هل من جديد في الأزمة السياسية؟

نشر في 04-04-2022
آخر تحديث 04-04-2022 | 00:20
 أ.د. غانم النجار منذ 2003، حين تم فصل ولاية العهد عن رئاسة الوزراء لأسباب صحية، تعاقب على رئاسة الحكومة أربعة شيوخ؛ الأول منهم، وهو الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، لم يتعرض لأي استجواب، حتى أصبح أميراً للبلاد. إلا أنه منذ 2006 تم تقديم 31 استجواباً، بمعدل استجوابين في السنة تقريباً، مما يشير إلى حالة عدم استقرار سياسي حادة على مدى 16 سنة دون توقف. واجه الشيخ ناصر المحمد 12 استجواباً، يليه الشيخ جابر المبارك بـ 11، وأخيراً الشيخ صباح الخالد بـ 8 استجوابات. ونتج عن ذلك حل المجلس 3 مرات؛ مرتين لناصر المحمد، ومرة لجابر المبارك، كما تم عقد 6 جلسات سرية لمناقشة الاستجوابات؛ 3 منها للمحمد، و3 أخرى للمبارك، وكأنه سباق ماراثون. هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها رئيس وزراء إلى محطة طلب "عدم التعاون"، مع وصول عدد المؤيدين للرقم المطلوب. أسباب الأزمة واستمرارها كثيرة، واستعرضناها سابقاً بشكل مفصَّل.

في الأزمة الحالية هناك على الأقل 3 مخارج قانونية قد تؤدي إلى مرور رئيس الوزراء من جلسة 6 أبريل، لكنها مع قانونيتها، غير مجدية سياسياً، حيث ستستمر الأزمة، واستمرارها غير مفيد، لا للبلاد ولا للعباد.

هناك حالة فقدان ثقة مركبة بالحكومة، فمع كل ما لديها من موارد، إلا أنها غير قادرة على إدارة المجتمع بحصافة وكفاءة، وبالطبع ينسحب ذلك على العديد من النواب، فالثقة بالكثير منهم في أدنى حالاتها.

القول إن الحل بالتخلص من المجلس، لا يأخذ في الاعتبار التجارب السلبية العديدة، وكان آخرها تعطيل المجلس طوال سنة 2021، دون إنجازات تُذكر. بل إن تجربتين سابقتين في 1976 و1986 تم فيهما حل المجلس لمدد تجاوزت ٥ سنوات، عملت فيهما الحكومة منفردة دون مجلس، فلم تكن النتائج مشرقة، بل المزيد من التدهور والتراجع، فإن كان في المجلس علة، ففي الحكومة علل وثقوب.

بلا مراجعة جدية للمسيرة السياسية، لا جدوى من التجربة، والضعف الذي يعتري العمل السياسي الفردي والشخصاني لن يؤدي إلا إلى إخفاقات جديدة، ولا معنى للفرح الساذج، بإزاحة رئيس وزراء، وإحلال آخر، فقد تمت إزاحة رئيسين من قبله، ولا جدوى من تكرار نغمة أن المشكلة في المجلس، فقد جربت الحكومة إدارة البلاد قسراً منفردة مرتين، ولم ينتج عنها إلا كوارث، لذا تصبح الحاجة ماسة لمراجعة جدية، وإلا فسنغرق في ذات الحفرة، وذات المستنقع.

لا جديد في الأزمة السياسية التي نشهدها اليوم، إلا في صعوبة وتعقيد المخارج والبدائل، فبعضها ممكن، وبعضها صعب، وبعضها شبه مستحيل.

أ. د. غانم النجار

back to top