني للحد من معاناة المدنيين، ويجب عليهم الامتناع عن الهجمات التي تنتهك قواعد سير الأعمال القتالية أو فرض القيود على وسائل وأساليب القتال، نحن نشرك جميع أطراف النزاع في حوار ثنائي وسري لضمان تقيدهم بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ضمان حماية أولئك الذين ليسوا جزءا من القتال، أينما كانوا».

● ربيع كلاس

back to top