الشيخ صباح الخالد : وضعنا لبنات الحكومة المعرفية لبناء اقتصاد قوي

شارك في القمة العالمية للحكومات بالإمارات والتقى بن راشد

نشر في 30-03-2022 | 18:17
آخر تحديث 30-03-2022 | 18:17
محمد بن راشد يستقبل الخالد بمقر القيادة في «إكسبو دبي»
محمد بن راشد يستقبل الخالد بمقر القيادة في «إكسبو دبي»
دعا رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد إلى استجابة دولية سريعة وتضافر جهود الحكومات لمعالجة التحديات التي يفرضها القرن الحالي على غير صعيد، بهدف الحد من آثار هذه التحديات والعمل على تحويلها إلى فرص واعدة لتحسين جودة حياة الشعوب في مختلف دول العالم.

وأكد رئيس مجلس الوزراء في كلمة دولة الكويت التي ألقاها اليوم، أمام القمة العالمية للحكومات التي تستضيفها إمارة دبي بدولة الإمارات، أن استخدام الحلول الرقمية والتكنولوجية المتطورة لتعزيز وتطوير بيئات الأعمال والهياكل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية يتطلب رؤية مشتركة للحكومات حول إعداد الخطط الاستراتيجية والتشريعات والسياسات وسبل تسخير التقنيات المتقدمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال سموه، إن دولة الكويت وضعت أولى لبنات بناء الحكومة المعرفية من خلال إطلاق المركز الوطني للاقتصاد المعرفي، الذي يضطلع بالعديد من المهام التأسيسية لبناء اقتصاد قوي ومتطور وفق رؤية دولة الكويت 2035.

وأضاف رئيس مجلس الوزراء أن الكويت تسعى لبناء المؤشر المعرفي للمؤسسات العامة وتطبيقه بهدف قياس فجوات المؤسسة العامة بين الأداء والنتائج بالتعاون مع البنك الدولي، معرباً عن سعادته بطرح المؤشر كمبادرة كويتية ومسؤولية معرفية تتشارك فيها مع الدول بخبراتها وقدراتها لتعزيز وتحسين أداء الحكومات وأجهزتها ومؤسساتها.

وذكر الخالد أن حكومات العالم «أمام خط المواجهة مع واقع معرفي ورقمي يفوق خيالنا وتصور إدراكنا وهي مواجهة تحمل في كنفها فرص وتحديات بين آفاق تساعد على استشراف المستقبل بأمل واعد للبشرية ومخاوف من مزاحمة العقل الآلي للعقل البشري ضمن أسواق العمل وبيئة الأعمال التجارية مما يستدعي فهماً أعمق وتدبراً أوسع لشكل وطبيعة دور الحكومات في الألفية الثالثة.

معالجة التحديات

وأضاف أن أبرز ما تعاني منه أجندة العديد من حكومات العالم سبل معالجة تحديات القرن الحادي والعشرين كالتغير المناخي وندرة المياه والصراعات الجيوسياسية والتحولات الديموغرافية والفقر والأزمات الصحية والاختلالات الاقتصادية والأزمات المالية، مما يتطلب استجابة دولية سريعة وتضافر جهود الحكومات للحد من آثارها.

وبين أنه رغم كل التحذيرات العالمية بخطورة الوضع البيئي على مستقبل اقتصاديات العالم فإن العديد من الدول مازالت بذات الوتيرة الاستنزافية المفرطة للموارد المتاحة مما يدعو إلى تبصر في سبل المحافظة على مقدرات الشعوب والأجيال المستقبلية لضمان حياة آمنة ومستقرة.

وأوضح الخالد أن الكويت تبذل، في شأن التغير المناخي، عناية شديدة لتطبيق بنود اتفاق باريس للمناخ عبر المساهمة بحزمة من المشاريع التنموية الصديقة للبيئة وإقرار خطط وبرامج التنمية المستدامة على المستوى الوطني للانتقال التدريجي نحو نظام اقتصادي منخفض الانبعاثات من الكربون المكافئ بناء على توقعات انبعاثاتها المستقبلية ضمن أنماط العمل المعتادة للفترة ما بين 2015 و2035.

