خاص

د. فيصل العوضي لـ «الجريدة•» : تخصيص مقبرة في «صباح الأحمد» وكاميرات لرصد التجاوزات بالمقابر

العوضي: حديقة البلدية تجربة غير ناجحة لاستغلال المقابر القديمة

نشر في 03-04-2022
آخر تحديث 03-04-2022 | 00:14
مدير إدارة شؤون الجنائز في بلدية الكويت د. فيصل العوضي
مدير إدارة شؤون الجنائز في بلدية الكويت د. فيصل العوضي
كشف مدير إدارة شؤون الجنائز في بلدية الكويت، د. فيصل العوضي، عن مقترح لتخصيص أرض لإنشاء مقبرة جديدة جنوب البلاد في منطقة صباح الأحمد، موضحاً أن المقبرة تحتوي على قسمين: للسنة والجعفرية. وأكد العوضي في حوار لـ«الجريدة» أن البلدية بصدد تركيب كاميرات مراقبة في المقابر العاملة، منعاً لمزيد من الممارسات السيئة، وسهولة مراقبة ما يحدث داخلها في ظل كثرة مرتاديها بشكل يومي، موضحاً أن معدل دفن الوفيات خلال السنتين الماضيتين زاد بنحو 3 آلاف جنازة.
وأشار إلى أن البلدية فعَّلت لائحة الغرامات من 2000 إلى 5000 دينار على مصوري الجنائز صوناً للميت، ومراعاة لمشاعر أقاربه... وفيما يلي تفاصيل الحوار:

• في البداية حدثنا عن إدارة شؤون الجنائز

- تعتبر دولة الكويت الوحيدة في العالم التي تستحدث إدارة مختصة لشؤون الجنائز، لتقدم كل خدماتها مجانا للوافد والمواطن على حد سواء، من الوفاة إلى نهاية الدفن والعزاء، كما أن لديها مسؤولية بمراقبة كل ما يتعلق بالمقابر.

حفارو القبور

• هل صحيح تعانون نقصا في وظيفة حفار قبور؟ وهل بإمكان المواطنين العمل بهذه الوظيفة؟

- دائماً من يأتي للعمل بوظيفة حفار قبور يضع في حسبانه أنها عمل خيري، كما يكتسب الأجر منها، ويحافظ على الأمانة التي تتطلبها، ولاشك أن الأحاديث النبوية الواردة كثيرة بشأن دفن الميت، ومدى عظم الأجر الذي يصاحب هذا العمل، أما بالنسبة لعمل المواطنين فإنه لا يوجد أي مواطن لدينا يعمل بهذه الوظيفة لاعتباراتٍ كثيرة، والعمل مقتصر فقط على الوافدين لمن يرغب بالعمل بها، ويسمح العمل للمواطنين في المقابر فقط بوظيفة مغسلي موتى وسائقي إسعاف، ولا حاجة كبيرة لعمل المواطن بوظيفة حفار قبور، بحكم عملها الشاق وخارج الأماكن المغلقة، فضلاً عن الطقوس النفسية، وهي أهم أسباب العزوف عنها.

• ماذا عن المقابر؟ وكم عددها؟ وهل هناك نية لإنشاء جديدة؟

- لدينا مقابر عاملة وغير عاملة، حيث يوجد 5 مقابر مفتوحة هي: الصليبيخات السنية، والصليبيخات الجعفرية، وصبحان، والجهراء، ومقبرة غير المسلمين في الصليبيخات، أما عن غير العاملة، فإنه يوجد 50 مقبرة في مناطق الكويت المختلفة، بما فيها الجزر، خصوصا فيلكا التي بها 7 مقابر، وجميع المقابر أُغلقت مع افتتاح المقابر الحالية في عام 1962، وانقسمت إلى قمسين: مقبرة سنية افتُتحت عام 1976، وأخرى جعفرية افتتحت عام 1973، وفيما يتعلق بمقبرة غير المسلمين، فإنه في السابق كان هناك مقبرة للنصارى والبوذيين، لكن تم الجمع في مقبرة واحدة أطلق عليها مقبرة غير المسلمين، إضافة إلى أنه تم وقف ما يسمى بطقوس حرق الجثامين في سنة 1982، وأصبح من يريد أن يقوم بطقوسه الدينية يتم تسفير الجنازة لبلده.

