«لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك»

نشر في 01-04-2022
آخر تحديث 01-04-2022 | 00:02
 خالد وهف المطيري الكل تابع وشاهد ما حصل من إقالات واستقالات وكيل وزارة الإعلام وباقي الوكلاء المساعدين، وكل ذلك نتيجة أخطاء وإخفاقات متراكمة حسب كل ما يقال وينقل، لذلك عزيزي القيادي أو المسؤول تركك لمنصبك يوماً ما لا بد منه، وهي سُنّة الحياة، ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك، فاحرص عزيزي القيادي أن تكون ممن يخافون الله سراً وجهراً وممن يعملون بإخلاص وتفان في خدمة بلدهم، وأن يكون تعاملك مع كل من يعمل معك وفق مسطرة واحدة، واحرص دائماً على أن تكون ممن يتركون الأثر الطيب خلفهم حتى إذا ذُكر اسمك في أي مكان ذكرك الجميع بالخير وطيب الأخلاق، ولا تكن مثل من رحل وترك وراءه سيرةً سيئة تجعل كل من يعرفه يشكر الله على رحيله.

جرت العادة في كل الوزارات عند تعيين أي قيادي جديد في منصب أن تكون أول خطوة يتخذها هي تغيير مكتب القيادي السابق، وتغيير كل الذين كانوا يعملون معه، ربما تكون هناك وجهات نظر تقول إن كل من يعمل مع أي قيادي يكون محسوباً عليه ويدين له بالولاء، ولكن الحقيقة عكس ذلك حيث تجد أن أغلب من يعملون في مكاتب القياديين يطبقون نظرية «مات الملك عاش الملك» عند علمهم برحيلهم، فهذا أغلب ديدنهم.

من خلال عملي في وزارة الإعلام عاصرت وزراء ووكلاء وزارة ووكلاء مساعدين كثرا، كلّ منهم عمل وأعطى ما لديه ثم ترك الوزارة أو أجبر على تركها بالإقالة أو الاستقالة، ومن الطبيعي أن تجد لكل قيادي بصمات خاصة وخطة عمل في مجال عمله، وتجد هناك صعوبة في تطبيقها في حال رحيله وتعيين قيادي آخر مكانه، وهذا ما يقودنا إلى ما نعانيه من مشاكل ونفتقده من تخطيط في كل وزارات الدولة، وهو عدم وضع خطة واحدة للعمل ينفذها كل قيادي يتم تعيينه ويجتهد ويعمل بها، ومن ثم تسلم هذه الخطة لخليفته في العمل، لا كما يحصل الآن بأن ينسف القيادي الجديد كل ما أنجز ويبدأ من الصفر، وهكذا تتكرر المشكلة، لذلك تجد الوضع في كل وزارات الدولة جامداً وبدون تطوير.

لذلك يجب أن يكون الهدف الرئيس من تعيين أي قيادي في أي مكان هو خدمة الوطن أولاً وآخراً، وفق أسس ومبادئ صحيحة، والابتعاد كل البعد عن التعيينات البراشوتية التي تظلم الكفاءات الشبابية وتحبطها، ويجب أن يكون الهدف من أي تغييرات فى القياديين في أي وزارة هو ضخ دماء جديدة لتطوير العمل وإبعاد السيئ ومن لا يعمل والمتغطرس الجبار في سلطته، وفي المقابل ألا يكون الهدف من أي تغيير في القياديين الانتقام وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.

خالد وهف المطيري

back to top