إيران: لن نعود إلى فيينا إلا لتوقيع «الاتفاق النووي»

اغتیال رجلي دين سنة موالين للحكومة يسلط الضوء على أوضاع الأقلية التركمانية

نشر في 05-04-2022
آخر تحديث 05-04-2022 | 00:04
إيراني على مدخل مسجد إمام زاده صالح شمال طهران (أ ف ب)
إيراني على مدخل مسجد إمام زاده صالح شمال طهران (أ ف ب)
ألمحت إيران إلى أنها لن تشارك مجدداً في مفاوضات فيينا المعلقة حول برنامجها النووي، إلا لوضع اللمسات النهائية، وتوقيع اتفاق يعيد إحياء صفقة 2015.
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده امس أن إيران ستعود إلى فيينا فقط لإتمام الاتفاق النووي وليس للتفاوض مجددا. وقال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران «لن نعود إلى فيينا لإجراء مفاوضات جديدة لكن لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق حول النووي. يجب إذًا انتظار ردّ واشنطن» على القضايا العالقة.

وأضاف «في الوقت الراهن، لم نحصل على رد نهائي من جانب واشنطن. وإذا أجابت على القضايا العالقة، يمكننا حينئذ الذهاب إلى فيينا في أقرب وقت ممكن».

وشدد على أن بلاده «لا تربط بين مفاوضات فيينا والقضايا الإقليمية»، مضيفاً «الاتفاق في متناول اليد إلى حد كبير. ويجب على الولايات المتحدة أن تتخذ قرارها».

وأشارت تقارير إلى أن وضع الحرس الثوري هو نقطة الخلاف الرئيسية حاليا بين الجانبين، وتريد إيران رفعه من لائحة المنظمات الارهابية وهي تفترض أن ذلك سيعني رفع كل العقوبات المفروضة على قادته.

وتجري إيران في العاصمة النمساوية مفاوضات مع الصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات عن طهران مقابل قيود صارمة على برنامجها النووي. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات شديدة.

وتجري الولايات المتحدة مباحثات بشكل غير مباشر مع إيران في فيينا، عبر وسيط من الاتحاد الأوروبي.

المناطق التركمانية

الى ذلك، أكد الرائد محمود عليفر قائد شرطة مديرية كنبدكاووس في محافظة غلستان الايرانية، التي تقع في شمال شرقي إيران على بحر قزوين بمحاذاة جمهورية تركمانستان، ان رجلي دين من اهل السنة قتلا في هذه المديرية عبر اطلاق النار عليهما من أسلحة نارية.

وحسب ما تم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي في ايران ان الشيخين هما محمد آخوند بجمان وعبدالرحمن آخوند خوجة، وكانا في طريقهما الى المسجد لاقامة صلاة التراويح.

وبحسب بعض الأنباء على المنصات الاجتماعية، فقد تعرضت جثتا الضحيتين أيضاً للتنكيل بالفؤوس.

وحسب ما أكده أحد المصادر في مديرية شرطة كنبدكاووس لم يشأ ذكر اسمه ان التحقيقات ما زالت سارية لاعتقال منفذي عملية الاغتيال التي يشتبه بأنهم اربعة اشخاص كانوا يركبون دراجات نارية، ولكن على الارجح انهم ينتمون الى جماعات تركمانية متطرفة في هذه المدينة كانوا يعارضون توجه رجلي الدين المقربين من الحكومة.

وتعتبر منطقة كنبدكاووس من المناطق التركمانية ذات الاغلبية السنة في ايران.

ويشكل أهل السنة نسبة تصل ما بين ثمانية الى عشرة بالمئة من سكان ايران ولكنها بدأت تزداد خلال السنوات الماضية، وهناك معارضة كبيرة في المناطق السنية لقيام الحكومة الايرانية بتعيين مندوبين من قبلها لكي يأموا الصلاة في الجوامع التابعة لاهل السنة في البلاد.

وتتخوف الحكومة الايرانية من التقارب المتزايد لاهل السنة في البلاد للدول الخليجية، وازدياد عدد الشيعة الذين يغيرون مذهبهم الى السنة بسبب معارضتهم للحكومة خاصة في مناطق خوزستان وكردستان الغربية، وسيستان بلوشستان الشرقية وهرمزكان وبوشهر الجنوبية.

اما في المناطق التركمانية والاذرية الشمالية للبلاد فإن التقارب المتزايد لهؤلاء تجاه القومية التركية يزيد من تخوف الحكومة الايرانية، وعليه فإنها تحاول ضبط أهل السنة عبر تعيين رجال دين مقربين منها لكي يقوموا بإمامة الجوامع التابعة لاهل السنة.

أما في المناطق التي تعتبر ذات اكثرية عربية (خوزستان، وبوشهر وهرمزكان) فلا تتخوف الحكومة من تغيير الشيعة لمذهبهم الى المذهب السني فقط بل تتخوف ايضا من تقارب هؤلاء عموما مع الدول العربية المجاورة بسبب انتماءاتهم القومية ايضا، وعليه فإنها تتخذ سياسة لجم الناشطين العرب أيضا.

طهران - فرزاد قاسمي

back to top