وبشأن المقترحات، نعم هناك مقترح تم رفعه، ويقضي بإنشاء مقبرة في جنوب البلاد بمنطقة صباح الأحمد للسنة والجعفرية، علاوة على ذلك يوجد توسعة لمقبرة الصليبيخات السنية باتجاه طريق الجهراء بطول 23 متراً وعرض 2 كيلو، وإلى الآن أي بعد 61 سنة لم نصل إلى استغلال النصف، وأغلبية الأراضي مازالت فيها مجال للدفن، كما أصبح فيها ترتيب بعد أن كانت عملية الدفن عشوائية، وهذا يساهم في استغلال أكبر للأراضي، وكذلك الأمر ينطبق على المقبرة الجعفرية لها توسعة نحو طريق الجهراء.

استغلال المقابر القديمة

• ماذا عن آلية تحويل المقابر القديمة إلى حدائق أو مواقف سيارات؟

- لا يوجد عرف أو قانون أو نص يحدد موعد استغلال المقابر، لكن آلية تحويل المقابر تتم من خلال نبش القبور إذا تم التأكد من تحول العظام إلى رميم، حسب ما تذكره فتاوى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فيصبح من الممكن تحويلها، لكن بشرط أن تكون مرفقا كوقف للمسلمين إما حديقة أو مواقف، ولا يمكن تخصيصه لأي منشأة تجارية.

وفي الوقت الحاضر لسنا بحاجة لتحويل المقابر المغلقة إلى حدائق أو مواقف، خصوصاً بوجود تجربة سابقة لم يستفد منها بالشكل المطلوب أو تغييرها لمنتزه، بعد أن تم تحويل إحدى المقابر القديمة لحديقة البلدية الحالية.

• ظهرت في الآونة الأخيرة ممارسات سيئة من خلال تكسير شواهد القبور... كيف تعاملتم معها؟

- الإدارة خصصت فريق تفتيش لرصد المقابر المغلقة، والتأكد من صلاحية الأسوار والأبواب ووضعها بشكل عام، حتى لا تكون مكاناً للعبث، ومتابعتها باستمرار، أما بالنسبة للمشاكل التي تحدث في المقابر العاملة، فمن الطبيعي أن أي مرفق يستقبل أعداداً كبيرة من الناس من الصعب أن يُحكم المراقبة عليه بشكل كامل دون وجود مظاهر سلبية، حيث إن تكسير الشواهد بعضها عمداً وبعضها ناتجة من عوامل الطقس، وبالفعل لاحظنا وجود تكسير بعض الشواهد بشكل متعمد، ما دعانا لتقديم بلاغات وكتب رسمية لوزارة الداخلية مع تقديم طلب بتركيب كاميرات مراقبة في المقابر، والآن في طور تركيبها.

غرامات التصوير

• صدر مؤخراً قرار بشأن فرض غرامات لمن يصور القبور، حدثنا عنه

- لاحظنا في الفترة الأخيرة وجود ممارسات سيئة من قبل المصورين لتغطية بعض الجنائز، خصوصا إذا كانت جنازة شخص معروف، حيث إن هناك مادة في لائحة تنظيم الجنائز تؤكد حرمة الميت وصونه من أي ممارسات سيئة، لذا ارتأت البلدية تفعيل إحدى المواد التي تفرض غرامة من 2000 إلى 5000 دينار، لدورها أيضاً في الحرص على مشاعر الأقارب، فضلاً عن مخالفة من يصور نص المادة الثالثة من لائحة تنظيم الجنائز بعدم جواز استغلال المقابر في الغرض غير المخصص لها، والمادة الثامنة من نفس اللائحة بأن حرمة الميت مصونة من نقله وغسله وتكفينه ودفنه، فضلا عن النهي الشرعي لتلك الممارسات، لذا أصدر المدير العام قراراً إداريا بمنع التصوير داخل المقابر.

