الشرق الأوسط يستعد لما بعد الاتفاق النووي الإيراني

اليوم، قد يُمهد تجديد الدعم لبشار الأسد لإعادة إحياء الدور السوري في لبنان، ووفق هذا المنطق، لن تتشجع سورية على تنفيذ أولوياتها في لبنان من دون تلقي هذا النوع من الحوافز وبغض النظر عن توجهات إيران.لن يكون الوضع مشابهاً لما كان عليه قبل عام 2005، مما يعني أن أجهزة المخابرات والقوات السورية لن تعود إلى البلد قريباً، بل يصبّ التركيز هذه المرة على تجديد الشبكات السورية في البلد وإنشاء ظروف تسمح للدول العربية بتقبّل الدور السوري المتوسّع حين تتعامل مع لبنان. في هذا السياق، لم تكن قمة شرم الشيخ مُطمْئِنة لطهران، فقد بدأ الإيرانيون يشعرون بأن المنطقة تتجه إلى تشكيل كتلة تشمل الدول العربية، بما في ذلك سورية، فضلاً عن إسرائيل وروسيا، للحد من الخيارات المتاحة أمام إيران، إذ يحاول كل طرف تحقيق مصالحه الخاصة في المشرق العربي، ويدرك الجميع أن تجديد الاتفاق النووي يزيد نفوذ إيران، لذا يريدون الاستعداد لما سيحصل منذ الآن.لم تكن مصادفة إذاً أن يزور وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، سورية ولبنان في نهاية الأسبوع الماضي، ولم يحبذ الإيرانيون تحاور الدول العربية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أو لقاء الأسد مع أحد القادة المشاركين في قمة شرم الشيخ.لن تقطع سورية وروسيا علاقتهما مع إيران، وقد تتحسن الروابط بين بعض الدول العربية وطهران في نهاية المطاف، لكن في ظل البيئة الإقليمية الجديدة، من مصلحة الجميع أن يشجّعوا إيران على الاعتراف بمصالح الأطراف الأخرى. مع اقتراب إعادة إحياء الاتفاق النووي وبعد فك ارتباط الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط، بدأت اصطفافات جديدة تتشكل بكل وضوح، وهي تهدف إلى التأثير على المكاسب الإيرانية، حيث تشهد هذه المنطقة اليوم تغيرات جذرية وقد تضطر إيران لتقبّل هذا الواقع الجديد بكل بساطة، وتثبت عودة دول الخليج إلى لبنان على ما يبدو أن البلدان العربية لم تعد تستفيد من عزل البلد، بل إنها تريد المشاركة في الحياة السياسية هناك وضمّ لبنان إلى التبادلات التي بدأت تنتج الاصطفافات الجديدة.* مايكل يونغ