بالعربي المشرمح: ساستنا غير!!

نشر في 08-04-2022
آخر تحديث 08-04-2022 | 00:07
 محمد الرويحل لأن السياسة لعبة كما يقال، فيمكن أن نلعب سياسة، وممكن تباصي لي وأباصي لك، وممكن نتبادل الأدوار، ممكن أرفع لك وترفع لي، وممكن أعرجب لك وتعرجب لي، وممكن أتقول عليك وتتقوّل عليّ، في السياسة كل شيء جائز ومباح، بشرط ألا يكون على حساب الوطن ومصلحته العليا ولا الضحك على ذقن المواطن وخداعه.

البعض يعتقد أن المقولة الشهيرة لتشرشل: «لا عدو دائم ولا صديق دائم» يمكن تطبيقها في الشأن الداخلي، وهذا الاعتقاد غير صحيح، ففي الشأن الداخلي لا يوجد أعداء ولا أصدقاء، فالجميع إخوة المفترض أن يعملوا لمصلحة وطنهم وتنميته ورفاهية شعوبهم وفقاً للمصلحة الوطنية السامية.

مشكلة ساستنا أنهم يسيّسون السياسة على قول الدكتورة سلوى، الله يذكرها بالخير، في هذا الشهر الفضيل وأسرتها الكريمة، ويجيرونها لمصالحهم الخاصة وأجنداتهم الشخصية، ويعبثون بالشأن الداخلي حسب أهوائهم ومصالحهم دون أي مراعاة لما ينتج عن تصرفاتهم وصراعاتهم العبثية، وأجنداتهم الكارثية، ففهمهم للسياسة الداخلية مبني على تلك المقولة الخاطئة، التي لا تصلح للعمل بها في الشأن الداخلي، بل هي نظرية لتعامل الدول فيما بينها لتبادل المصالح لبلدانهم.

والمصيبة أن ساستنا متقلبون لا تأخذ منهم حقا ولا باطلا، سواءً في الحكومة أو حتى النواب، فحين تكتب عن أحدهم وتمتدح مواقفه وأفكاره وأقواله ظناً منك بصدقه ومبادئه ستنصدم، وفجأة تتحسر وتتحلطم أنك امتدحته حين ينقلب رأسا على عقب، ومن اليسار إلى اليمين، بل يعتبر هذا الانقلاب والمراوغة إنجازا قد حققه، ويعتبر خداعه للمواطنين نجاحاً عظيماً.

يعني بالعربي المشرمح:

بعض ساستنا كالشبيحة أو البلطجية أو المرتزقة يسخرّون السياسة لمصلحتهم أو لمصالح آخرين، ولا يكترثون لمصلحة الوطن والمواطن، الأمر الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه من تردّ وانحدار في كل المجالات، وسيستمر الوضع على ما هو عليه ما لم يتغير ساسة هذا الزمان، فثقافة المصالح الشخصية والارتزاق من السياسة دمرت كل ما هو جميل في هذا البلد الجميل، وشوهت وجهه الحضاري والديموقراطي، ولن نخرج من نفق العبث السياسي الحالي ما لم ندرك حقيقة أسباب ما وصلنا إليه.

محمد الرويحل

back to top