• بعض الحالات يتأخر فيها الدفن وتحولت لرأي عام، لماذا تمتنع البلدية عن دفن بعض الوفيات؟

- عملية دفن الجنائز تأتي بإجراءات محددة ودقيقة، حيث يرد بلاغ في قسم الحركة في الإدارة بوجود جنازة من أحد المستشفيات في وزارة الصحة، والذي يجب أن يرافقه إذن للدفن بشرط وجود كافة البيانات مثل الرقم المدني، والاسم، وبيانات أخرى لتحديد هوية المتوفى، وإلا فلن يتم تسلمه... نعم قد يكون هناك تأخير في دفن بعض الجنائز، لعدم وجود هوية أو إثباتات، لذا يتم اللجوء إلى أخذ البصمة من الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية لإثبات هويته، ومن ثم استكمال دفنه، أما عن الامتناع فالبلدية لا تمتنع بل العملية تحتاج إلى تحديد الهوية أولاً.

• ماذا عن تطبيق جنائز الكويت؟

- تطبيق جنائز الكويت مهم جداً على مستوى الدولة، حيث يحتوي على كل ما يتعلق بالمقابر والوفيات والاستفسارات المتعلقة بالفتاوى الشرعية وغيرها من الوفاة حتى الدفن، فضلاً عن إمكانية وجود تقديم بلاغ لوزارة الإعلام، ومعلومات عن إصدار شهادة الوفاة، إضافة إلى التعزية الإلكترونية.

• حدثنا عن عملكم طوال السنتين الماضيتين في الوقت الذي انتشرت به وفيات كوفيد 19.

- عملت إدارة شؤون الجنائز بكل طاقتها أثناء فترة انتشار «كورونا» وإغلاق الدولة بالكامل، حيث كثفت التنسيق مع وزارة الصحة، ومجلس الوزراء بآلية دفن وتغسيل الجنائز واستقبال المشيعين، كما تم اعتماد فتاوى من وزارة الأوقاف بشأن الاكتفاء بتكفين الميت إذا كان السبب مرضاً معدياً، مثل أن يكون «كوفيد 19» سبباً للوفاة، ولكن ما لاحظناه في السنتين الماضيتين ازدياد عدد الوفيات، ليس فقط بسبب «كورونا» بل بسبب قرار وقف تسفير الجنائز نتيجة إغلاق المنافذ، ما أدى إلى ارتفاع عدد الوفيات المسجلة والمدفونة في مقابر الكويت في 2020 و2021 بنحو 3 آلاف جنازة، ولاشك في نهاية الجائحة علينا أن نعطي لكل ذي حق حقه، ومن هذا المنطلق أثني على جميع العاملين في الإدارة، وتحملهم العمل في البيئة الشاقة.

ربط آلي لـ «الوفيات»

كشف العوضي عن توجه للربط الآلي مع جميع وزارات الدولة التي تتعامل معها البلدية وشؤون الجنائز بشأن الوفيات، مؤكداً على العمل بإجراء تعديل على إذن الدفن، بحيث يتم ربط آلي مع وزارة الصحة، لإرسال البيانات آلية دون الحاجة للإذن الورقي، فضلاً عن إرسال تلك البيانات لكل الجهات الحكومة، لاتخاذ إجراءاتها، مشيراً إلى أن التوجه يمنع تكرار الأخطاء في تدوين البيانات، الذي أدى في السابق إلى ظهور بعض الأشخاص بحالة «متوفى» نظراً لتشابه الأسماء.

● محمد الجاسم

حفار القبور وظيفة تقتصر على الوافدين ويسمح للمواطنين بالعمل «مغسلي أموات» وسائقي إسعاف

لا حاجة لتحويل المقابر القديمة إلى حدائق أو مواقف... وتجربة حديقة البلدية لم تكن موفقة

إغلاقات «كورونا» رفعت أعداد الوفيات بمعدل 3 آلاف ولعدم القدرة على تسفير الجنائز

في السابق كانت مقبرة للنصارى وأخرى للبوذيين لكن تم جمعهما في مقبرة واحدة
back to top