حلف طهران

نشر في 08-04-2022
آخر تحديث 08-04-2022 | 00:05
 تهاني الظفيري شكل الحلف الرباعي الجديد المكون من إيران وروسيا والصين وكوريا الشمالية المدعوم عسكريا واقتصاديا قوة عظمى جيوسياسية مناهضة لحلف الناتو، والتي بدأت تفعيل استراتيجياتها التوسعية في المطالبة بالاستحواذ على مصادر الطاقة وسير عبورها لبسط نفوذها، تحت شعار التكاتف والتضامن في الدفاع عن مصالحهم المشتركة والمتداخلة لحماية مراكز القوة لديهم بزيادة الملاءة المالية والنقاط الأمنية، جسدتها الحكومة الصينية في نقل النفط الإيراني إليها للتخفيف من ضغط العقوبات الأميركية عليها ودعم برنامج إيران النووي.

فهذه القوى المستجدة التي تضم قوتين عظيمتين في المنطقة فرضت هيبتها على الساحة الدولية، وأرضخت الولايات المتحدة الأميركية لقبول شرط رفع جميع العقوبات الأميركية على طهران للعودة إلى الاتفاق النووي، وفي ظل تلك المتغيرات العالمية ومع الحرب الروسية الأوكرانية وسخونتها والقلق الدولي بشأنها، ومحاولة الجهود الدولية للتخفيف منها، تظهر المزايا التي يتمتع بها الجانب الإيراني من امتلاك مهارات التفاوض الناجح والرؤية الثاقبة في اقتناص الفرص والتعامل مع ملفاتها الخارجية بتحقيق أهدافها القومية.

فحقل الدرة (آراش) هو أحد حقول النفط المغمور بالمياه المملوك لدولة الكويت، والذي تقاسمته في جهته الجنوبية مع السعودية، إلا أن الجانب الذي تطالب به طهران كحق شرعي مكتسب لها لم يتم ترسيم حدوده بعد، وظهرت المشاحنات حوله في أكثر من مناسبة عندما تبدي طهران رغبتها في الاستثمار والتطوير فيه قبل النظر وتفنيد ادعاءاتها.

ومؤخراً بعد توقيع الاتفاق بتطوير ذلك الحقل في المنطقة المشتركة بين الكويت والسعودية في 21 مارس 2022م، بقدرة إنتاج ترتفع إلى 1 مليار قدم مكعب يومياً، لتواكب احتياجات العالم من الغاز الطبيعي، ظهرت المطالب الإيرانية على الساحة من جديد إلى تقاسم المنافع والاستثمار في ذلك الحقل، وبعيداً عن الإعلام والتصريحات التي قد تفسر بأكثر من جانب وتحلل بعدة اتجاهات.

يبقى إثارة استيائها ورفضها لتلك الاتفاقية المبرمة مع الجانب السعودي ما هو إلا تكتيك سياسي ماهر لتفعيل سياسة الأمر الواقع... بالعمل على الاستثمار رغم عدم رسم الحدود في الجرف القاري أو الجزء الشمالي لحقل الدرة الذي تزعمه.

* باحثة في الشؤون الدولية

تهاني الظفيري

back to top