وأشار إلى أن جهود الدولة خطت بتنويع مصادر الطاقة عبر تبني حلول الطاقات المتجددة واستبدال الوقود الأحفوري بالغاز المسال وبناء وتطوير مصافي تكرير النفط لإنتاج الوقود البيئي النظيف لضمان استدامة إمدادات الطاقة للأجيال القادمة.

وقال إنه «في ظل مبادئ وتوجهات الألفية الثالثة بات للحكومات أدواراً معاصرة تتعلق بمهام التمكين والتعزيز أكثر من التشغيل والإدارة، وهذا يتطلب رؤية مشتركة للحكومات حول إعداد الخطط الاستراتيجية والتشريعات والسياسات وسبل تسخير التكنولوجيات المتقدمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030».

وأضاف الخالد أن دولة الكويت أولت اهتماماً كبيراً ضمن برنامج عمل الحكومة برسم خريطة طريق لإعادة هيكلة الجهاز الحكومي ليكون أكثر اتساقا مع متطلبات تعزيز النزاهة والتحول الرقمي.

وقال إن دولة الكويت وضعت أولى اللبنات نحو بناء الحكومة المعرفية من خلال إطلاق المركز الوطني للاقتصاد المعرفي الذي يضطلع بالعديد من المهام التأسيسية لبناء الاقتصاد المعرفي وفق رؤية دولة الكويت 2035 إضافة إلى بناء المؤشر المعرفي للمؤسسات العامة وتطبيقه في دولة الكويت بهدف قياس فجوات المؤسسة العامة بين الأداء والنتائج بالتعاون مع البنك الدولي.

عبر عن سعادته «أن نطرح هذا المؤشر كمبادرة كويتية ومسؤولية معرفية نتشارك فيها مع الدول بخبراتها وقدراتها لتعزيز وتحسين أداء الحكومات وأجهزتها ومؤسساتها بما يتسق ومتطلبات الألفية الثالثة وأهداف التنمية المستدامة 2030 وتلبية لطموح الشعوب».

استقبال بن راشد

من جهة أخرى، استقبل نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد في مقر القيادة (إكسبو 2020 دبي).

ونقل الخالد تحيات سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد لدولة الإمارات الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا، وتهنئتهما بالنجاح الكبير الذي حققته إمارة دبي في تنظيم معرض إكسبو دبي والقمة العالمية للحكومات، متمنين لهم دوام الازدهار ومزيدا من التقدم.

رئيس الوزراء يستقبل ولي عهد دبي ووزير الداخلية الإماراتي

استقبل رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، اليوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي بالإمارات سمو الشيخ حمدان بن راشد على هامش مشاركة سموه في القمة العالمية للحكومات.

وأشاد الخالد بتنظيم الإمارات لهذه القمة العالمية وتسخيرها الإمكانيات كافة للظهور بهذه الصورة المشرفة، مثمنا ما شاهده من ترتيبات عالية وحسن تنظيم في هذا المحفل الدولي.

كما استقبل الخالد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في الإمارات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد. وعبر سموه عن سعادته باستضافة الإمارات للقمة العالمية للحكومات والتي تعد أحد أهم الملتقيات التي تجمع الحكومات لتمكينها من تحقيق التفوق والريادة والارتقاء بمستقبلها.

وقام الخالد بزيارة إلى معرض «إكسبو 2020 دبي»، شملت جناح الكويت وبعض الأجنحة الخليجية، وقد رافقه خلالها وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر، والمستشار في ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ د. باسل الصباح، وسفير الكويت لدى الإمارات صلاح البعيجان، والوفد المرافق لسمو رئيس مجلس الوزراء.

تحديات القرن تحتم استجابة دولية لتأمين فرص تحسن حياة الشعوب

وتيرة الاستنزاف المفرطة للموارد المتاحة توجب التبصر لحماية مقدرات الأجيال
back to top