الكويت ما تستاهل

نشر في 03-04-2022
آخر تحديث 03-04-2022 | 00:07
مع أنني قليل السفر للكويت لكن الأسف انتابني على ما حدث من حرائق في عدة أماكن فيها، وهذه الكلمات للتعبير عن مواساتنا لكل الكويت الحبيبة، حكومة وشعبا، لما حصل لها ضارعين لله عز وجل أن يحفظها من كل سوء ومكروه، ويحرسها من كل الأشرار.
 د. أحمد العنيسي بدايةً، اسمحوا لي ككاتب، أن أعبر عما يجول في خاطر أهل البحرين، الذين يشعرون بالأسى والحزن، لما أصاب دولتنا الشقيقة الكويت، من حرائق في عدة أماكن، وحتما الجميع يواسيهم في هذه المأساة العظيمة.

حفظك الله يا كويت، يا دانة الخليج، كم نحن نتألم ونشعر بالوجع ونتأوه ونكابد الحزن ونشعر بالأسى كما تشعرون به، لِمَ لا، فالكويتيون والبحرينيون تربطهم علاقات أخوة ومحبة وعلاقتهم وطيدة، حتى إذا سافرت إليها تشعر باستنشاق هواء البحرين، ولا تشعر بالغربة من المعاملة الطيبة، التي يلقونها بين أحبتهم، وكأنهم يعيشون في أحضان أهاليهم.

للتأكيد على هذه المقدمة حصلت لي قضية في محطة التزويد بالوقود، قبل أكثر من 3 عقود، ولم يكن لدي سوى العملة البحرينية لأنني قليل السفر جدا إلى الكويت، وعند سماع أحد الكويتيين نقاشي مع عامل المحطة، قال له احسب حساب البحريني أيضاً، المثير أني لا أعرفه ولا رأيته من قبل، ولا يربطني به أي شيء، فحاولت أن أناديه لأعتذر له، وأتفق معه لإرجاع المبلغ، فانطلق بسيارته بسرعة حتى لا يحرجني، وكأنه قام بالواجب عني، فجعلني متعففا تلقائيا؛ لكن هذه الحادثة ضمرت في نفسي ولم أستطع نسيانها.

هذه الأخوة الحقيقية، ونفخر أننا لدينا أشقاء بهذه الروح الطيبة وهذه النفوس الزكية التي تمتلك إنسانية تقدر حسن الجوار والمصير المشترك، فهذه الحادثة التي ضمرت في نفسي جعلتني أعامل أي كويتي في البحرين كأنه أخي، وأحاول أن أساعد أي كويتي لديه مشكلة في البحرين حتى أرد جميل ذلك الرجل الشهم.

بالنسبة إلى منطقة المباركية لها حكايات طيبة مع البحرينيين كما نسمع، يتسامرون مع رجالاتها، ويتبضعون في أسواقها الجميلة، ويتناولون الطعام في مطاعمها الجميلة وينتعشون في جوها الحلو، ويتجولون في ردهاتها المزدهرة بتراثها الجميل، لهذا الكثير من الإخوة المترددين على الكويت وسوقها المحترق يشعرون بالأسى والحزن لذكرياتهم الجميلة في هذه المنطقة التراثية الفريدة من نوعها في الخليج العربي.

مع أنني قليل السفر للكويت لكن الأسف انتابني جداً، وأصبحت أدرك أن علينا أن نرفع هذه الكلمات لنعبر عن مواساتنا لكل الكويت الحبيبة، حكومة وشعبا، لما حصل لها ضارعين لله عز وجل أن يحفظها من كل سوء ومكروه، ويحرسها من كل الأشرار، حقيقة شعرت كأن هذه الحرائق في بلدي، وهذا دليل على وشائج القربى، وقوة الترابط بيننا والعلاقات المتينة بين الشعبين الشقيقين.

حفظك الله يا بلادي الكويت، وحفظ الله البحرين، وجميع دول الخليج العربي من كل سوء ومكائد تحاك لهم، لكن يقيناً بعد هذه المأساة العظيمة، التي تعرضت لها الكويت، من جراء هذه الحرائق، «المطار وسوق المباركية ووزارة الكهرباء»، أشعر أن شيوخ الكويت سيرجعون السوق إلى حالته الطبيعية بهمة رجال الكويت الشُّم، وشموخ شعبها الأبي، والذي يتناسب مع تراث هذا السوق الشامخ في القلوب قبل السماء.

* كاتب بحريني

كاتب

back to top